TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المستشارون، سقف وسياج

المستشارون، سقف وسياج

نشر في: 7 أغسطس, 2016: 09:01 م

لأن الحاكم او الرئيس — آي حاكم او رئيس ــــ ولآسباب جلية وخفية ، لا يمكنه ان يُعايش عموم الشعب، العامة منهم والخاصة، لا يمكن ان يقابلهم يوميا ، في الأسواق والحواري . بغية الإطلاع على آحوالهم عن كثب من دون وسيط ، او محاولة حل مشاكلهم ، فإنه مضطر لأن يرى ويسمع ويشم ويلمس من خلال تقارير ورؤى المستشارين ، رجال الصف الثاني والثالث وحتى العاشر ، وهنا يكمن الخطر على البلاد والعباد وعلى الحاكم نفسه ، لو ظل الحاكم اسير تقارير مستشارين ( منقادين) لهوى حزب او كتلة ، او منافع شخصية او فئوية .
ترفع التقارير عن شعب راضٍ ومغتبط ، عاشق لرئيسه وطاقم حكمه ، بينما عموم الشعب ساخط ، غاضب و متذمر … التقارير تؤكد إن الوضع هادئ ، والريح رخاء ، بينما الوضع العام ، يمور كما الجمر تحت الرماد . والريح تنذر بعاصفة .. تقارير المستشارين تفيد بتوفر الرغيف والغموس ، والرغيف شحيح والغموس مفقود .. التقارير تنبئ عن رخاء عيش وولاء غير مثلوم .. بينما رخاء العيش غدا حلماً بعيد المنال ، والولاء يتشظى كلما مالت الريح ، ولاحت الغنائم .
من هنا تجيء خطورة ضعفاء المستشارين ، او جهلهم او إنقيادهم ، انهم وبالٌ على البلاد والعباد والحاكم معاً . وليس غريبا عليهم إستعدادهم لمغادرة المركب - عند اول هبوب للريح ، والتهيؤ لتعليق كل الأوزار في رقبة الحاكم.
رجال الصف الثاني الأقوياء ، ذوو الرؤية الصائبة والنظر الثاقب ، هم سقف الحاكم وسياجه ووسيلته الناجعة لتحقيق برامجه ، شرط ان لا يضعفوا امام مغريات السلطة ، وان تُعطى لأصواتهم جدارة واولوية ان يقولوا ( لا أو نعم) عن قناعة غير مشوبة ، وحرية غير مهددة . …
ما آكثر الدروس المستنبطة من حقب التاريخ ، البعيدة منها والقريبة . ولكن ( البعض ) لا يحسن فك الخط ، او لعله يكره قراءة التاريخ !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram