في مثل هذه الأيام ، وفي صبيحة الأحد السابع والعشرين من تموز عام الف وتسعمئة وسبعة وتسعين تحديداً، استنفرت وكالات أنباء ومراسلون وقنوات فضائية وغيرها من وسائل إعلام ، لتبث خبراً هادراً، مؤسياً، هزّ مشاعر، ليس النخب الثقافية والسياسية فحسب، بل وا
في مثل هذه الأيام ، وفي صبيحة الأحد السابع والعشرين من تموز عام الف وتسعمئة وسبعة وتسعين تحديداً، استنفرت وكالات أنباء ومراسلون وقنوات فضائية وغيرها من وسائل إعلام ، لتبث خبراً هادراً، مؤسياً، هزّ مشاعر، ليس النخب الثقافية والسياسية فحسب، بل والألوف من الناس: "الجواهري يرحل إلى الخلود في احدى مشافي العاصمة السورية دمشق عن عمر يناهز المئة عام..."
وُلِدَ في (26 تموز 1899) في مدينة النجف ، وكان أبوه عبدالحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. وترجع اصول الجواهري إلى عائلة نجفية عريقة، نزلت في النجف منذ القرن الحادي عشر الهجري، وكان أفرادها يلقبون بـ"النجفي" واكتسبت لقبها الحالي "الجواهري" نسبة إلى كتاب فقهي قيّم ألفه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي، وأسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ويضم 44 مجلداً، لقب بعدها بـ"صاحب الجواهر"، ولُقبت أسرته بـ"آل الجواهري" ومنه جاء لقب الجواهري.
نظم الشعر في سن مبكرة وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر، ولقد كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية، وصدر له ديوان "بين الشعور والعاطفة" عام 1928م. وكانت مجموعته الشعرية الأولى قد أعدّت منذ عام 1924م لتُنشر تحت عنوان "خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح". أنتخب نائباً في مجلس النواب العراقي في نهاية عام 1947 ولكنه استقال من عضويته فيه في نهاية كانون الثاني 1948 احتجاجاً على معاهدة بورتسموث مع بريطانيا، وكان من المؤيدين المتحمسين لثورة 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية العراقية لُقب بـ"شاعر الجمهورية".