الآن وبعد أن عاد رئيس البرلمان سليم الجبوري منتصراً يحمل بيده اليسرى قرار البراءة ويرفع يده اليمنى بعلامة النصر " المؤزّر، هل سيهدأ غبار المعركة بين وزير الدفاع ومجلس النواب؟.
بدايةً عشنا خلال الأيام الماضية فصول حرب عبثية، أشبه بحرب البسوس التي راح ضحيتها العشرات من أجل ناقة، ولأننا نعيش عصر " النوق " فقد كتبنا عشرات القصص عن مآثر هذه الحرب " العظيمة " وصرفنا ملايين الدولارات من أجل تحويلها إلى مسلسلات، ينشغل بها المواطن العربي المحاصر بالجوع والخوف والجهل وعدم الأمان، بالأمس أعدنا تفاصيل هذه المعركة واستبدلنا البسوس، بعالية نصيف " ليخوض مجلس نوابنا الموقر معركة الخاسر فيها المواطن العراقي، والرابح الوحيد هو النظام السياسي النائم، الذي يختال علينا بحكمته " ليس في الإمكان أحسن مما كان "، ورغم أنّ الحكومة ممثّلة بوزير دفاعها، والبرلمان ممثل بأعضائه الكرام خاضوا، معركة كسر العظم ، ومزّقوا ملابس بعضهما البعض على الهواء مباشرة، إلّا أنّ القضاء وبحكمة " إلهيّة " أراد أن يكتب النهاية السعيدة للمسلسل، حسب السيناريو الذي تريده الجهات العليا تحت شعار تصفير المشاكل.
وأزعم أنّ القرار الذي أصدره القضاء أمس في قضية سليم الجبوري الذي يُعدُّ أسرع قرار قضائي في تاريخ البشرية، جعلنا كمواطنين أمام حالة استثنائية وغير مسبوقة تحوّلت فيها هذه السلطة إلى مادة خصبة للتعليقات والشكوك بجدوى الأحكام القضائية، باختصار تم إلغاء المسافة الفاصلة بين القضاء كسلطة عليا ، وبين الفوضى السياسية، وجرت للأسف عملية استدراج للقضاء إلى السخرية من عقول العراقيين الذين يعرفون جيداً أن أبسط قضية تقف على أبواب المحاكم، شهوراً وسنواتٍ من دون أن تُحسم، فكيف تم حسم قضايا تتعلق بملفات خطيرة بجلسة لم تستغرق أكثر من شرب " استكانين " من الشاي الساخن ، الأمر الذي يجعل المواطن الباحث عن نسمة عدالة يتأكد أنّ هذه النسمات حلال فئة معيّنة ، وحرام على عشرات الآلاف من المواطنين الذين قضوا سنواتٍ من اعمارهم في غرف مظلمة بسبب سلحفاة الإجراءات القضائية.
المواطن البسيط الذي يحلم بالامان والكفاية والاستقرار يدرك جيداً ان احواله لن تتحسن ، طالما ظل القضاء يغمض عينه عن السياسيين ويفتحها على وسعها تجاه المواطنين!.
كانت الناس ولاتزال تتمنى أن ترى الرجال الذين سرقوا أحلامهم ومستقبل أبنائهم يذهبون مخفورين إلى المحاكم. ولكننا للأسف لم نجد أي إدانة في أي جريمة سياسية وقعت حتى الآن.
أيها السادة العدالة الحقيقية هي أن يشعر المواطن بأن الدولة سلّمت أمرها إلى قضاء فاعل ! وليس الى تنبؤات عالية نصيف التي اخبرتنا قبل يومين، ان قاسم سليماني سيمنع محاسبة سليم الجبوري.
النهاية السعيدة لمسلسل سليم الجبوري
[post-views]
نشر في: 9 أغسطس, 2016: 07:07 ص
جميع التعليقات 3
ام رشا
وعاشو عيشه سعيدة و لو بيتنه قريب كان جبنالهم طبگ حمص وطبگ زبيب و لو بيتنه ابعقوبه كان جبنالهم سلة برتقال مهيوبه وعساها تكون سم و زقنبوت .
محمد سعيد
عن أي قضاء نتكلم يا اخي الكاتب .. فالقضاء مثل غيره من سلطات تنفيذيه وتشريعيه في عراقنا المنكوب تحول الي اداه مسيرة ومطاعه من قبل ساسة اختلقها جبرا وحصرا عهد ديمقراطية بريمر من طرف, و صراع مرجعيات النجف وقم والخوف من حرب طائفيه موهومة من طرف
أبو أثير
لقد توقع الجميع من الشعب العراقي المسكين ... أن يخرج الجبوري من ألأزمة مثل الشعرة من العجين على كولة أهلنة ... فالجميع يعرف أن السيد الجبوري جاء بصفقة مع السيد المالكي في 2014 ووافق عليه المالكي لأنه يملك عليه أدلة تثبت أحالته لتهمة ألأرهاب .... أذن فالجم