TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شيعة الفيسبوك وسنة تويتر

شيعة الفيسبوك وسنة تويتر

نشر في: 26 يوليو, 2016: 06:56 م

عزيزي الطائفي  ، تخوض في الفيسبوك وتويتر معركتك لنصرة طائفتك، توزّع الاتهامات بالعمالة لكلّ مَن لا يوافقك في الرأي، تعطي دروساً في الوطنيّة، وأساليب الحفاظ على " اللحمة الطائفية "، لا تذهب الى النوم قبل أن تشتمَ إيران لأنها شيعيّة، وتصحو صباحا على أمل ان لاتجد تركيا على الخارطة،لأنها سنيّة، تعتقد أنك وحدك تملك الحق في أن تسمّى عراقيّ، تكتب عن الدولة المدنية ثم تذهب في المساء لمناصرة " فصل " عشائري".
ترفض الإيمان بأنّ المذاهب الإسلامية، جاءت كلها من دين واحد هو الإسلام، تُعلِّم أبناءك ان لايصافحوا جارك السنّي، وتوصي بناتك ان لايقتربنَ من زميلاتهنَّ الشيعيات، تؤمن بأنّ الطائفة فوق الوطن، وفوق القانون، وفوق الانسانية.
تجلس في المقهى تتحدث عن روسو وفولتير ومقدمة ابن خلدون، لكنك ما أن تختلي بالفيسبوك حتى تبدأ في كتابة قصيدة مديح في عبقرية عالية نصيف، لاتريد أن تعتقد فى القانون حلّاً وحيداً ونهائيّاً،، وان الوطن لم يعد حصناً لك منذ أن استبدلته بالحسينية والجامع، تنقل صراعاتك عن الماضي، وخصومات أجدادك قبل أكثر من ألف عام، إلى ميادين الحاضر وساحات المستقبل.
يغيب عنك أنّ العراقيين جميعا متضررون من فساد النخبة السياسية ومن انعدام الأمان ونقص الخدمات وأزمة السكن والبطالة والمحسوبية والرشوة والانتهازية وعصابات كاتم الصوت وسرّاق المال العام! وأنَّ حال كربلاء ليس أفضل من حال صلاح الدين، والأنبار أسوأ من حال ميسان!
تصرعلى أن تبقى أسيراً لنموذج السياسي الطائفي الذي يريد لنا ان نظلّ أسرى حماقاته الطائفية، فلا مكان لعُمَر في مناطق الشيعة، وعبد الزهرة منبوذ في سرادق "المقاومة".
لا تريد أن تدرك ان عناوينك الطائفية هي مجرد هويات لأقوام تتبادل الخوف والتخوين، وهي هويات لامعنى لها عند مواطن أعزل مثلك، لكنها عند أهل التقوى من " المجاهدين " سلّمٌ للتجارة، فتجد المثقف يحتقرها علناً لكنه يستخدمها في مضايف تويتر والفيسبوك، والسياسي ينتفع منها في الانتخابات، وفي تزوير إرادة الناس، لكنه يتنصل منها في معركة الامتيازات.
تريد ان تصبح شيعي كما هي حنان الفتلاوي؟ لا تريد ان تدرك ان العراقي الحقيقي يقف ضدّ كلّ حنان الفتلاوي في طائفته، مثلما هو ضد كل لقاء وردي في طائفتها.
تنسى ما جرى في الكرادة، مثلما نسيت ما جرى في الموصل وجسر الأئمة وبغداد الجديدة والدورة، لانك مشغول بما تقوله عواطف النعمة، وتخلد الى النوم متوهما ان اسامة النجيفي هو الذي سيحرر الموصل.
عندما تفعل كلّ ذلك ستكون وقتها العراقيّ الذى يستحقّ هذا الوطن.. من فضلك لتكنْ عراقيّاً فقط  ، وساعدني انا جارك في الفيسبوك ، ان اعرف مَن تكون!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram