بمراجعة بسيطة لما يجري حولنا، نكتشف كيف أنّ الاحداث في العراق تكرر نفسها عاما بعد آخر، الجميع كان يتأمل أن يبدأ السيد حيدر العبادي ولايته بالتخلص من حالة اللامبالاة التي طغت على المشهد السياسي والحكومي خلال الأعوام الماضية.فماذا جرى؟
قبل أيام مرت الذكرى الاولى لما سمّي زوراً " حزمة إصلاحات العبادي " وهي خديعة لاتختلف بالشكل واللون عن خديعة المئة يوم التي أطلقها نوري المالكي!، وأرجوك، تذكّر أن كثيراً من المقولات التي يردّدها حيدر العبادي اليوم، ظلّ نوري المالكي يردّدها طيلة ثماني سنوات، ومن قبله كان يرددها إبراهيم الجعفري، وإياد علاوي وكل الذين تحكموا بمصير هذا البلد، من الذين خدعونا بشعارات جاهزة من عينة:" هناك مؤامرة على العراق، امنحوه فرصة فقد تسلّم بلداً مخرباً، الظروف المحيطة به لاتساعد.. ضع نفسك مكان العبادي فهو يعمل ليل نهار، نحن نخوض حرباً ضد الإرهاب " ويختمونها بعبارة لطيفة:" احنه شعب ما ينفع وياه حتى الأنبياء.
في كتاب قصص لا ترويها هوليوود مطلقا يوجّه المؤرخ الاميركي هوارد زن كلمات ساخرة للذين طالبوا الأمريكيين بأن يصبروا على الرئيس أوباما، وأن يتركوا له الفرصة ويقدّروا الضغوط التي تمارس عليه والمؤامرات التي تسعى لإفشاله، وهي كلمات تصلح لأن تكون ردّاً على كل الذين يصورون للعراقيين أن اعتراضهم على خدع حيدر العبادي ومماطلاته،، إنما يساعد في إشاعة الفوضى الامنية، يكتب هوارد زن:" إذا كنت مواطناً، يجب أن لا تنجرف نحو حالة من الطاعة والقبول المطلق لما يفعله أوباما. مهمتنا هي عدم إعطائه شيكا على بياض. أو أن نكون مجرد مشجعين وهاتفين له، لا ينبغي أن نرضى بسهولة ونقول حسنا أعطوه فرصة، يجب علينا أن لا نضع أنفسنا في موقف السياسيين وننظر إلى العالم من خلال عيونهم، ونقول حسنا لا بد من تسوية، كلّا يجب أن نجهر بآرائنا بجرأة، علينا ان نشاغب عندما يكون ذلك ضروريا لجذب أنظار الذين في السلطة، من ان الامور لايمكن ان تسير على هواهم "
منذ ان جلس العبادي على كرسي رئاسة الوزراء وهو يكرر السيناريو نفسه، الذي سار عليه نوري المالكي. تهدئة الاوضاع من خلال الوعود، ثم التراجع التام عنها، لماذا وعد بالاصلاح ولماذا تراجع؟ لا احد يعرف! ربما كان السبب الأول ارتباطه الحزبي، وعدم تمكّنه من اتخاذ قرارات بعيدة عن توجه قادة حزب الدعوة.
عزيزي المواطن العراقي، اتمنى عليك ان لاتتهمني بالبطر، وانا استشهد بكاتب امبريالي، اترك نظرية المؤامرة ولو لساعات، لأن المتآمر الوحيد عليك، هم " زعاطيط السياسة " الذين انتخبتهم بدافع الطائفة ونصرة المذهب والحنين الى الماضي، لا تنس أبدا أنك مواطن، لا تدع العبادي يستمر بإشاعة الكذب والخديعة، لا تتحول الى شماعة لفشله، شاغب، احتج، اعتصم في الساحات والشوارع، تمسّكْ بحقك في عراق معافى، لاتترك الحلم بالمستقبل، فهو طريقك الوحيد، لكي تنجو من تكرار مشهد المالكي للمرة الثانية.
المالكي مكرَّراً
[post-views]
نشر في: 12 أغسطس, 2016: 07:00 ص
جميع التعليقات 3
شيرين
الاستاذ حسين انا من المعجبين بمقالاتك وحريصة يوميا للاطلاع على طروحاتك ولذا اسجل راي لك مع الشكر
د عادل على
النظام يبقى فاسدا ادا ما تخلينا عن الاحزاب المدهبيه سنية كانت او شيعيه---السنه يدعون هم المسلمون الحقيقيون والشيعة يقولون انهم وحدهم حزب الله-القيادات كلها لاتومن باى شىء دينهم دينارهم ومدهبهم رئاساتهم----ابرز شخصييه التى تمثل الانتهازية وحب القياد
هادي السلامي
فوبيا المالكي ستطارد اعداء حزب الدعوة الاسلامية الى القبر