لماذا جامعة النهرين ؟ تساءل أحد اساتذة هذه الجامعة التي تم احالة عدد من اساتذتها الى التقاعد بسبب قرار من هيئة المساءلة والعدالة باعتبارهم كانوا من المنتمين لحزب البعث خلال فترة النظام السابق ..ويواصل الاستاذ تساؤله فيقول ان اغلب العراقيين لم يتمكنوا في تلك الفترة المظلمة من تجنب الانتماء الى الحزب الواحد لأنه كان بمثابة جواز مرور الى تحقيق احلامهم في التعيين او اتمام دراساتهم العليا او في اشغال مناصب هامة في الدولة فلماذا إحالة الاساتذة الجامعيين والكفاءات النادرة بالذات؟ ...ولأننا سبق واثرنا هذه القضية في هذا الحيز بالتحديد ولم يلق الأمر قبولا من الهيئة فطالبتنا بذكر اسماء الاساتذة واماكنهم وابدى الاساتذة استعدادهم للمثول امام الهيئة وتأكيد شكواهم وهكذا كان ..فاننا نعود لإثارة القضية من جديد بعد أن صدرت قرارات فعلية باحالة بعض الاساتذة الى التقاعد الاجباري رغم عدم اتمامهم المدة القانونية ورغم نصاعة تاريخهم العلمي وتقديمهم على الحصول على درجة الاستاذية ورغم انهم قضوا اشهرا عديدة في خدمة طلبتهم دون ان يستلموا رواتبهم بانتظار ان يتم اسقاط القرارضدهم لكن ماحدث هو العكس ، وهاهم الاساتذة الذين لم يصدر قرار تقاعدهم حتى الآن ينتظرون دورهم في التسقيط ومعهم اساتذة آخرون من جامعات مختلفة وكل جريمتهم انهم كانوا كاغلب العراقيين مجبرين على الانتماء الى حزب البعث !..
بالمقابل ، يفاجئنا مجلس النواب العراقي الذي يفترض ان يمثل اصواتنا ويعبر عن قضايانا ومعاناتنا بالتصويت على قرار العفو العام بعد سنوات من تأجيله وفي نفس اليوم الذي يتم فيه التصويت على قرار اقالة وزير الدفاع خالد العبيدي وكأن في الامر تزامنا ستكشف عنه الايام المقبلة ..واذن ، يمكن ان تخلو الساحة من اساتذة كل همهم تقديم اجيال علمية للمجتمع وتمتلأ بالمجرمين والفاسدين ومن قاموا بالتزوير وبارتكاب جرائم مختلفة فلن تشكل بعض الجرائم مستقبلا مشكلة لمرتكبيها مادام هناك أمل بالعفو عنهم ، وهكذا تنقلب الآية وبدلا من تنظيف المجتمع من ادران الفساد –كما يدعي رجال السياسة المولعون بنظرية الاصلاح الجديدة – سنسمح للجريمة ان تزدهر اكثر في مجتمعنا المتهالك بفعل خيبات الساسة ومناطحاتهم وتناقضات قراراتهم ...
يقول لي كوان يو رئيس سنغافورة :" حينما يسير اللصوص في الطرقات آمنين فهناك سببان : إما النظام لص كبير وإما الشعب غبي أكبر " ...ولأننا اعتدنا على تواجد اللصوص بيننا في كل مناحي حياتنا وبدء عمليات الاستجواب للوزراء وفضح ملفات النواب يؤكد ازدهار اللصوصية والفساد حتى بين المتنفذين في السلطة فالنظام اذن لص كبير لأنه يسمح بتواجد اللصوصية بيننا والشعب غبي أكبر لتقبله كل مايبدر من المسؤولين ..سرقاتهم ، فسادهم ، تنافسهم على المناصب ، فنحن جميعا نشارك في ممارسة عملية تجارية خاسرة تقوم على تصدير كفاءات قديرة وعقول مخلصة للخارج واستيراد شرائح فاسدة ومشاريع اجرامية ..نحن متناقضون اذن ؟ قد لانكون كذلك لكننا صامتون ..وحين "يسكت أهل الحق عن الباطل ..يتوهم أهل الباطل انهم على حق " كما يقول الامام علي (ع)...
تناقض
[post-views]
نشر في: 26 أغسطس, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ام رشا
الاخت الكاتبه في بلادنا المنكوبه اللصوص يتجولون بامان اضافة الى ان الشعب غبي وانتهازي ..لماذا لانه النظام السابق لم يجبره على الانتماء الى حزب البعث بل هو من سعى لذلك زيادة في المكاسب والامتيازات وكثيرين من سعوا لذلك بشتى الطرق وانا وكثيرين مثلي وبمراكز
علي الحسني
يوجد الاخطر .. مخطط لتصفية مذهبية بتحقيق نقاء مذهبي ويتبناه مجموعة صغيرة نافذة لحزب محدد ومدعومين من شخص رفيع في الوزارة