اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تشابه أسماء !

تشابه أسماء !

نشر في: 15 أغسطس, 2016: 09:01 م

عمره ثلاثة وعشرون عاما فقط ، وهو طالب في الصف الثالث متوسط/المرحلة المسائية ، اعتقلته شرطة الانبار في عامرية الفلوجة وسلمته الى مقر الفرقة الثامنة / الاستخبارات العسكرية فقاموا بتعذيبه بتعليقه وربط يديه بالحبال لمدة اسبوع ووضع الحصى الساخن فيها ، ثم اطلق سراحه !!
لماذا تم اعتقاله ؟ لأن اسمه هو( عدي حاتم سليمان ) ...ولماذا اطلق سراحه ؟ لأن الأمر برمته كان عبارة عن (تشابه اسماء ) كما اتضح للجيش فيما بعد !..لكن القضية لاتكمن في سبب اعتقاله بل في كيفية تعذيبه بشكل وحشي اذ تبين بعد خروجه من المعتقل ونقله الى المستشفى ان على الاطباء قطع يديه المتورمتين والمسودتين ، وكتب عليه ان يعيش بقية حياته معاقا بدنيا بسبب قطع يديه ، ونفسيا لشدة احساسه بالظلم والإهانة ..وكل ذلك بسبب ( تشابه اسماء ) ..
في حادثة اخرى ، ظهرت صورة احد افراد الصحوة من سكنة اطراف بغداد في الشوارع وهي تحمل صفة ( ارهابي ) واضطر الى التخفي خشية اعتقاله ، لكنه أصر على معرفة سبب اتهامه بالارهاب وكان عليه ان يثبت براءته فتابع مسؤول الصحوة في المنطقة قضيته وتبين بعد فترة ان الأمر برمته كان ايضا ( تشابه اسماء ) وان ظهور اسمه في حاسبات احدى نقاط التفتيش في منطقته اقترن بأسم ارهابي مطلوب ، وحين جرى البحث عن صورته في الحاسبات ظهرت صورة عضو الصحوة المخزونة أصلا كونه منتسبا لديهم، ولم يتم التأكد بالطبع من هوية صاحبها فأصبح الرجل ارهابيا دون أن يعلم ورافقه عدم الاحساس بالأمان حتى بعد انكشاف الأمر ورفع صورته من الشوارع ، فهناك من سيصدق مارأته عيناه ولن ينتظر ايضاحا من الرجل بأن كل ماحدث كان نتيجة (تشابه اسماء )!!
واذا كان منتسب الصحوة قد خرج من هذا الالتباس بشعور الخوف فقط وعاد لممارسة حياته بشكل طبيعي فان الشاب الذي فقد يديه لن ينسى يوما انه كان ضحية اعتقال عشوائي وتعذيب يتنافى مع مواثيق حقوق الانسان وانه لن يمارس حياته يوما بشكل طبيعي...
قبل فترة ، كشفت لجنة حقوق الانسان البرلمانية عن انتهاكات لحقوق الانسان في السجون العراقية ففضلا عن مكوث السجناء في سجون تفتقر الى ابسط شروط الراحة فهم يتعرضون الى ابشع وسائل التعذيب لانتزاع الاعترافات منهم كما يقضي العديد منهم سنوات في سجون التوقيف دون صدور احكام بحقهم ..وقتها طالب بعض مدراء السجون بافتتاح سجون اخرى لتقليل الزخم الحاصل في عدد السجناء لكثرة الملفات غير المحسومة في الوقت الذي ينبغي فيه محاكمتهم خاصة وان السجون تضم العديد من الابرياء الذين تم اعتقالهم عشوائيا ..لكن المتهم بريءحتى تثبت ادانته في قوانين الدول الأخرى ، اما لدينا فالبريء متهم حتى تتم محاكمته ولأن ذلك قد يستغرق سنينا ، ستظل السجون تغص بالسجناء -الابرياء منهم وغير الابرياء - وسيتواصل انتزاع الاعترافات منهم بالتعذيب المؤدي احيانا الى الموت او الاعاقة ، بينما يحتاج القضاء العراقي احيانا الى اقل من ساعة لمحاكمة مسؤول وتبرئته،  ودون أن يمر المسؤول بمراحل (انتظار التحقيق الطويل ) او (حفلات التعذيب الصاخبة ) !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram