ضمن تفعيل دور الثقافة في التوعية المجتمعية واثرها على بناء الوعي الجمعي نحو ثقافة معاصرة، اقام الملتقى الفلسفي أمسية حملت عنوان (ثقافة تحليل الخطاب الطبي : الفنومنولوجية كعلاج ) والتي حاضر فيها الدكتور طارق الباحث في الفلسفة وعميد كلية طب الاسنان بجا
ضمن تفعيل دور الثقافة في التوعية المجتمعية واثرها على بناء الوعي الجمعي نحو ثقافة معاصرة، اقام الملتقى الفلسفي أمسية حملت عنوان (ثقافة تحليل الخطاب الطبي : الفنومنولوجية كعلاج ) والتي حاضر فيها الدكتور طارق الباحث في الفلسفة وعميد كلية طب الاسنان بجامعة كربلاء وقدمها الدكتور سليم.
الباحث الدكتور طارق بين ان ثقافة الخطاب تحتاج الى عدة عوامل مهمة مثلما هي تتفرع الى فروع عديدة في خصوصية الخطاب ذاته كونه خطابا متفرعا ومتشابكا وله علاقات شاسعة من كل نواحي الفلسفة والحياة بما فيها الثقافة الصحية..واضاف ان الخطاب الصحي يعني ثقافة متبادلة بين الطبيب والمريض التي تنتابها السخرية في بعض الاحيان وعنف رمزي وجسدي في احيان اخرى.. ويوضح ان الطب في جوهره رسالة روحية وتلبية لنداء أخلاقي قبل ان يكون وسيلة لكسب المال والرفاهية المادية . ويبين ان المشكلة في ثقافة الطب او الخطاب الطبي حدثت عندما تحول الطب الى تجارة وتحول المريض الى زبون ممكن التفاوض معه حول تكلفة عملية يمكن ان يفقد حياته اذا لم يجرِها وهي كمشكلة عالمية. ويتساءل طارق من اين نبدأ ؟ من الخطاب، اللغة , الاسماء وماذا يقصد بكلمة خطاب ؟. ويجيب ان كلمة خطاب يقصد بها على المستوى اللغوي كل كلام تجاوز الجملة الواحدة سواء كان مكتوبا او ملفوظا . لكن ما يهمنا هو استخدام ميشيل فوكو لهذه الكلمة في اركيولوجيا المعرفة ومحاضرته عن نظام الخطاب في تجاوز هذا الفهم المحدود الى اعتبار الخطاب شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تبرز فيها الكيفية التي ينتج فيها الكلام (الاسماء بالمفهوم القرآني الفنومنولوجي) كخطاب ينطوي على الهيمنة فهي تعمل كشفرات ثقافية.. ويمضي بقوله ان فوكو يشير في كتابه الى نظام الخطاب والدور الواعي الذي يمارسه أصحاب الحقول المعرفية والمهنية والتي تحدد أهلية المتحدث وصحة خطابه ومشروعيته .وان عملية انتاج الخطاب وتوزيعه ليست عملية بريئة كما يبدو للمتلقي البسيط بل هي جزء من اليات ممارسة السلطة الدينية او العلمية او السياسية , الهدف من الخطاب هو التحكم بالسلوك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديني والعلمي للمحافظة على هرمية السلطة الموجودة .ويعود ليتساءل.. ماذا نعني بالخطاب الطبي ؟ويجيب انه المسؤول عن انتاج هوية الطبيب والوعي الطبي الذي يحدد مسبقا من خلال افق التوقعات حدود التأويل والفهم لديه.. والخطاب يعمل كمصفى يحجب عالم الحياة (السياق الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي ) بهدف الالتحام مع افق الجسد المريض وليس المريض نفسه.. ويلفت الانتباه الى اسئلة أخرى..من هو المسؤول عن انتاج الخطاب الطبي ؟ ماهو سبب هذه الازمة الطبية ؟ من هوالجاني ؟. ويقول ان رينيه قدم خدمة كبيرة للفكر البشري لكن لكل جواد كبوة , لم يستطع تجاوز ثنائية الذات الموضوع وثنائية الروح والجسد , لذلك اختار ان يصنع بينهما برزخا لا يبغيان..