TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مستر فانوس

مستر فانوس

نشر في: 24 أغسطس, 2016: 09:01 م

الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003  أخفقت في اجراء التعداد العام للسكان لأسباب امنية واخرى سياسية ، أدت الى عرقلة جهود الجهات الرسمية المعنية  بأعداد خطط  مشاريع التنمية الاقتصادية والبشرية ،  لانعدام توفر البيانات الدقيقة لوضع الخطط  المستقبلية ، فضلا عن حسم القضايا الخلافية المتعلقة بالمناطق  المتنازع عليها ،  طبقا لما ورد في الدستور.
القوى السياسية المشاركة في الحكومات المتعاقبة ، تخشى  اجراء احصاء عام للسكان في العراق  لاعتقادها  ، بان الظروف الامنية  غير  مناسبة في الوقت الراهن ، في ظل موجة النزوح الكبيرة   بعد سيطرة تنظيم داعش على محافظات  سنيّة ، وهجرة اعداد كبيرة من ابناء الاقليات الى الخارج  بحثاً عن ملاذ آمن ، الخلاف السياسي  حول اجراء الاحصاء ، دفع وزارة التخطيط الى اعلان بيانات  تقديرية  لأغراض   تنفيذ "البرامج التنموية " في  اجواء الاستقرار الامني .
العراق اليوم بحاجة ماسة الى اجراء الاحصاء  لتكون بياناته  معتمدة  لدى جميع الاطراف والجهات السياسية   فمن يدعي  انه يمثل الاغلبية ،  ستتوفر  لديه من الوثائق الرسمية   ما يؤكد  ان قاعدته الجماهرية تستحق التمثيل في مجلس  النواب بأكثر المقاعد ، وامتلاك حق رئاسة الهيئات المستقلة واللجان النيابية  ، والحصول على المواقع والمناصب في الدولة بدءا  من موظفي  الاستعلامات الى   سفراء العراق في الخارج ، وهناك اطراف مشاركة في الحكومة تبنت نظرية التوازن ترى في  اجراء التعداد العام للسكان  فرصة لدحض نظريتها ، وطرف ثالث يتطلع الى توسيع رقعته الجغرافية .
 على المستوى الشعبي هناك احصاء من نوع خاص  لم تلتفت له الجهات الرسمية ، يشير الى تضاعف اعداد  المتسولين في العاصمة بغداد ، وارتفاع  نسبة  "المطيرجية "بين الشباب   العاطلين عن العمل  ، أما ذوو الاعاقة والاحتياجات الخاصة  فتجاوز عددهم اكثر من ثلاثة  ملايين شخص صدر قانون في عام 2008   يقضي بمنحهم نسبة 5%  من  الدرجات الوظيفية ، لكن اصحاب نظريتي  الاغلبية والتوازن استحوذوا على الدرجات ومنحوها  لأعضاء بارزين في احزابهم  .
  الجهات  الرسمية  تجاهلت ذكر اعداد كبيرة من العراقيين اضطروا   الى الهجرة  للخارج  فيما  اعلنت  عودة الاف منهم  بناء لرغباتهم ، وليس بسبب اجبارهم  على العودة القسرية ،  بيانات الاحصاء الشعبي   تخالف الرسمي في كشف  الارقام الحقيقية  ، مواقع التواصل الاجتماعي  تنشر يوميا ما يشير الى ان آلاف الشباب  العراقيين في المانيا والسويد وهولندا  ينتظرون اجراءات الحصول على اللجوء الانساني ، وانهم اندمجوا مع  تلك المجتمعات ، انضموا الى دورات تعلم اللغة  لتحقيق المزيد من الاندماج بالمجتمع.  
  المرحوم  مستر فانوس كان يعمل في خانقين مع احدى شركات النفط البريطانية ، من عمله اكتسب اسم مستر وسجل في تعداد  عام 1957   بهذا الاسم  فانتقل الى الابناء والاحفاد ، وهم اليوم  ينتظرون اجراء التعداد العام للسكان للتخلص  من خطأ تاريخي  التصق بالعائلة منذ اكثر من نصف قرن  ،  سلالة فانوس تتطلع الى  تحقيق توافق لا نجاز استحقاق نامت عليه "الطابوكة ". 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram