كالعادة، وضع منتخبنا الأولمبي نفسه حالهُ حال المنتخبات الوطنية في عُنق الزجاجة مع بداية المشوار في أولمبياد ريو قبيل مواجهة نظيره البرازيلي فجر الأثنين لتعزيز حظوظه في المجموعة الأولى بعدما تسبّب تعادله السلبي مع الدنمارك بحرمانه من ثلاث نقاط مهمة كانت ستدفع به نحو صدارة المجموعة وتمنحه زخماً معنوياً للذهاب الى أبعد دور في المسابقة.
من دون شك، حسابات التاريخ الكروي والألقاب والنجوم، ترجّح كفّة المنتخب البرازيلي لحسم الجولة الثانية فضلاً عن الإندفاع الهائل الذي ستشهده صفوف السامباً أملاً بمصالحة الجمهور الغاضب بقيادة النجم الكبير نيمار الطامح هو الآخر للارتقاء بمستوى المنتخب والخلاص من الانتقادات اللاذعة التي استهدفته شخصياً بسبب اخفاقه في هزّ شباك جنوب أفريقيا الذي أظهر إمكانية رائعة أكدت رغبته الجامحة في مزاحمة فرق المجموعة بجدارة.
مع تلك الفوارق الواضحة والمؤثرة فنياً ومعنوياً يقف منتخبنا الأولمبي بكامل نجومه منتظراً فرصة تقديم الإعتذار وردّ الإعتبار على خلفية الأداء المتسرّع من اللاعبين وعدم وضوح الخطة المناسبة التي زجَّ بها المدرب المساعد حيدر نجم مما صعّبَ الأمر طوال شوطي مباراة الدنمارك، وما زاد من حرج منتخبنا أنه شهد أدواراً مركّبة همّشت عناصر مهمة مثل علي حصني وضرغام اسماعيل وهمام طارق، في حين أن وجود مهند عبدالرحيم ومهدي كامل كان ضرورياً في التشكيل الأساسي بدلاً من تعطيل خدماتهما على دكة الاحتياط لما يتمتعان من حيوية وانسجام وتأثير خطير في الهجمات المرتدة كما لاحظنا في العشرين دقيقة الاخيرة، بالعكس من حمادي أحمد الذي افتقد الى المساندة واستسلم الى الرقابة بشكل غريب وغير متوقع !
كما تتجه انظار المراقبين اليوم الى الظهور الأول للمدرب عبدالغني شهد بعد انقضاء مدة عقوبته بالحرمان من مرافقة المنتخب في أولى مباريات المجموعة، لتزداد مسؤوليته باتجاه بسط الاستقرار في المراكز ومحاولة إبداء الشجاعة ليقف بندٍّ أكبر أمام المنتخب المضيف ومواجهته باسلوب هجومي منذ الدقيقة الأولى وعدم التراجع أو التحفظ أو منح المنافس فرصة الاستحواذ على المفاتيح المهمة لمنتخبنا، ونحن على ثقة مطلقة بأن المبارة ستكون في قمة الإثارة والمفاجآت لرغبة الطرفين الإعلان عن قدرتهما في تجاوز المهمة الأصعب في المجموعة.
ولا يكفي معالجة الخلل في منطقتي الوسط والهجوم اللتين شهدتا اجتهاداً فردياً من اللاعبين اعتماداً على مهاراتهم التي تفوّقت على نظرائهم الدنماركيين واضاعت الكثير من الفرص السهلة، أقول لا يكفي ذلك من دون تأهيل الأولمبي نفسياً قبيل مواجهة واحد من اهم مدارس الكرة في العالم لاسيما أن اللقاءات التي جمعتنا معها على مستوى الشباب والوطني قد أفضت الى خسارتين بحجم الفضيحة، لهذا سيبقى هاجس القلق المشروع يسيطر على لاعبينا حتى لحظة بدء المباراة، والدور الأكبر يقع على المدرب شهد للتعامل مع هذه الحالة بمنتهى الحكمة ليُبيّن للجميع أن عامل الخبرة والثقة بالنفس وأمانة الواجب الوطني تحتّم عليهم بذل المزيد من الجهد لتقليص الفارق الفني، ولا ننسى أن يستلهموا الدرس من (نسور) جنوب أفريقيا الذين كانوا سباقين في تلقين السامبا احترام المنافس وعدم التهوّر أو الاستخفاف أمامه، فسرقوا نقطة ثمينة ومن المحتمل ان يزيدوها الى أربع في اللقاء المرتقب مع الدنمارك الذي يسبق لقاءنا بثلاث ساعات.
أملنا كبير أن يرتقي أبناء الرافدين الى مستوى الآمال في تشريف الكرة العراقية وتعويض ما فاتهم في لقاء الافتتاح والاستفادة من الجهود التي بذلوها طوال فترة التحضير مطلع حزيران الماضي وما تلاه من معسكرات ومباريات تجريبية ليتوجوها في التأهل الى دور الثمانية ، وذلك ليس مستحيلاً إذا ما عرفوا طريقهم الى شباك الحارس ويفرتون بلمسات المهارة وشجاعة الأسود.
السامبا ليس مستحيلاً
[post-views]
نشر في: 6 أغسطس, 2016: 04:40 م