نجح منتخبنا الأولمبي في كسب اختبار البرازيل الصعب على أرضه وأمام جماهيره ليخرج بنقطة ثمينة سيقال عنها الكثير فيما لو سارت الرياح بمثل ما تشتهي سفينة الكابتن عبدالغني شهد وكتيبة الأسود التي نالت احترام جميع المتواجدين في ريو وأولهم الجمهور البرازيلي الذي هتف باسم العراق لأنه قلب جميع التوقعات رأساً على عقب على حدِّ رأي الخبير البرازيلي ولاعب الكرة السابق جوسيمار الذي بيّن للقناة الرياضية الرابعة في البرازيل أن (المنتخب العراقي كان الأفضل في الخبرة واحتواء اللعب العقيم لفريق لم يتبق منه سوى الأسم وغابت عنه الحلول في عتمة الطيش العشوائي واللعب الانفرادي الذي اعتمد الأسماء كأساس في كل شيء حتى في التعامل مع المدرب الذي عجز في إحداث شيء يُذكر بمباراتين هما الأسوأ في القياس الأولمبي، على العكس من الفريق الآسيوي الذي عرف ماذا يريد وكيف يتعامل مع حساسية المباراة باحتراف، ولو أعدنا المباراة مرة اخرى لأنتهت بانتصارهم وأتوقع أن يكون فريقهم متواجداً في الدور الآخر).
وأزاء كل ما قيل وسيقال من ثناء لمنتخبنا الأولمبي وهو مستحق بكل تأكيد ويوازي العمل الكبير لتحضيرهم أولمبياً إلا أن المتبقي نحو التأهل في مباراة الحسم أمام جنوب أفريقيا يوم غد الأربعاء لا يجب أن يؤخذ وكأنَّ الأمور حُسمت لصالحنا بعد هزيمة الأخير من الدنمارك وحاجتنا الماسة الى الفوز لضمان التأهل تماماً فكرة القدم تعترف بالنتائج ولا تبنى على قياسات المباريات السابقة والخشية من تسرّب الغرور لنفسية اللاعبين في هذا الوقت الحرج ولنا تجارب مريرة مع مثل هذه الحالات في بطولات سابقة لا نريد تكرارها بالتأكيد.
إن المسؤولية لا تقع على عاتق المدرب عبدالغني شهد وملاكه التدريبي، بل على إدارة البعثة تماماً في الحفاظ على روحية الانتصار في اللقاء المقبل، وهو لن يكون سهلاً ، بل ربما زاد في صعوبته عن لقاء البرازيل لأنه مفتاح التأهل ولأن الفريق الجنوب أفريقي قدّم أمام البرازيل أيضاً مباراة كبيرة بعشرة لاعبين انتهت بالتعادل السلبي وسيدخل في مواجهتنا جريحاً من لقاء الدنمارك الذي خسره دون استحقاق.
المسؤولية اليوم تكمن في إبعاد اللاعبين عن الضغط النفسي الذي يسببه كثرة الاتصال والمطالبة بتقديم الأفضل والاحتفاء بهم مبكراً على اننا ضمنا الفوز والتأهل وهذا خلاف الواقع طبعاً، ويقيناً إن الكابتن شهد الذي عرف إدارة الظروف الصعبة وتكييفها لصالحه بحزم لابد له أن يكون قد ألّم بجميع ظروف البطولة والمباراة المقبلة وأعدّ العدّة جيداً للمواجهة المرتقبة التي لا تعترف إلا بالفوز المستحق لنكون قطب العرب الوحيد في المنافسات بعد خروج المنتخب الجزائري منها والأخير هو أحد اسباب الضغط المضافة التي يجب إبعاد منتخبنا عن مجرّد التفكير بها والمقبل بعد ذلك تفوّق مستحق ونتائج مشرّفة ربما ستكمل مشوار أولمبياد أثينا 2004 الذي ظلَّ ينتظر التتويج الأولمبي بميدالية ملونة.
المُهمَّة لم تُحسم بعــد
[post-views]
نشر في: 8 أغسطس, 2016: 09:01 م