منذ تاسيسها منتصف اربعينيات القرن الماضي، حرصت جامعة الدول العربية على التمسك بالدفاع عن الانظمة ، ابرز اعمالها تنظيم مؤتمر القمة سنويا، يعقد في احدى العواصم ، جدول الاعمال ثابت غير قابل للتغيير الا في استثناءات نادرة ، في مراجعة سريعة لكل المؤتمرات السابقة لم تخرج المؤتمرات عن اطارها العام في بحث ومناقشة التحديات ،واتخاذ القرارات المتعلقة بتوحيد الصف العربي ضد اعداد الامة ، مع الزام الدول الاعضاء على تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية .
بعد هبوب رياح الربيع العربي فقدت مؤتمرات القمة حضور رؤساء انضموا الى منتدى المخلوعين او انتهى بهم المطاف بانتظار صدور احكام بحقهم ، او انتقلوا الى العالم الآخر فخسرت جلسات القمة عرض مشاهد كوميدية ، كان بطلها الرئيس الليبي المرحوم معمر القذافي صاحب المواقف المثيرة للجدل والسخرية ، مؤلف الكتاب الاخضر كان اول زعيم عربي ينتقد مؤتمرات القمة العربية ، ابدى رغبته في تحقيق الوحدة الافريقية لوصوله الى قناعة بان الانقسام العربي سيبقى حتى حلول موعد يوم القيامة .
مؤتمرات القمة لم تترك في اذهان العرب الا احداثها الطريفة ، اما قراراتها وتوصياتها فهي مستنسخة عن الدورة السابقة ، لا تثير اهتمام الشارع ، لأنها بعيدة عنه لا تعبر عن تطلعاته او في اقل تقدير حمايته من اضطهاد السلطة ، من طرائف القمة في بغداد عام 1978 ان احد الرؤساء طلب حليب الناقة اثناء تناول فطوره الصباحي ، وآخر نقل الى غرفة العناية المركزة جراء اصابته باضطراب معوي لتناوله القوزي المشوي بافراط ، جعل الاطباء العراقيين يسهرون على راحته ، ليكتسب عافيته كاملة تؤهله لحضور الجلسة الرسمية ثم التصويت مع بقية اصحاب الفخامة و الجلالة على قرار استنكار توقيع الرئيس المصري الراحل انور السادات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي على اتفاقية كامب ديفيد برعاية اميركية، الرئيس نفسه في قمة اخرى عقدت في بغداد ايضا عام 1990 حصل على طائرة رئاسية عراقية باعها في تونس لان بلاده لايوجد فيها مطار لاستقبال الطائرات المدنية .
الاعلامي عبد الهادي مهودر نشر في حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي تزامنا مع انعقاد مؤتمر القمة بنسختها السبعة والعشرين في موريتانيا ، معلومة تقول ان الدولة الشقيقة وفرت 1500 بعير مع اعداد كبيرة من الاشخاص يرتدون الازياء الشعبية لاستقبال الوفود من المطار حتى اماكن اقامتهم.
في اطار استعداد الحكومة الموريتانية لاحتضان القمة افتتحت شارعا جديدا حمل اسم الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان يربط مطار العاصمة بمكان انعقاد المؤتمر ومقر اقامة الضيوف ، والشارع الاخر حمل اسم القدس في اشارة الى اعتزاز موريتانيا حكومة وشعبا بقضية العرب المركزية ، اما استخدام البعران في استقبال الضيوف فيمكن ان يكون فصلا كوميديا جديدا افتقدته مؤتمرات القمة العربية خلال السنوات القليلة الماضية ، لانشغال الزعماء العرب بحروب داخلية وصراعات اقليمية ، وكل قمة والعرب بخير ، والبعران بخدمة الحكام .
كوميديا مؤتمرات القمة
[post-views]
نشر في: 25 يوليو, 2016: 06:01 م