النظام الديمقراطي يمنح للأشخاص ،بشروط يحددها القانون، حق تشكيل تنظيمات سياسية جديدة لخوض الانتخابات المحلية او التشريعية. احد المؤمنين بنسخة العراق الديمقراطية راهن على حضوره بين ابناء عشيرته، خاض جميع العمليات الانتخابية، لكنه فشل في تحقيق هدفه في الحصول على عضوية مجلس بلدي. مع تشريع قانون الأحزاب، تحرك صاحب الطموح السياسي ليحقق اهدافه المستقبلية، جمع أبناء العشيرة على وليمة اقامها في مضيفه الواقع في ضاحية بأطراف الكرخ، لعله يضمن أصواتهم لصالح قائمة حزبه بعد ان اختار له اسم "حزب الدعوة الصدّامي"، فأثار اعتراض الحاضرين، لجمعه الأضداد في تنظيم واحد، خصوصاً ان تسمية الحزب تحمل إشارات واضحة ربما تكون سبباً في تحريك شكوى قضائية ضد "الرفيق المؤسس" تجعل العشيرة تدخل في "إيراد ومصرف" وتبعات أخرى ،جرجرة وعرعرة مع قادة حزب معروف في الساحة العراقية بأنه تعرض للملاحقة وقدم آلاف الضحايا في زمن النظام السابق.
"القائد المؤسس" حاول اقناع أبناء العشيرة بأيدولوجيته الجديدة، لكنه فشل في الدفاع عن فكرة يراها الآخرون مجرد مغامرة بائسة بتحركه على جمع فلول "الصداميين" ليجعلهم رصيده الجماهيري الواسع مع المتذمرين من أداء الطبقة السياسية الحالية ، مراهناً على أصواتهم في تحقيق أغلبية برلمانية مريحة تمنحه ،طبقاً لما ورد في الدستور، حق تشكيل الحكومة الجديدة ، بكابينة من التكنوقراط يختارها رؤساء أفخاذ العشيرة .
صاحب فكرة تشكيل الحزب رضخ لمطالب أبناء عمومته، في اختيار اسم جديد يحمل أهدافاً واضحة ويعبرعن تطلعات جميع العراقيين ويتجاوز الاصطفاف الطائفي والمذهبي، يتبنى المشروع الوطني"الأصلي" وليس المستورد لتوسيع قاعدته الجماهيرية ، انتهى التجمع العشائري بإقرار توصيات من ابرزها دعم القائد المؤسس مادياً ومعنوياً ، مع إلزامه بالتخلي نهائياً عن جمع مفردتي الدعوة والصداميين اثناء الحديث لوسائل الاعلام، احتراماً لضحايا تنظيم سياسي يقود الحكومة الحالية .
احد المقربين من "القائد المؤسس" نصحه بزيارة دول الجوار بهدف الحصول على الدعم المالي لحملته الانتخابية، حدد له عدة مسارات لضمان نجاح جولته الإقليمية المرتقبة تتمثل بإصدار بيانات تشيد بالمواقف الرسمية لعواصم عربية مع إعلاء ولاء العشيرة لحكام المنطقة، والتنسيق مع سفراء الدول الأجنبية في بغداد لمنح شركاتهاعقود تنفيذ المشاريع الاستثمارية، حين يبتسم الحظ للقائد المؤسس ويصبح مسؤولاً كبيراً او رمزاً وطنياً في المرحلة المقبلة .
نموذج القائد المؤسس له نسخ متعددة في العراق، ففي الدورة التشريعية الأولى توجه سياسيون الى ليبيا وحصلوا على دعم مالي من الرئيس السابق معمر القذافي مع الكتاب الاخضر لنشر افكاره بين الجماهير، وآخرون توجهوا الى عواصم اخرى، وفئة ثالثة استخدمت المال العام لتمويل حملاتها الانتخابية، وعلى هذه المسارات سارت عربة العملية السياسية بخطوات متعثرة وضعت على "خلفيتها" لوحة معدنية كتب عليها "مركبة طويلة" .
حزب الدعوة الصدّامي
[post-views]
نشر في: 19 أغسطس, 2016: 09:01 م