TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ندوة الكارت الأحمر !

ندوة الكارت الأحمر !

نشر في: 28 أغسطس, 2016: 09:01 م

لم تكن صورة حال الرياضة العراقية أكثر وضوحاً مثلما هي الآن بعد أن تجسّدت ملامحها ورسمت قيادتها خطوط الأُطر والضوابط التي تحكمها وتتحكم في مصيرها لتنتج كائناً عقيماً لا يقوى على ولادة إنجاز حقيقي في الحاضر أو في المستقبل.
حديث رئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي في الندوة الحوارية التي أقامها المركز الوطني للرياضة والشباب وأمام نخبة من الخبراء والإعلاميين حول المشاركة العراقية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 خرج عن المفهوم العام لسلطة التخطيط والتنسيق والقرار لمركز القيادة واتجه نحو تحميل المسؤولية للاتحادات المنضوية تحت خيمة الأولمبية بعد أن وجّه انتقادات صريحة لها  تتعلق بسوء إدارة الأموال وتوجيهها نحو أهدافها اضافة الى فوضى إعداد الرياضيين بشكل علمي للدخول في منافسات المحفل الدولي قبل أن يُرفع الكارت الأحمر بوجه كل مَن يُطالب في تنحي المكتب التنفيذي كجهة مسؤولة بعد الإخفاق الكبير بعد أن ذهب باتجاه التمسك بنتائج الانتخابات كما هو متوقع مع إشارات ضمنية تذكرية بقوة مساندة اللجنة الدولية ضد أية محاولة لعزلهم.
لقد فات على رئيس اللجنة الأولمبية الكثير من الوقائع التي سبقت المشاركة العراقية في الأولمبياد بدءاً من المشاركة الفاشلة عام 2012 في أولمبياد لندن عندما بحث مع اللجنة الأولمبية الدولية وبعض أقرانه من دول العالم وسائل تأهيل رياضيينا الى أولمبياد البرازيل مع وعود بمشاركة أكثر فاعلية. وحينها ايضا وجّه اللوم الى الاتحادات وهو السيناريو ذاته الذي يُعاد الآن من دون أن نلمس اجراءً علمياً أو محاسبة يمكن أن تغيّر من نهج وفكر تلك الاتحادات وتؤسس الى سياق منظم يحكم عملية تطوير وبناء وتوجيه الإنفاق نحو خدمة الرياضيين وتأهيلهم بدلاً من زيادة دخل موظفيها كما أشار الى ذلك صراحة.
إن عملية تشخيص أسباب الإخفاق تهدف كما هو معروف الى ايجاد الحلول للمعالجة وتجاوز الأخطاء وليس إيجاد التبريرات أو رمي كرة المسؤولية في احضان أفراد أو اتحاد معين طالما أن المؤسسة الرياضية تدار تحت أمرة واحدة  تتولى الإدارة والمراقبة والتوجيه وبالتالي فإن أي خلل إداري أو فساد مالي يظهر في المستويات الأدنى لابد أن تكون اللجنة الأولمبية هي المعنية به وتتحمل نتائجه وينسحب ذلك على آليات إعداد الرياضيين وتأهيلهم للأولمبياد التي من المفترض أن تكون قد تمت وفق منهاج مدروس وتحت انظار اللجنة الفنية التي منحت موافقتها على كل الفقرات التي وردت به ، ولا نعرف سبب استغراب حمودي من طريقة إعداد الملاكم وحيد عبدالرضا وتغيير مدربه قبل دخوله المنافسة هل هو تأكيد على عدم اطلاعه أو درايته هو أو لجانه بما يجري أم أنه اعلان بوجود تفرّد وتحكّم من قبل الاتحادات، وتعمل خارج سلطته؟  إن كل ما أشار إليه رئيس اللجنة الأولمبية لا يخرح عن حدود فضح ما هو مُعلن ومُشخّص من قبل الخبراء والإعلاميين لكنه بالوقت ذاته قد يكون مفيداً لتطَّلع عليه الجماهير الرياضية التي تحمّلت وحدها مرارة الاخفاق والشعور بخيبة الأمل وتتجه نحو الضغط على الهيئة العامة في المطالبة بالخروج من دوامة العلاقات والصفقات في اختيار الملاكات القيادية التي تتصدى لمهمة إدارة الرياضة العراقية من دون ان تمنحها السند القانوني للتمسك بمناصبها لسنين طوال تحت ذريعة الانتخابات!
باختصار .. لا يمكن أن نمنح الأمل في امكانية النهوض بالواقع الرياضي لسنين قادمة طالما أن الأفكار والأدوات التي تتحكم بها لا تمتلك العناصر الرئيسة في إحداث تغيير جوهري في تسلّط شخوص وأسماء تفرض سيطرتها على المناصب من دون أن تأبه لنتائج عملها او تحترم مفهوم العملية الانتخابية التي جاءت بهم!
ليس هناك اكثر من دليل قاطع يؤكد ما ذهبنا اليه وما ُطرح في الندوة الحوارية وهو رفض تحمّل المسؤولية والاستقالة برغم المجاهرة بأخطاء وهدر الأموال وتقصير الاتحادات التي هي من صُلب ونسل اللجنة الأولمبية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram