TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بين الرصيف والجادة!

بين الرصيف والجادة!

نشر في: 27 يوليو, 2016: 09:01 م

هذي رسالة موجعة من استاذ عراقي متقاعد ، غادر العراق  مضطراً ، بعد قلق مدمر يصل حد الرعب ، وصعوبات معيشة تقارب تخطي عتبة  المستحيل . وعوز فاضح  يقارف فعل الإستجداء .
يحط الرحال بلندن ، ليعيش الضنك والعوز وضيق ذات اليد ، بعدما اوشك القليل الذي معه على النفاد . ينصحه صديق قديم  بالتقديم لطلب راتب الرعاية الإجتماعية … يمتثل مذعناً . يقول في رسالته الناضحة بالألم والكبرياء :
بقلب واجف ، واًصابع ترتعش - وبمعونة من صديق قديم - كتبت طلبا لشمولي براتب الرعاية الإجتماعية،  بعد إنتظار قصير ( حسبته دهراً )  تسلمت رسالة تدعوني للحضور لمكتب الرعاية في ( ،،،،،،)  مع خارطة تفصيلية تشير للمكان .
…………….
تسلقت سلالم البناية كمن يصعد منصة  مشنقة ! دلفت للبناية على إستحياء كمن يستجدي ، كنت مبهوراً : الجدران تلتمع كما لو كانت مصبوغة على التو ، خشب الموكيت يلتمع ، المناضد مكتظة بالأضابير ، الموظفون ، حتى العبوس القمطرير الملامح يبادرك :هل استطيع المساعدة ؟ تسأله عن قسم الضمان  التقاعدي ، يشير للمصعد ، هذا هو الطابق الثاني. المقاعد  مرصوفة بعناية ، اشارة ضوئية في الجدار  :  إستل رقمك من العلبة الدوّارة ، وإنتظر دورك ، الموظفون خلف النوافذ الزجاجية يؤدون اعمالهم بدقة محسوبة ، ممنوع عليهم الثرثرة ، او استعمال الهاتف النقال للمكالمات  الخصوصية . تنتظر ريثما يبزغ  رقم بطاقتك ، ما ان تفتح فمك بانك مؤهل للضمان - وإنك تجاوزت الخامسة والستين حتى يسلمك الموظف اوراقاً لتبيان المزيد من المعلومات ، عليك ملء مربعاتها  ومستطيلاتها ، تمتثل ، ثم تقدمها للموظف الذي يلقي عليها نظرة خبير ، ويباغتك بتصويرها بآلة آستنساخ قريبة، يسلمك الصورة ، ولا ينسى ان يودعك : حظاً سعيداً .. إنتظر جواباً  بالبريد .        
تنتظر بصبر ان يصلك الخطاب الموعود : رفضاً او قبولاً : مع توضيح الأسباب الموجبة للرفض….. مع الإحتفاظ بحقك بالإستئناف! اما في حالة قبول الطلب  فيخيروك بين صرف ما تستحق ، إيداعاً  بإسمك  في  البنك الذي تختار  ، او نقدا من أقرب  دائرة بريد …………
ياآآآآآآآآآآه .
ماذا عن دوائر التقاعد والضمان الإجتماعي في بلدي ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram