ليس أمامك عزيزي القارئ، سوى أن تصدّق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، خصوصاً عندما يصرف وقته الثمين هذه الأيام على تغريدات التويتر، يوماً يُغرّد ساخراً من الاحتجاجات، ويوماً يُغرِّد من أجل الإسراع بإنجاز " تبليط " الخط السريع للإصلاح، التغريدة الأخيرة فاقت ما قبلها وما بعدها، فقد خاطب السيد المالكي هيئة النزاهة بأن تحارب الفساد وتسعى إلى استعادة الأموال التي " لفلفها " السرّاق من خزينة الدولة، وكأيّ سائح يدخل العراق للمرّة الأولى، يتساءل السيد المالكي عن الأسباب التي أدت إلى انتشار الرشوة، ويختتم التغريدة بأبيات حزينة عن الميليشيات والعصابات الخارجة على القانون.
بعد قراءة تغريدة المالكي " الثورية "، أيقنت أن العراقيين نساءً ورجالاً يستحقّون الجنّة، لسبب أساسي، لأنهم يتعرضون للكذب والنفاق والخديعة كلّ يوم وعلى مدى سنوات طويلة، ولم ينقرضوا، ولم يصبهم الجنون أو الاكتئاب!
كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلا، لماذا نتوسّل الأُمم المتحدة أن ترعى اللاجئين العراقيين، ولماذا نفرح حين يوافق البنك الدولي على التفكير بإقراضنا بضعة ملايين، نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل وسأكتفي بمتابعة أخبار إبراهيم الجعفري في القمة العربية، يقال إنه يسعى لأن يصبح الشاعر رقم مليون وواحد في موريتانيا.
للأسف يعاني السيد المالكي من مشكلة عميقة مع العراقيين، فهم رغم ما يبدون من إخلاص ورغبة في متابعة تغريدات" فخامته"، لا يبدو أنهم يستطيعون حلّ ألغاز ما يقوله، لذلك نراه بعد كل تغريدة " طريفة " يخرج من على الشاشة، ليشرح لمستمعيه بإشارة من إصبعة، علّهم يفهمون، لكن يبدو من مجموعة التغريدات والخطب ، أنهم لا يريدون أن يفهموا أنّ الرجل غير مسؤول عن ضياع أكثر من 600 مليار دولار نهبت خلال ولايتيه " السعيدتين "!
من يفتح سجل السنوات الثماني التي قضاها المالكي على رأس السلطة التنفيذية؟ من يحاسبه على تحويل العراق إلى دولةٍ أصابها الإفلاس، وتربعت على عرش الدول الاكثر فسادا وخرابا؟ من يحاسب مسؤولين في دولة سلكت نهج عصابات السلب والنهب؟ كيف استطاع المالكي ان يتحدث عن النزاهة في دولة دشّن فيها عصره المعوجّ بفضيحة مليارية بطلها زميله في الدعوة الحاج فلاح السوداني.
لم تفاجئني تغريدة المالكي هذه المرة، فالرجل يتخلى عن الموضوعية حين يكون الحديث عن عصره الذهبي، فهو يعتقد أن غالبية الشعب يحبون ذلك الزمن السعيد وإنجازاته العملاقة ويفضلونها على حكومات بلدان " زرق ورق ".
تتلاشى تغريدات المالكي وتصريحاته، أمام أرقام الفساد والموت وصور الأطفال المهجّرين، والخيام المتناثرة على طول العراق.
يقال عن النكات القديمة إنها " بايخة "، تغريدة المالكي الأخيرة تنتمي إلى هذا الصنف من النكات.
المالكي " يغرّد "
[post-views]
نشر في: 27 يوليو, 2016: 06:56 م
جميع التعليقات 2
بغداد
استاذ علي حسين سواء غرد ام لم يغرد هذا المجرم زعيم لصوص الغبراء نوري بابا الحرامي فالعراق انتهى أمره وذهب الى الهاوية وانتهى الأمر منذ ان دخل زعيم مسرحية شلع قلع على المضاهرات وصادر فورانها وتم قمعها وتدجينها وتفكيكها وتنويمها تنويماً مغناطيسيا مقتدائياً
د عادل على
مشكلة العراقيين هى عدم وجود قيادت عقائدية نظيفة الايادى قادرة على ادارة الدولة بدون لصوصيه والقادرة على انجاز الامن والقضاء على داعش وابادة الطائفيه وبناء مجتمع يتقدم الى الامام ويحل المشكلة الاقتصاديه لصالخ الفقراء --المشكلة هى عدم وجود قياد