اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > النهاية السعيدة لمسلسل سليم الجبوري

النهاية السعيدة لمسلسل سليم الجبوري

نشر في: 9 أغسطس, 2016: 07:07 ص

 الآن وبعد أن عاد رئيس البرلمان سليم الجبوري منتصراً يحمل بيده اليسرى قرار البراءة ويرفع يده اليمنى بعلامة النصر " المؤزّر، هل سيهدأ غبار المعركة بين وزير الدفاع ومجلس النواب؟.
بدايةً عشنا خلال الأيام الماضية فصول حرب عبثية، أشبه بحرب البسوس التي راح ضحيتها العشرات من أجل ناقة، ولأننا نعيش عصر " النوق " فقد كتبنا عشرات القصص عن مآثر هذه الحرب " العظيمة " وصرفنا ملايين الدولارات من أجل تحويلها إلى مسلسلات، ينشغل بها المواطن العربي المحاصر بالجوع والخوف والجهل وعدم الأمان، بالأمس أعدنا تفاصيل هذه المعركة واستبدلنا البسوس، بعالية نصيف " ليخوض مجلس نوابنا الموقر معركة الخاسر فيها المواطن العراقي، والرابح الوحيد هو النظام السياسي النائم، الذي يختال علينا بحكمته " ليس في الإمكان أحسن مما كان "، ورغم أنّ الحكومة ممثّلة بوزير دفاعها، والبرلمان ممثل بأعضائه الكرام خاضوا، معركة كسر العظم ، ومزّقوا ملابس بعضهما البعض على الهواء مباشرة، إلّا أنّ القضاء وبحكمة " إلهيّة " أراد أن يكتب النهاية السعيدة للمسلسل، حسب السيناريو الذي تريده الجهات العليا تحت شعار تصفير المشاكل.
وأزعم أنّ القرار الذي أصدره القضاء أمس في قضية سليم الجبوري الذي يُعدُّ أسرع قرار قضائي في تاريخ البشرية، جعلنا كمواطنين أمام حالة استثنائية وغير مسبوقة تحوّلت فيها هذه السلطة إلى مادة خصبة للتعليقات والشكوك بجدوى الأحكام القضائية، باختصار تم إلغاء المسافة الفاصلة بين القضاء كسلطة عليا ، وبين الفوضى السياسية، وجرت للأسف عملية استدراج للقضاء إلى السخرية من عقول العراقيين الذين يعرفون جيداً أن أبسط قضية تقف على أبواب المحاكم، شهوراً وسنواتٍ من دون أن تُحسم، فكيف تم حسم قضايا تتعلق بملفات خطيرة بجلسة لم تستغرق أكثر من شرب " استكانين " من الشاي الساخن ، الأمر الذي يجعل المواطن الباحث عن نسمة عدالة يتأكد أنّ هذه النسمات حلال فئة معيّنة ، وحرام على عشرات الآلاف من المواطنين الذين قضوا سنواتٍ من اعمارهم في غرف مظلمة بسبب سلحفاة الإجراءات القضائية.
المواطن البسيط الذي يحلم بالامان والكفاية والاستقرار يدرك جيداً ان احواله لن تتحسن  ، طالما ظل القضاء يغمض عينه عن السياسيين ويفتحها على وسعها تجاه المواطنين!.
كانت الناس ولاتزال تتمنى أن ترى الرجال الذين سرقوا أحلامهم ومستقبل أبنائهم  يذهبون مخفورين إلى المحاكم. ولكننا للأسف لم نجد أي إدانة في أي جريمة سياسية وقعت حتى الآن.
أيها السادة العدالة الحقيقية هي أن يشعر المواطن بأن الدولة سلّمت أمرها إلى قضاء فاعل ! وليس الى تنبؤات  عالية نصيف التي اخبرتنا قبل يومين، ان قاسم سليماني سيمنع محاسبة سليم الجبوري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ام رشا

    وعاشو عيشه سعيدة و لو بيتنه قريب كان جبنالهم طبگ حمص وطبگ زبيب و لو بيتنه ابعقوبه كان جبنالهم سلة برتقال مهيوبه وعساها تكون سم و زقنبوت .

  2. محمد سعيد

    عن أي قضاء نتكلم يا اخي الكاتب .. فالقضاء مثل غيره من سلطات تنفيذيه وتشريعيه في عراقنا المنكوب تحول الي اداه مسيرة ومطاعه من قبل ساسة اختلقها جبرا وحصرا عهد ديمقراطية بريمر من طرف, و صراع مرجعيات النجف وقم والخوف من حرب طائفيه موهومة من طرف

  3. أبو أثير

    لقد توقع الجميع من الشعب العراقي المسكين ... أن يخرج الجبوري من ألأزمة مثل الشعرة من العجين على كولة أهلنة ... فالجميع يعرف أن السيد الجبوري جاء بصفقة مع السيد المالكي في 2014 ووافق عليه المالكي لأنه يملك عليه أدلة تثبت أحالته لتهمة ألأرهاب .... أذن فالجم

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram