TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جهلٌ.. بامتياز!

جهلٌ.. بامتياز!

نشر في: 25 يوليو, 2016: 09:01 م

هنيئا لكل الأمهات سيغادرهن الخوف قريبا على أولادهن وهم يخرجون للعمل او التنزه في العاصمة ..ولا داعٍ منذ الآن للقلق من التفجيرات والاعمال الارهابية فسنكون بأمان قريبا ،لأن تفجير الكاظمية الذي أطاح بعشرات الضحايا من الباعة والمارة وسائقي المركبات أرَّخ لبداية جديدة وأمل جديد وقد يكون التفجير الأخير ونسير بعده بثقة ولا نخشى من رنة موبايل ورقم غريب ينقل الينا نبأ رحيل أحد أحبتنا ..ومَن لا يُصدق كلامي ( الطوباوي) فليقرأ تصريح عضو هيئة رئاسة مجلس النواب الشيخ همام حمودي الذي قال فيه :" ان تفجير الكاظمية يمثل الأنفاس الأخيرة التي يلفظها ارهابيو داعش بالتزامن مع معركة تحرير الموصل وان هذا التفجير جاء في سياق الآلية الاعلامية لداعش التي اعتادت أن تُغطي هزائمها في جبهات القتال بتفجيرات بين المدنيين العُزَّل في الأسواق وان كل قطرة دم تسيل من شهدائنا وجرحانا ستزيد قواتنا الامنية وحشدنا البطل عزما وثباتا وارادة لاستئصال هذه القوى الارهابية "...الى هنا ينتهي التصريح المتفاءل جدا للنائب حمودي الذي يزرع الأمل في نفوس العراقيين بقرب انتهاء كابوس داعش. فمعركة الموصل هي الاخيرة في تصفية حساباتنا معهم وقد يكون تفجير الكاظمية هو الاخير ايضا للتغطية على انتصاراتنا !
من جهتها ، أدلت النائبة المتألقة اعلاميا –في الفترة الاخيرة –عواطف النعمة بدلوها وهي تحول انظار الشارع الى وجهة اخرى فتعتبر التفجيرات التي يقوم بها داعش طائفية بحتة وتطالب بان يتم توزيعها بعدالة بين مناطق بغداد لكي لا تحمل سمة استهداف طائفة بعينها من دون ان تنتبه الى انها هي التي تتحدث بلغة طائفية وتعمل على تأجيج الشارع بدلا من تهدئته بعد كل انفجار وكأنها تجهل ان داعش يوزع الموت بالتساوي بين اطياف الشعب وأنه يمارس لعبة القتل حتى في دول اخرى فالارهاب لا يستهدف طائفة بعينها، بل يجسد ثقافة تنتهجها دول وتيارات لتدمير دول اخرى ولنشر الافكار المتطرفة واداتها المسيرة لا المخيرة هي داعش التي ستلفظ انفاسها بعد ان تنتهي مهمتها وليس بناءً على تصريحات حمودي المتفائلة ...
قديماً قال الفيلسوف ابن رشد إن التجارة بالاديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل ، ولأن الجهل يزدهر في مجتمعاتنا –وعلى وجه الخصوص –الجهل السياسي فهناك مَن يتعاطى هذه التجارة غير عابىء بعواقبها التي تنعكس على الشعب قبل غيره ، ذلك ان الوطني هو من يفكر بالأجيال المقبلة أما السياسي فيفكر في الانتخابات المقبلة! ولأن السياسيين في بلدنا جهلة في الغالب فهم يصرون على استخدام بضاعة الطائفية الفاسدة لتحقيق أرباح أكثر..
وسط كل هذه الفوضى ، يعيش العراقيون أيامهم المتخمة بالحـر والرعب والتعب واليأس ، وقبل ان يناموا ، تمر عليهم صور أحبتهم الذين فارقوهم فتصحو جروحهم ويغادرهم النوم ولا يقوى تفاؤل حمودي ولا تصريحات النعمة النارية او غضب حنان الفتلاوي على حماية ما تبقى من أحبتهم او ضمان مستقبل أفضل لهم !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram