في نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي تبنت جهة ثقافية رسمية نشر أعمال أدبية لعراقيين عاشوا تجربة الأسر في ايران . استجاب للمشروع من كان يهدف الحصول على مكافأة مالية فاستعان بمحترفين في كتابة مجموعة قصصية او رواية . "صدام حسين ضيدان معلة" نائب عريف في كتيبة دبابات اشبيلية اللواء الرابع والثلاثين المدرع ، تعرض للأسر في معركة الشوش بجبل مشداخ، عاد الى العراق نهاية عام 1998. يوم وصل الى منزل عائلته، قادوه في اليوم الثاني الى مقبرة دار السلام في النجف ، ليقرأ الفاتحة على روحه ، خصوصا ان أسرته تسلمت جثة متفحمة فدفنتها ووضعت عليها الشاهد مع عبارة "الشهيد صدام حسين ضيدان، استشهد في قاطع الشوش في الثالث والعشرين من شهر اذار عام 1982 الفاتحة على روحه" .
صدام حسين سمع بمشروع كتابة مذكرات الأسرى وأبدى استعداده للمشاركة ،لاسيما وانه يحتفظ بشواهد ومواقف وأحداث جديرة بالنشر ، فقدم مسودته مكتوبة بأسلوب وخط ابن عمه . اللجنة المشرفة تسلمت المسودة، وأبلغت صدام حسين بمراجعتها بعد اسبوع . عاد المؤلف مع ابن عمه الى مدينته ، تدور في رأسه أحلام كبيرة ، ربما سيقابل رئيس الجمهورية ، ربما سيترجم كتابه الى لغات اجنبية ، ربما سيتحول الى فيلم روائي او مسلسل تلفزيوني. على مدى اسبوع كامل عاش صدام حسين ضيدان معلة يجتر أحلامه ، التي سرعان ما تبددت حين اخبرته اللجنة بأن روايته لا تستحق النشر، لكنه يستحق مبلغ 50 الف دينار تقديراً لجهوده في نقل مذكراته الى الورق .
مسودة الرواية استعرضت متاعب الأسير جراء حمل اسم صدام حسين ، فقد اجبروه على ان يكون اسمه "الشيطان حسين ضيدان" . بسبب اسمه لم يرد في سجلات الصليب الاحمر ، حرم من الرسائل ، نال من التعذيب ما يعجز عن حمله الجمل . يذكر في مذكراته :ان مذيع الاذاعة الايرانية من اصول عراقية كان يلتقى الأسرى، وكنت واحداً من هؤلاء فسألني المذيع ما اسمك ؟ فقلت صدام حسين ، فقاطعني مع "كفخة" على وجهي "ولك لاتذكر اسم صدام ، فضاعت فرصة امكانية اخبار اسرتي بوجودي في الأسر. وفي حادث آخر سأل المذيع أحد الأسرى ، فقال الأخير اسمه ، وحدتك ؟ كتيبة دبابات صدام ضمن اللواء المدرع الثاني والاربعين ، ولك لا تذكر اسم صدام ، فردّ الاسير: اسم الكتيبة صدام ،والعباس ابو فاضل.
الأسير صدام حسين ضيدان حتى الآن لم ينجز معاملة حصوله على الراتب التقاعدي ، استبدال اسمه لم يستغرق سوى ساعة واحدة فحمل اسم صالح حسين ، علق آماله على نتائج زيارة رئيس البرلمان سليم الجبوري الأخيرة الى إيران ، لعلها تكون فاتحة خير للحصول على الراتب التقاعدي، وإسدال الستار على الفصل الأخير من مأساته.
الأسير
[post-views]
نشر في: 23 أغسطس, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
Anonymous
في القصة هناك أشياء لا وجود لها منها ان ك د ب إشبيلية لم تقاتل في منطقة جبل مشد اخ ثانيا ان لم تحرق او تدمر اي دبابة من دبابات كتيبتنا لعدم التحامها مع العدو و لم يؤسر منها سوى ن ع جميل هليل من اهل الشطرة