اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مُستمرّون أم مدنيون؟!

مُستمرّون أم مدنيون؟!

نشر في: 30 يوليو, 2016: 07:04 م

تقول الأخبار إنَّ "مستمرّون" دعت إلى تظاهرة يوم الأحد في ساحة التحرير لمناسبة الذكرى الأُولى للاحتجاجات، وتقول الأنباء أيضا إنّ "مدنيّون" دعت أيضا للتظاهر في اليوم نفسه، لكن في ساحة الفردوس، وتضيف  الأنباء إنَّ التيار الصدري تلقى أوامر بعدم التظاهر لمدة شهر كامل.
لقد أعادتني أخبار انقسام المتظاهرين بين التحرير والفردوس ، إلى تجربة شباب مصر وهم ينتفضون ضد حكم الإخوان وكيف استطاعوا بتلاحمهم
 أن يجمعوا الملايين تحت راية حبّ البلاد، وأنا أنظر إلى المشهد المنقسم ، أتساءل مع نفسي ما الذي يمنع شباب العراق من أن يقفزوا بالبلاد إلى قطار التحضير والممارسة الاحتجاجية المؤثرة ؟ هل يستطيع شبابنا أن يكونوا جزءاً من مشروع التغيير الذي بدأت بشائره في تظاهرات شباط 2011 والتي للأسف لايريد الفريقان أن يعترفا بها؟
لعلَّ ما جرى في تجربة شباب مصر وتونس يجعلنا نُعيد السؤال مراراً: لماذا يُنبت التغيير في بلدان العالم وروداً للبهجة والإقبال على الحياة، بينما يتحوّل في العراق إلى سُحب من الكآبة والخوف من المستقبل المجهول؟.. للأسف الطبقة السياسية في العراق لم يشغلها المستقبل بقدر انشغالها بالماضي، لقد تحوّل العراق إلى غرفة مظلمة يبحث ساستها في داخلها عن شيء اسمه هويّة العراق، وكأنّ آلاف السنين من الحضارة غير كافية لنعرف هويّة البلد، اليوم ننظر في وجوه الناس فنراها شاحبة ومتعَبة، مسكونة بتجاعيد الخوف من المستقبل، والسبب سياسيون يمارسون الدجل والخديعة وسرقة أحلام المواطنين، وكلّ هذا يدفعنا إلى أن نتضامن مع دعوات الكثير من العراقيين المطالبين بتجديد الطاقة الخلّاقة عند شبابنا ، والسعي لخلق ظروف تُتيح معافاة التظاهرات ، واستدراجها إلى مسارات التقدّم والتطوّر.
يستطيع شبابنا - إنْ أرادوا ــ أنْ يستلهموا من تجارب العالم في الاحتجاج السلمي ليحوّلوه إلى لوحة رائعة للمواطنة الحقيقية، والتعبير برقيّ عن مطالب باتت محلّ اتفاق جميع شرائح الشعب، وأظنُّ أنَّ لجوء الناس إلى التظاهر في الشارع أمرٌ منطقيٌّ للغاية في بلد لديه برلمان صامت، وساسة أداروا ظهورهم للناس!
سيقول البعض إنَّ حجم الضغوط التي يتعرّض لها الشباب وأصحاب الرأي، لامثيل لها في بلدان أُخرى، وإنّ الحرب ضدهم شرسة، والابتزاز وصل إلى أقصى مراحله، ناهيك عن التهديد والتخوين، لكن هل يعني هذا أننا يمكن أن نُشجّع ظاهرة " التقسيم " الذي يُسمّيه البعض أضعف الإيمان في هذه اللحظة العصيبة والصعبة.
علينا جميعا أنْ نقف تحت نصب جواد سليم، وأنْ نستمدَّ من احتجاجنا السلميّ، طريقة كي تنبثق لدينا حركات احتجاجيّة جديدة، تتخطّى فشل الماضي . اليوم نحتاج إلى أصوات الجميع:"مدنيون " "ومستمرون" ليتّحدوا خلف هدف واحد هو"الحريّة"، من دون ولاءات سياسية اوحزبية او طائفية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    استاذ علي حسين استمروا في طرح كل ما عندكم من تواكب عصرنا تخص تشجيع الشباب الواعي ان ينشطوا ويتحركوا بكل ثقة وشجاعة وبسالة بوجه هؤلاء المجرمين المتخلفين الرجعيين المتسلطين على رقاب الشعب العراقي احزاب الخراب والدمار الشامل الدينية الطائفية المذهبية العفنة

  2. ام رشا

    استاذ علي هل تعتقد ان هذه الاحتجاجات او المظاهرات مجزيه خصوصا انها على طول مجاملة للسلطة بحيث انها تقدم للحكومة خدمة مجانية بان البلد يعيش زمن الديمقراطية الزاهي فلا يمكن ان يكون هناك تاثير لهذه المظاهرات وهي تخرج بالاسبوع مرة سواء من مستمرون او مدنيون ال

  3. د عادل على

    لو شئنا او ابينا يجب ان نعترف ان النظام البعثى والصدامى قسم الشعب العراقى الى قسمين القسم الاول كانت له امتيازات استثنائيه وهم اخوتنا العرب السنه فى غرب البلاد وهم معتادون على الامتيازات كلها وهم الاغنياء ويريدون العودة الى النظام الجاهلى والفردى وهم فق

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram