TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا إصلاح إلا باستقالتكم

لا إصلاح إلا باستقالتكم

نشر في: 14 أغسطس, 2016: 09:01 م

يبدو أن الشارع الرياضي وجميع المتابعين للرياضة العراقية إتفقوا بما لا يقبل الشك على فشل المشاركة العراقية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 كما حصل في الدورات السابقة.
إلا أن هذا الإجماع فيه بالطبع استثناء غير معلن، لكنه يقرأ بردود أفعال وتبريرات جاهزة مسبقاً وصمت رهيب وعجيب عن الإشارة بتحمّل المسؤولية الكاملة من قبل اللجنة الأولمبية بكل عناوينها لما وصلت إليه الحال ببلد يحلم الكثير من انحاء العالم أن يكون تحت جناحه الوافر بخيرات لا تُعد ولا تُحصى وبميزانية خرافية وهبتها الدولة تحت بند التطوير والنهوض بالواقع الرياضي.
لا نريد أن ندخل بأسباب التراجع الخطير لكل الألعاب فنياً وعدم التقدّم ولو خطوة واحدة طوال الفترة الماضية بعد أن تصدّت أقلام أهل الشأن لعملية التشخيص والتحليل وأجادت في وضع الحلول لها.. إلا أننا نستهدف اليوم وبكل وضوح الجانب القيادي للهرم الرياضي وكل الاتحادات المرتبطة به فكراً وأسلوباً واحساساً بحجم المسؤولية التي تتطلب شجاعة في الاعتراف عند الإخفاق وقلباً يلين لحسرة وبكاء الجماهير المحبّة المتطلعة الى رؤية أبطالها وهي تحصد النجاحات بمختلف الميادين بثقة وعزيمة لا يشوبها الشعور بالخوف أو عقدة النقص بأفضلية رياضيي العالم عنهم.
قد يكون أصحابُ الشأن متمسكين بمناصبهم وواثقين بقدراتهم القيادية وهو حق لهم لكن الوقائع والأرقام وما تحقق لسنوات طوال لا يُدعم هذا التوجّه، بل ويُلقي الحجة الواضحة عليهم ويسحب من بين أيديهم كل التبريرات ويكشف هول وفداحة رؤيتهم في التخطيط للمستقبل عندما أداروا ظهرهم لحقيقة أن البناء الفعلي لأُسس الرياضة العراقية لا يرتبط بحجم الأموال التي يتم إنفاقها فقط، بل بإيجاد العقول الراقية المؤمنة بقدسية المهمة قولاً وفعلاً على الميدان وتشذيب المؤسسة الرياضية من عوالق الفساد المعلن وما هو تحت الطاولة وبكل أشكاله ورفض تدنيس البيت الرياضي لكل مَن لا يقوى على إحداث الطفرة النوعية من خلال استقطاب المواهب وصقلها وتوجيه عملية الاستفادة من المعسكرات والبطولات نحو أفق مستقبلي محدّد يكون فيه شعار المنافسة العالمية هو الهدف ولا غير ذلك.
بصراحة .. إن المنظومة الحالية للرياضة العراقية قد استنفدت كل خزينها الإداري والفني وبدأت تجرّب نمطاً معتاداً عبر نشر الوعود والآمال الوردية من خلال استغلال وجود رئيس اللجنة الأولمبية في البرازيل ولقائه بعدد من المسؤولين الدوليين لمناقشة دعمهم للرياضيين العراقيين وتأهيلهم الى دورة طوكيو الأولمبية في عام 2020 وهو ذات المشهد الذي عشناه إبان دورة لندن 2012 وحصدناه في البرازيل ولكن بفشل جديد، ما يؤكد أنه لا يمكن أن تضيف شيئاً للواقع الحالي المؤلم بعد أن هربت من بين أيديهم كل وسائل السيطرة في المحاسبة والتوجيه للاتحادات التابعة لها وفرضت العملية الانتخابية شكلاً آخراً بديلاً لها يتمثل في المحافظة على أرصدة كل منهم من الأصوات التي تمكنهم في المضي بالمواقع والمناصب تحت خيمة الديمقراطية والتمسك بها وجعلها السيف الذي يقطع كل محاولات التصحيح عبر تغيير الوجوه وضخ دماء جديدة تحمل جينات التطور بالعمل المُنظَّم البعيد عن العشوائية والفكر البدائي.
باختصار.. لا حلول ولا معالجة ولا إصلاح رياضي منتظر إلا باستقالتكم الجماعية كأبسط المطالب التي تتحدث بها الجماهير تحت روح الديمقراطية التي جاءت بكم ولا يمكن أن يكون تفسيركم عبر التمسّك وفرض رؤيتكم لسنين طوالٍ لأنكم تشاهدون العراق بعظمته يتذيّل قائمة دول العالم برصيد خالٍ من الميداليات ومشاركة لا تليق به في زمن سيكتب التاريخ أن الرياضة كانت تحت قبضة قيادتكم!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: طاعون الفشل

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: هلوسات مرشح خسران!!

العمود الثامن: رجاء اقرأوا التدوينة

قناديل: كفكف دموعك واتبع سيدوري

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

 علي حسين تستيقظُ صباحا، فتجد ان مسلسل الكيانات الطائفية يواصل عرض حلقاته بنجاح ، وكان آخرها الحلقة التي قام ببطولتها محمود المشهداني وفيها يعلن عن تشكيل كتلة سنية جديدة ، اتمنى ان تركز...
علي حسين

كلاكيت: "عن الآباء والأبناء"… وراثة العنف

 علاء المفرجي وجدت الأفلام الوثائقية، في بداية الثورة السورية، طريقها إلى التشكّل عنصراً مهمّاً في توثيقها منذ بدايتها. ساعَد على ذلك التطوّرُ التقني الذي لمع في سنوات الثورة. لم تعرف أماكن ساحات الاعتصام...
علاء المفرجي

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

غالب حسن الشابندر من الخطا التعامل مع موضوعة البحر الاحمر بلغة الدول المتشاطئة فحسب ، لأن الموضوع سياسي ، ولذلك التعامل ينبغي أن يكون بلغة (الجيوسياسي ) وليس الجغرافي ، وفي ضوء هذه النظرية...
غالب حسن الشابندر

المخطوطات..بين الموجود والمفقود

رشيد الخيون عندما نقرأ عن شغف الأقدمين، بجمع الكتب العربيَّة الإسلاميَّة، نعني المخطوطات، فكان ظهور آلة الطّباعة حداً بين المخطوط والمطبوع، وذلك خلال القرنين السَّادس عشر والسَّابع عشر. لذا، لم يسترعِ ما خُط بعدهما...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram