ضيّف ملتقى الوفاق في مدينة كربلاء الباحث والناقد حيدر جمعة العابدي الذي قدم محاضرة عن (نقد الأنساق البداوية ) حاول فيها ان يبين تأثير ثقافة التراجع والتعصب والماضي والاعتماد على المرجعيات التاريخية في كونها محطة بناء فكانت منصة تراجع للوعي والثقافة.ا
ضيّف ملتقى الوفاق في مدينة كربلاء الباحث والناقد حيدر جمعة العابدي الذي قدم محاضرة عن (نقد الأنساق البداوية ) حاول فيها ان يبين تأثير ثقافة التراجع والتعصب والماضي والاعتماد على المرجعيات التاريخية في كونها محطة بناء فكانت منصة تراجع للوعي والثقافة.
الأمسية التي قدمها الأديب علي لفته سعيد قال فيها ان هذا المصطلح الذي اجترحه الناقد العابدي يحاول فيه ان يوضح ان المصطلح لا يعني الحياة البدوية بقدر ما يعني البداوة في التفكير التي لا تريد للحياة ان تتقدم والتي تعيد مرجعياتها التاريخية والاجتماعية كلما حصل صراع او تصادم في الهويات المعرفية..واضاف سعيد ان الخوض في غمار مثل هذه المواضيع هي المهمة في زيادة الوعي الثقافي بأهمية البناء وفق رؤى علمية لأن المتجمعات المتقوقعة على ثقافة الماضي فقط هي مجتمعات منغلقة.
وقال العابدي مقدما محاضرته..ان البداوية تمثل أفقا معرفيا وثقافيا انتقائيا مغلقا يظهر على شكل أنساق فكرية ثابته وتوجهات أخلاقية وسلوكية تقف بالضد من الشأن المعرفي والإنساني تعود في بعض صورها إلى أنماط تاريخية بدائية / بدوية تسربت عبر المورث والمدونات السرديات الكبرى..واضاف ان البداوية كاشتغال نقدي لا تبحث عن ما هو غريزي فطري بقدر بحثها عن ما هو نسقي ثقافي اي الأنساق كوظيفة وجودية مغلقة لذا تشكل باتحاد أنساقها البدائي / البدوي صيغة من صيغ الهوية العنصرية والإقصائية والطائفية كعقبه معرفية ترفض كل أشكال الاختلاف والتعدد والتنوع الإنساني والحضاري وعليه فهي هوية مصممة من هويات فرعية تعاني من تهميش وإقصاء واضطهاد سياسي واجتماعي.. ويبين انه بفعل التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية استطاعت إعادة انتاج وجودها بفعل الصراعات في المنطقة لشكل ظاهرة عنفية دموية لإشباع جوعها الوجودي وتمارس نفس أساليب الاضطهاد التي عانت منها.. ويمضي في تحليله انه يمكن وصفها بهويات ما بعد الحداثة التي تعيد انتاج الهامش كبديل للمركز.. ويعطي أهم سماتها الانتقائية العنصرية في سرد الأحداث ذات الطابع الدموي العنيف وفرض وعي مجتمعي يتجه من اطار المجتمع إلى إطار الجماعات المتصارعة.. مخلصا الى القول ان البداوية هي أحد أبرز منابع الصراع والعنصرية في المجتمعات العربية والإسلامية.
الشاعر والمربي مهدي النعيمي قال في مداخلته ان المحاضر ركز على مصطلح البداوية على انه منفرد به ولكن البداوة والبدو والبدوي والبدوية اسماء لها مدلولاتها ومتعارف عليها بماهيتها من التسمية وجعل ان البداوي العنصر الفعال في بنية حياة الناس حتى في الحواضر والحكومات واطلق عليها الأنساق ولكنه لم يسهب في مدلول ماهي البداوية كما يحلو له ..واضاف ان المجتمع منذ القديم كبيئات ينقسم الى مجتمع حضري تتمثل في حياة المدن ومجتمع ريفي تتحكم فيه الأعراف العشائرية والاعتماد على الزراعة وتربية الحيوان والمجتمع الآخر هو المجتمع الصحراوي المتمثل في البدو الذين يعيشون على تربية الجمال وحياة التنقل والترحال وعدم الاستقرار وراء العشب والكلأ والماء.. معبرا عن ان البداوية كما يسميها المحاضر حالة اجتماعية بثقافاتها وعاداتها وطقوسها وانساقها المعروفة.