تعاني مايا، بطلة رواية جيد شارماJade Sharma الأولى ، وعنوانها ( مشاكل )، من العديد من المشاكل الشخصية ــ مشكلة هيروين، مشكلة احترام ذات، فقدان عملها في مكتبة بمرور الوقت، الاحتفاظ بزواجها من بيتر الطيب المدمن قليلاً على الكحول، ومشكلة البقاء عل
تعاني مايا، بطلة رواية جيد شارماJade Sharma الأولى ، وعنوانها ( مشاكل )، من العديد من المشاكل الشخصية ــ مشكلة هيروين، مشكلة احترام ذات، فقدان عملها في مكتبة بمرور الوقت، الاحتفاظ بزواجها من بيتر الطيب المدمن قليلاً على الكحول، ومشكلة البقاء على وفائها ...، كما تقول أيميلي بوكس في عرضها هذا للكتاب.
باختصار، إنها من ذلك النوع من الشخصية التي نتوقع، إلى وقت قريب، أن تكون من الذكور. فقد ظل الأدب القصصي الذي يدور حول سايكولوجيا الشخصية المتشهّية، المدمرة للذات، والمتصدعة بشدة، يركز على الرجال القهريين compelling، والمكروهين مع هذا بالأحرى في الغالب. وغالباً ما يكونون، في الأدب القصصي الأميركي على الأقل، رجالاً بيضاً من الطبقة الوسطى أو ما فوقها. لكن رواية شارما المتجهمة كثيراً والمتّسمة بالذكاء تصر على عالمية هذه التجربة عن طريق جعل مايا من نوع كاتبتها. ففي مقابلة أجرتها Publishers Weekly أوضحت شارما الأمر قائلةً، " في الأول فكرتُ بأن أجعلها بيضاء، وبذلك لا يكون عليَّ التعامل مع قضية عنصر، لأن الناس البيض ألواح فارغة ". وهكذا كانت مايا هندية مثل شارما. " والفتيات الهنديات يمكن أن يكنّ داعرات مجنونات، أيضاً "، كما قالت. وترسم شارما حياة مايا بلغةٍ خام حادة تتّسم بالمواجهة تقريباً. فلا تعابير مقبولة بديلة للحركات المعوية التي تؤشر لأيام الاسترجاع، أو الفنتازيات الجنسية المذلة للذات والملحّة التي تمارسها حين تكون لوحدها. ويمكن لفطنة مايا وحيويتها أن تجعلها واجهة لـ " التقرب " المقنع، حتى لها، لكن يتضح ببطء أن انغماسها في الهيروين قد أغراها بإدمانٍ مفتوح.
وأخيراً يتركها زوجها. ومع إن مايا تعترف باللا مبالاة والترفّع تجاهه، فإن الطلاق يهزها ــ لا لكونه يحدث، وإنما لأن رجلَاً تركها. والأسوأ من ذلك، أن ينهي أستاذها السابق، أوغدين، العلاقة بينهما. وفجأةً، وبدلاً من كونها امرأة متزوجة ذات عاشق فاتن أكبر سناً ومن غرامها بالارتقاء، تجد مايا نفسها وحيدةً، تمارس عملاً في مكتبة يتردّى بسرعة. وينقضي تمسكها بالحياة الوظيفية، وسرعان ما تصبح دائرة عبر أكياس لا تنتهي من الهيروين وتدبير نقود بأسهل الطرق لتستطيع الإنفاق على متطلبات النمط الجديد من حياتها. وتقوم شارما بتتبع مايا وهي تنزلق في حياة الفحش المبتذل والتعاسة المدمرة.
فالرواية تقوم على دورة إدمان مايا، ومحاولاتها خرقها. تلك هي الحبكة، على علاتها، ويمكن أن تكون فاترةً إلى حدٍ ما، كما يمكن للمرء أن يتوقع. ويظل عقلها الباحث ينزلق من تصور إلى آخر: هل ينبغي أن أستنشق كيس هيروني الأخير الآن؟ ــ إني مريضة باللبن الأغريقي ــ كم هو أمر مخيف أن أحصل على زهور من رجل ــ ربما كنت في حالة حب فقط ... وتمضي مايا تراقب حياتها كما لو أنها تتفرج على نفسها في التلفزيون، لكن حياتها لا يمكن أن تظهر في العروض التي تشاهدها، وهي تعرف ذلك. وتفتح كيس هيروين لتستنشقه من خلال فاتورة مطوية، وتتخيل ظهورها في برنامج طبخ، مرحةً وهي تشرح الخطوات اللازمة لإعداد علاجها المحظور، الإدماني إلى درجة عالية. ( هذه الصور الثقافية الشعبية، التي تفرض فيها مايا عاداتها الوسخة على الكليشيهات الأميركية، حادة كالشفرة بوجه خاص ). فمايا مشوّشة الفكر، وقاطعة، وتافهة، ولامعة.إن شارما تمضي بنا عبر إدمان مايا كما لو انها تسلقنا ببطء في قدر من ماء يغلي. ومن غير المدرَك حسياً تقريباً رؤية التغيير في أية لحظة معينة، لكن الخطر يصبح مستحيلاً تجاهله في نقطةٍ ما. كما يصبح الذهاب إلى مكان ما مخادعاً. ويتجه التعافي إلى إعطاء الأولوية للروتين، والهدوء، وإزالة التأثيرات غير الصحية. فنفس مايا النظيفة تفعل أموراً، تسير هنا وهناك، تأكل طعاماً عادياً، وكل ذلك من دون صفحات الفكر المسعور. وهذه ليست أشياء يسيرة لدفع السرد قدماً. ويمكن أن تبدو الحصة الأخيرة من الكتاب ضبابية، غير واضحة المعالم ــ تعكس بالتأكيد الضعف وفقدان الحس اللذين يصل الأمر بمايا إلى تقبلهما كمريضة، لكن أيضاً لأن الموضوع هنا ربما لا ينطوي على إثارة. ويمكن لهذا ألّا يكون الخيط الأكثر قابليةً للنسيان من " مشاكل "، لكن غالباً ما يبدو الواقع اليومي باهتاً. فلا شيء مما يتعلق برواية شارما هذه يبدو محسَّساً أو محسَّناً أو أي شيء ما عدا حقيقة عيش ما عاشته مايا.
تقول مايا في مقطع من الرواية: [ كنت أنطوي على نفسي من الألم، على التواليت. وكنت أريد، اللعنة، أن أموت. وحين وقفتُ، أظلم بصري. عدتُ للجلوس على غطاء التواليت. هل كنت بحاجة للتقيّؤ أم للتغوط؟ هل كنت بحاجة للمزيد من مخدر Suboxone، أم أنني تناولتُ الكثير منه؟ وقفتُ. غائط على الأرضية وقيء في التواليت، أم قيء على الأرضية وغائط في التواليت؟ أضطجع على البلاط البارد وعيناي مغمضتان. ... اشمئزاز من الذات. أسف. كنت مدمنة. لم أكن مدمنة؛ كنت فقط في وضع لعين fucked up. كنت ماضية إلى التشرد. كنت بحاجة لاستخدام حبل إنقاذ. كنت بحاجة لأن أسأل جمهور الاستوديو. كنت بحاجة إلى مهاتفة صديق].
عن/ The Huffington Post
*المؤلفة كاتبة تعيش في مدينة نيويورك، وحائزة على درجة ماستر فنون جميلة من " المدرسة الجديدة ".