اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أنقذوا بيوت الشناشيل في البصرة

أنقذوا بيوت الشناشيل في البصرة

نشر في: 20 أغسطس, 2016: 09:01 م

انشغلت وسائل الإعلام العراقية مؤخراً بقضية هدم منزل الشخصية اليهودية المعروفة ساسون حسقيل، مؤسس البنك المركزي العراقي، وأعلنت أمانة العاصمة وأكثر من جهة رسمية موقفها من ذلك ايجاباً وسلباً. وتشكل قضية الحفاظ على التراث والفلكلور العراقييَن والعناية بها مفصلاً مهماً في الصحافة والمحافل الثقافية، حيث صار بيقين الفرد العراقي أن الحكومة غير معنية بالامر هذا، فحال شارع ابي نؤاس والرشيد وتمثال الرصافي وغيرها من المعالم التاريخية في بغداد لا يختلف عن حال المعالم الأثرية والتاريخية في البصرة، وحال بيوت الشناشيل في نظران وقصور الباشوات والولاة والأمراء والطبقة الارستقراطية في البصرة القديمة وأبي الخصيب والعشار مهملة، وتتعرض الى الهدم ساعة إثر ساعة، لم تمتد لها يد العناية الحكومية أبداً.
أكثر من خمسين داراً تراثية في منطقة نظران هي اليوم تقع ضمن أملاك الادارة المحلية في البصرة، وكانت الحكومة السابقة في عهد صدام صدام حسين قد وضعت يدها على الدور هذه، ضمن حملة تهدف الحفاظ على بيوت الشناشيل، العلامة البصرية المميزة، لكن يد التجاوز طالت أغلبية البيوت هذه، بعد سقوط النظام، ولم تفلح الادارة المحلية إلا بتخصيص ثلاثة أو أربعة بيوت لعدد من المؤسسات الثقافية، فيما ظلت البيوت الأخرى عرضة للتجاوز والسكن العشوائي، وتمكن البعض، وعبر سلسلة توافقات من استئجاربعضها بثمن بخس، لا يساوي القيمة الحضارية لها، وهي اليوم تعيش أسوأ أحوالها، حيث لم تسلم من البيع بالباطن وتغيير المعالم وبما يفقدها الأهمية التاريخية لها.
  إن بيوت الشناشيل في البصرة القديمة وقصور الباشوات في نظران لا تختلف في الأهمية عن منطقة الاهوار التي دخلت اليوم ضمن التراث العالمي، فمن الأمكنة هذه، وداخل الجدران الخشبية التي باتت تسقط تباعاً كانت تدار البصرة، وعلى الأتربة، وفي السكك الضيقة هذه كان يُفرش السجاد الأحمر للسلاطين والملوك والولاة ويقف الجند والحراس في استقبال عليّة القوم، لذا لا بد من وقفة حكومية مشرفة لإنقاذ الصرح الحضاري هذا، وهنالك مؤسسات ومنظمات دولية مثل اليونسكو مستعدة للتعاون والعمل على اتقاذها إن وجدت جهة رسمية تتبنى صادقة، مخلصة مشروعا حضاريا كهذا.
  هي دعوة توجهها "نور الجنوب:  للسادة المسؤولين في اللحكومة المحلية وللبصريين كافة، من أجل حماية الكنز التراثي الثمين هذا، فالشناشيل هوية البصرة التي عرفت بها، وهي منطقة استثمار ممتازة لمن يريد أن يعيد للمدينة تاريخها المشرق. وعلينا أن نتصور جمال وقيمة وأهمية وجود شارع جميل، نظيف ومطعم او فندق في البصرة، يعود تاريخ بنائه الى القرن التاسع عشر، بل هي ممارسة حضارية ان يقوم محافظ المدينة او احد كبار مسؤوليها باصطحاب ضيوفه الى أمكنة كهذه، حيث يضوع من المكان عطر الزمان الجميل ذاك وترتسم صورة التاريخ المشرق.. البصريون مدعوون لإنقاذ تاريخ مدينتهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. محمد سعيد

    معظم المسؤولون في البصرة هم ليس بصريون انهم دخلاء جلبتهم المحاصصة التي ابتلي بها البلد بعد التحرير وبناء دوله الديمقراطية الأميركية الإيرانية العتيدة . فلا عجب يا اخي الكاتب الحريص علي شنا شيل البصرة وغيرها من الأبنية التراثية التي اهملت ... وهي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram