TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عالية " نادبةً " ، الفتلاوي " صارخةً "، سليم " باكياً"

عالية " نادبةً " ، الفتلاوي " صارخةً "، سليم " باكياً"

نشر في: 2 أغسطس, 2016: 06:56 م

ولمّا كان اليوم الأول من آب " اللهاب "، ظهر وزير الدفاع خالد العبيدي ليُعلن بالبثّ المباشر أنه تعرّض لضغوط كبيرة من أجل تمرير صفقات ومقاولات في وزارة الدفاع، وإنْ هي إلا دقائق، حتى وجدنا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري يقف منتفضاً، ليُعلن براءته من الوزير، وليذرف الدمع على عفّة البرلمان التي انتُهكتْ، وإنْ هي إلا دقائق بعدها، حتى كانت النائبة عالية نصيف تهمّ برمي فردة جديدة من حذائها الذهبيّ باتجاه الوزير، الذي كشف أنَّ النائبة " المجاهدة " ساومته على تعيينات وعطايا من أجل أن يتّقي شرّ لسانها " السليط " وحذائها " المجيد ". قبل حديث عالية نصيف المسلّي، كان الوزير يتحدث عن صفقة المليوني دولار من أجل أن يتجنب توازن حنان الفتلاوي، وقبلها بقليل كان سليم الجبوري يترجّى من الوزير أنْ " يحنَّ " على أبناء طائفته بعقد ملياري من أموال إطعام الجنود، وفي الصورة كان طالب المعمار يستبدل أفلام " البورنو " بصفقة المارسيدس! من بعيد كان حيدر الملا وجمال الكربولي يساومان على " لقمة " دسمة وطريّة لاتختلف بالنوع والنكهة عن " لقمة " الهلال الاحمر التي ابتلعها كرش الكربولي لوحده، وبعد كلّ هؤلاء طالت "مفرمة" وزير الدفاع مقاولين وأصحاباً وأحباباً بنوا ثرواتهم من دماء العراقيين، المواطن الذي أمضى مع النواب وفضائحهم سهرة ممتعة حتى طلوع الفجر، فرك عينيه وهو لايصدّق أنّ هناك حرب ستشن على الفساد، إنه التطهير. هكذا أعلنها حيدر العبادي.
للأسف ينسى هؤلاء الظرفاء أنّ المرحلة برمّتها ما كان لها أن تتأسس، لولا أفضال الفساد عليها، أو قُل إننا منذ عام 2005 نعيش مرحلة ردّ الاعتبار للفساد والتسلّط والانتهازية، فهل كان غير الفساد ديناً وعقيدة لحكومة الجعفري ومن بعده المالكي؟ هل كان غيرالفساد سلاحا ماضيا وحليفا ستراتيجيّا؟ الجميع رفع شعار "الفساد للفساد"، فساد بدأ بإغراق المجتمع في شعارات طائفية مقيته، وعصابات فاسدة منظمة تقتلُ على الهوية، ومافيات سرقت كل ثروات البلاد وحوّلتها للشقيقة إيران والأشقّاء في عمّان ودبي ولندن. واستمر الفساد ينمو وينتشر ويتوغل، حتى وصل إلى مفاصل وأعصاب العراق بأكمله، في ظل تخصيبه وتسمينه ورعايته باشراف من كل القوى السياسية بلا استثناء، تمويلات الانتخابات فساد، وعقود النفط فساد أكبر، ولعنة الكهرباء، اموال الصحة فساد، الحصة التموينية فساد، الهيئات المستقلة فساد، التوظيف للنصوص الدينية والفتاوى، لصالح منظومة سياسية فاسدة، وإرضاء لغرور سياسي تحوّل من رئيس حكومة الى مختار للعصر، أليست هذه صور شديدة الوضوح للفساد؟ هل غير الفساد، يصلح لتسمية كلّ ما سبق؟ نعم، يمكنك أن تضيف إلى الفساد، عبارة "خيانة الوطن " التي برع الجميع بممارستها وبالعلن.
نعم هذا النظام السياسي من أعلى رموزه هو الراعي لهذه المسرحية التي جرت في البرلمان، هو الحامي لزمن "الطائفية والخيانة "، ولهذا نصيحتي الى كل السياسيين أن يتمعّنوا جيّداً في الحكمة الصينية القائلة: " عندما تكون غارقاً في الوحل فمن الأفضل أن يبقى فمك مغلقاً "!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    أستاذ علي حسين اقتطف من مقالك هذه الجمل التي شخصت بالضبط اللي صار وكاعد ديصير في عراق مابعد ٢٠٠٣ ونحن الان في اب ٢٠١٦ ( الجميع رفع شعار الفساد للفساد ، فساد بدأ بإغراق المجتمع في شعارات طائفية مقيته، وعصابات فاسدة منظمة تقتلُ على الهوية، ومافيات سرقت كل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram