امتحان صعب يشهده تلاميذ عبدالغني شهد اليوم وهم يؤدون أولى مهامهم الأولمبية أمام المنافس الدنماركي التي تعد مسألة اجتيازه خطوة واثقة لتأسيس خط الشروع الى الدور الثاني لاسيما أن الآمال عُقدت بقوة على عناصر الأولمبي المجرَّبة في بطولات عدة كانوا كباراً في المستوى والنتيجة.
إن مرحلة الإعداد التي وفّرتها اللجنة الأولمبية الوطنية للمنتخب الأولمبي برغم كل ما قيل من استملاكه بمعزل عن اتحاد كرة القدم الذي بقي متفرِّجاً في موقف ضعيف لم يجد الإعلام الرياضي تفسيراً له سوى انعدام ستراتيجية الاتحاد مع المنتخبات وتسميتها الشكلية، وغياب شبه تام لدور اللجنة الفنية، ومع ذلك تمكن شهد من إكمال جاهزية اللاعبين في معسكرات أوروبية يحلم بها أي مدرب في ظل وجود مجموعة متجانسة دُعِّمت بلاعبي الخبرة وأميز المحترفين.
ليس صعباً مواجهة الدنمارك وهزّ شباكه وانتزاع ثلاث نقاط غالية في مستهل الرحلة التاريخية التي ستوثق بحلوها ومرّها، لكن ما نخشاه أن يتيه لاعبونا بين مخاوف مواجهة أحد سفراء المدرسة الأوروبية ونجومها الكبار وبين الضغط الجماهيري بتقديم مستوى يتناسب مع سمعة كرتنا، وهما هاجسان ينالان شيئاً من استقرار اللاعب النفسي ويشتّت تفكيره ويحتاج الى خبرة ملاك تدريبي يعرف كيفية اخراجه من شرنقة القلق الى أفق التحدي بعيداً عن المقارنات والتحليل الفني ومكامن الخلل غير المنظورة حتى الآن قبيل بدء المباراة الرسمية.
يعلم المدرب عبدالغني شهد أن تجربته مع الأولمبي منذ تسنّمه المهمة وتمكنه من الحصول على تذكرة المنافسة في ريو عبر بطولة الدوحة كانون الثاني الماضي تعرّضت الى انتقادات كثيرة تصبُّ في مصلحة المنتخب ولم يكن مُستهدفاً شخصياً من أصحاب الرؤى الموضوعية، لذا عليه أن يغتنم الفرصة ويواصل اثبات مقدرته ويبصم على تميّزه في أولى الاختبارات اليوم ويؤكد أنه نال الثقة باستحقاق وليس بوساطة مسؤول كما يدور الحديث في ساحة المدربين! فتماسكه ورجاحة فكره في حسم النتيجة تزيدان من رصيده بين أقرانه وتحفزان اللاعبين على المضي نحو الدور التالي باندفاع كبير، أما إذا أضاع المنتخب في شوطين بائسين وكأنه يبحث عن هويته فلا قيمة لوجوده وما قُدّم له من دعم طوال شهرين سابقين أمضاهما مُدللاً برعاية أولمبية ضربت الأخيرة كل الأعراف الكروية وهمَّشت الاتحاد من أجل تجيير النجاح لها إذا ما تحقق وهو ما تُراهن عليه بقوة لئلا تجد نفسها محاصرة بوابل من الانتقادات في حالة فشل شهد تأكيد جدارته مع لاعبيه باللعب في الأولمبياد.
ليضع المدرب هذه الحقيقة ولا يبالغ في التفاؤل مع اعضاء البعثة، نعم، المنتخب الدنماركي لن يشكِّل حاجزاً مستحيلاً للعبور الى الهدف التالي وفي الوقت نفسه سيكون السقوط أمامه عاملاً رئيسياً على هدم ما بناه شهد من دعائم معنوية، وعليه فالانصراف للتمركز الصحيح وفقاً للواجبات في التشكيل وتحديد اللاعب الأمثل للمواجهة الأولى يوسّعان الآمال على كسب النتيجة طالما أن هناك ملايين العراقيين سيترقبون اللقاء بشغف لما سيؤول اليه من مكسب للكرة العراقية في هذه الظروف الصعبة.
رسالتنا الى لاعبي الأولمبي، أن يتذكروا قيمة الإنجاز التاريخي لأسود الرافدين في بطولة أمم آسيا 2007 التي مرّت ذكراه التاسعة الخميس الماضي.
إن دموع فرحهم ضمّدت جراح شعبهم في ليلة لا ينساها كل العراقيين، وها هو التاريخ يعاود الدوران ليضعكم اليوم أمام منعطف حاسم لتكرار الفرح، وأنتم أهل لها لمواصلة السير على خطوات كتيبة يونس ونشأت وصبري في جاكارتا، فالنصر أكيد لمن يُؤمن بأنَّ خُنوعَ الرجالِ مُحالٌ.
خُنوعُ الرجالِ مُحالٌ
[post-views]
نشر في: 3 أغسطس, 2016: 03:15 م