TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هلال عيد "المدى"

هلال عيد "المدى"

نشر في: 7 أغسطس, 2016: 09:01 م

واحد من كتاب جريدة المدى لم يحسن حساب التاريخ فضاعت عليه فرصة كتابة عموده اليومي لمناسبة ذكرى تأسيس الجريدة ، توجه بعد يومين الى مقر الصحيفة ليقدم التهنئة، في لحظة دخوله الى قاعة التحرير ،وجد الأجواء غير مناسبة ليتقمص دور المهوال في العراضة العشائرية أمام الخال علي حسين ، قبل الدخول الى المبنى اجرى عشرين بروفة في مخيلته اثناء ركوبه الكيا من البياع الى الباب الشرقي ، صعد السلم باتجاه القاعة ، شعر بنوع من الحماسة فتسارعت خطاه ، طالع الوجوه بنظرة خبير، فوجدها غير مستعدة للاستجابة الى دعوته في تشكيل العراضة ، وإطلاق الأهازيج ، نظراته عبرت عن تساؤلات كثيرة لا أحد أعار له انتباهاً باستثناء الرد على سلامه .
تصفّح الجريدة في "مكتب الخال" ، خصصت الصفحات للاحتفال في عيد التأسيس ، حفظ ماء وجهه بالصمت ، تخلى عن إطلاق الأهزوجة لوصوله الى قناعة راسخة بأن احترام النفس خير من إثارة سخرية الآخرين ، العاملون في الجريدة احتفلوا قبل يومين ، أما صاحبنا فمازال في مدينة المحاويل والجماعة وصلوا الى الحلة ، او مثل قطار "الجطلة" رحلتها تبدأ يوم السبت وتنتهي الخميس ، وصولها الى المحطة يجعل العاملين في السكك يستبشرون خيرا ، وصول "الجطلة " يعني ان الرحلة تمت بسلام من البصرة الى بغداد لاتحتاج الى ارسال فريق صيانة لتصليح عطب طارئ الحمد لله والشكر من وصلت "الجطلة"، وكاتب العمود اجل اطلاق أهزوجته الى العام المقبل.
في الأعياد الدينية الاختلاف وارد في تحديد مواعيدها باستثناءات قليلة جدا، اتفق العراقيون على بداية عيد الفطر او الاضحى ، المسألة تتعلق بالرؤية الشرعية للهلال ، يبدو ان صاحبنا الصحفي كاتب العمود لم يحسن حساب هلال عيد جريدة المدى ، سلم أمره لقطار "الجطلة" فوصل الى مبنى الجريدة بعد يومين .
في قرية جنوبية نائية ، كان المعلم يمتلك جهاز مذياع من نوع "سيرا" يعمل بالبطارية الجافة الكبيرة ، في أمسية اجتمع عنده رجال القرية لمعرفة موعد حلول عيد الاضحى ، شعر المعلم بحرج كبير لأن البطارية غير صالحة للعمل ، امكانية الاستماع الى النشرة تدخل في اطار المستحيلات ، أخبرهم بأنه بكل وسيلة سيحصل على موعد حلول العيد بطريقة اخرى ، شرح الخطة بالشكل التالي: توفير فرس تنقله الى اقرب طريق تسلكه سيارة واحدة يومياً تتوجه الى الولاية ، ثم العودة سريعا بالخبر اليقين.
في اليوم الثاني بعد انتهاء دوام المدرسة ، وكانت ذات صف واحد ، خطة الوصول الى الولاية نفذت بكل حذافيرها ، مبعوث القرية اثناء المرور بالشارع الوحيد في الولاية شاهد مظاهر العيد من خلال تبادل التهاني ، توجه الى الحمّام ، ثم امضى أمسيته في نادي الموظفين ، في الصباح توجه الى مدينته لقضاء بقية عطلة العيد ، اما سكان القرية فقد وصلهم خبرالعيد في يومه الرابع ، فانطبق عليهم المثل الشائع "راح العيد وهلاله ، وكلمن رد على جلاله " كل عام "المدى" واهلها بخير، التهنئة متأخرة ، لكنها صادقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram