من الممكن أن تكون جميع المقالات والتحليلات سواء تلك التي نشرتها الصحف أو تناولتها القنوات الفضائية قبل أربع سنوات بعد اولمبياد لندن 2012 أو حتى أولمبيادي بكين 2008 وأثينا 2004 تكون مناسبة للعودة بها واستعراضها مرة أخرى ولن تختلف ابداً عما سيُكتب ويُذاع اليوم لتحليل الإخفاق بعد أولمبياد ريو 2016 ولن نجد أية عبارة غريبة بالعرض والمضمون أبداً لأن النتيجة واحدة والأسباب معروفة ومشخّصة والتطبيق لا يتعدَّى ابداً تلك الأقاويل التي تعقب كل جلسة لمناقشة ما حصل بغية وضع الحلول المناسبة لفك عقدة ميدالية الراحل عبدالواحد عزيز الأثيرة.
الغريب في الأمر أن التشابه سيكون لدرجة عظيمة حتى في الخلافات التي تطفو على السطح بين مَن يريد الحوار الهادىء وتبرئة هذا الطرف أو ذاك لدوافع يعلمها الجميع وبين مَن يُشدد ويُندد ويُطالب بالعقوبة والتغيير، هو ببساطة سيناريو مُعاد ومُستهلك وما يلبث أن يركن الى النسيان وتُطوى صفحاته الى أن يحين موعد المشاركة بأولمبياد طوكيو 2020 .
عذراً للعدد الهائل من الأسئلة التي تردنا من الجمهور الذي يكتوي بنار الصبر والتأمل كي يرى أحد أبطالنا يعتلي منصة التتويج أو على أقل تقدير يستمع لإجابات شافية من جهة مسؤولة قادرة على وضع النقاط على الحروف أو صياغة أجوبة ليست كتلك المتعلقة بحالة الأمن العام في البلد أو التقشّف الذي يضرب أطناب الحياة في العراق ،لأن مثل هذه الإجابات لا تشفي غليل مَن يرى بلدان عدة وضعت تحت خط الفقر بالمقياس العالمي ومع ذلك تزيّنت صدور أبطالها وبطلاتها بالوان الميداليات الأولمبية ولن تنفعنا أجوبة اخرى أخذت من مدى المقارنة مع دول الجوار أو بعض البلدان العربية التي حققت إنجازات مشكوك بوطنيتها على ان ابطالها مجنسين من دول أخرى ،لأن الفوز أولاً واخيراً يُحسب بألوان أعلام الدول المشاركة دونما النظر الى جنسية سابقة وليتنا تمكنا من استيراد أحد هؤلاء الابطال وفعلنا فعل الآخرين، لأن جميع ما يلامس الإنجاز بأية طريقة هو من الممنوعات عراقياً!
الحقيقة أن ما يُدمي الفؤاد هو الاستمرار بلغة الخداع والتخدير معاً ريثما تبرد جذوة الجزع من المشاركة الأولمبية البائسة لنبدأ بتسريب أخبار الانتصارات في بطولات غرب آسيا للناشئين والتطبيل لها بانواع الطبول كي ننسى ونتفاعل باعجاب مع إنجازات اخرى مشكوك بأحقيتها لأنها تلاعبت بأعمار الفئات العمرية كما تلاعب الآخر بجنسيات أخرى، سيجري كل ذلك السيناريو المُعاد من جانب ومن الجانب الآخر فإن ندوات النقاش واستقدام الأكاديميين ستنطلق على قدَمٍ وساقٍ ايضاً لأجل التوصل الى آلية تنقذ رياضة الإنجاز وتضعها في أول الطريق لتعويض سيل الاخفاقات المستمر.
الحقيقة الأخرى ان كل ما يطرح في هذه الندوات هو إنموذجاً رائعاً معززاً بالتطبيقات العملية لأفضل بلدان العالم لأن من بين الأكاديميين العراقيين في هذه الندوات عراقيين مغتربين ومن الشخصيات اللامعة في ميدان الألعاب الفردية والجمعية ولكن سيكون طريق توصياتهم المكتوبة الى رفوف الاتحادات والمؤسسات الرياضية جميعها بلا استثناء ولو تم تطبيق النُّزر اليسير منها لكنّا من بين أفضل البلدان العربية في الإنجاز الأولمبي.
أزاء هذه الحقائق التي أراهن على حصولها اليوم وغداً وبعد أربع سنوات أتمنى من جمهورنا الرياضي أن يستشف المفيد منها ويدرك أن الإخفاق يسير بالتتابع على منوال جميع البطولات السابقة التي شهدت مشاركتنا ونحن نعرف النتائج مسبقاً.
إخفاق بأثر رجعي
[post-views]
نشر في: 22 أغسطس, 2016: 09:01 م