الغبش المفاجئ ينتاب العينين ، لا يستأذن أحداً حين يعتزم الزيارة ، يحط دون موعد مسبق ، لا يطرق مقرعة الباب كزائر ، لا يضغط على جرس .كضيف ، لا ينقر بأصابعه نقراً خفيفاً يميزه اهل المنزل ،،،، يمرق بصمت على حين غرة ، يحط ، هكذا ، هكذا ، يقيم ويستمرئ الإقامة ولا يبارح إلا بمعجزة - وتدرون إن زمن المعجزات ولى دون رجعة—
………..
بعد خمسين حولا ونيف من ولوجي عالم الصحافة ، بعد عشرة حميمة لصاحبة الجلالة .بعد البحث الدائب عن حرف موح ، عن كلمة دالة ، عن جملة مفيدة . بعد عشق يرقى لمرتبة الوله للأوراق المزدانة بالكلمات الصدق ، لخشخشة وريقات الجريدة ، المجلة ، الكتاب ، القاموس ، المنجد ، دواوين الشعر ، بعد المعاشرة اليومية ، للكلمة ،عِشرة ضم ولثم وعناق ، بعد المعاقرة الليلية للكتب معاقرة مدمن يعب آخر رشفة من كأس شرابه ، بعد علاقة عشق صوفي بين عابد متبتل ومعبود بعيد غير مرئي ،، بعد وبعد ، وبعد ، أجدني كما طفلة عنيدة ، تأبى الإنصياع للنصح ، بالإمتناع عن ،، وعن وعن . أضرب بنصائح الطبيب عرض الحائط ، واهرع اتحسس الأوراق المبعثرة المتناثرة لصق مخدتي ، كمن يتحسس كنزاً ثميناً يخشى عليه من البدد .
………..
اللهم لا تبتلي بشرا ، بسلبه بصره .
اللهم لا تمتحنني في نظري وإبتليني دونهما بما شئت ، وكيفما تشاء ::
شل يدي — مثلا — كيف الكتابة بيد مشلولة ؟! لا ..
إبتليني بعقر ساقي . لا ، الموت ارحم من إستجداء معونة الغير.
إمح بعضا من تلافيف ذاكرتي وشواظ وعيي .. إحرمني من حاسة التذوق ليستوي في مذاقي طعم العسل والحنظل ،، إنتزع مني حاسة اللمس فلا أعود أميز بين ملمس ثوب المخمل ومئزر الخيش الخشن . جردني من حاسة السمع المرهف ، لئلا أسمع شدو العنادل مختلطا بآنين المظلومين والمهمشين ،
……..
يسألونك من هو أو هي سيدة الحواس الخمس :: الشم ، اللمس ، التذوق ، السمع ، البصر ؟
كل الحواس ذات سيادة … والأولوية في يقني لمدى (( الرؤية )) في العينين !!.
## الغبش لغة: ظلمة آخر الليل يشوبها بياض بلون الرماد.
النظر لأبعد من الأنف
[post-views]
نشر في: 17 أغسطس, 2016: 09:01 م