وسائل إعلام عربية، اعتادت تناول الملف العراقي من جانبه المظلم بتسليط الضوء على المشاجرات والمشادات الكلامية داخل مجلس النواب بهدف نقل صورة الى الرأي العام تعكس واقع العملية السياسية والتجربة الديمقراطية . ولذلك فإن هناك من يعتقد بأن نصب حلبة مصارعة زورخانة تحت قبة البرلمان من الأمور الطبيعية جدا ، تحصل في كل برلمانات دول العالم ، مع اصرار على تجاهل الفرق الشاسع بين الديمقراطية في الغرب ونسختها العراقية .
جبهة الاصلاح تشكلت ،طبقا لتصريحات اعضائها، لغرض تحقيق الاصلاحات تلبية لمطالب الشعب العراقي . ومنذ انبثاق الجبهة خاض بعض اعضائها مشاجرات مع زملائهم في الكتل النيابية الاخرى استنادا الى قاعدة العمل الاستباقي لإفشال مخططات الخصوم .
من المتوقع ،في ظل الاجواء السياسية السائدة، أن يشهد مجلس النواب جولات بمصارعة الزورخانة والقوي يأكل الضعيف ، دفاعا عن موقف سياسي ، لكن ما يخشاه العراقيون دخول العنصر النسوي في المصارعة بعيدا عن قواعد اللعبة باستخدام اسلحة الكفش والتخرمش ثم تنتقل المشاهد الى مواقع التواصل من خلال تصويرها بهواتف بعض الأعضاء.
من الضروري جدا أن تلتفت رئاسة المجلس إلى معالجة احتمال تسريب مشاهد المصارعة النسوية المرتقبة بمنع النواب من إدخال هواتفهم ، وتجريدهم من الحزم خشية استخدامها في المشاجرات ، وتوقيع عقد مع شركة أمنية تكلف بمهمة مراقبة تحركات الأعضاء ، ورصد ردود أفعالهم أثناء قراءة بيانات تثير غضب هذه الكتلة ، وارتياح أخرى ، وفي حال تعذر الاستعانة بخدمات شركة أمنية أجنبية ، لابد من تقديم كتاب عاجل إلى وزارة الداخلية لاستقدام فصيل أو أكثر من شرطة مكافحة الشغب لتكون في قاعة البرلمان أثناء انعقاد الجلسات ، ليتولوا حماية حلبة البرلمان خشية اتساعها وامتدادها نحو المنطقة الخضراء ، لأن الأجواء الحالية بما تشهده من توتر قد تشعل فتيل كارثة محتملة ، خصوصا أن بعض القادة السياسيين يراهنون اليوم على كتلة الزورخانة النيابية لتسوية خلافاتهم مع خصومهم، استعدادا لخوض الانتخابات المحلية المقبلة ، فيما أخذت التصريحات طابع التصعيد وتبادل الاتهامات ، وكل طرف يدعي انه يدافع عن المصالح الوطنية ، وتلبية مطالب الشعب "المسطور" نتيجة الضربات المتلاحقة على يافوخه من الأداء السياسي.
كتلة الزورخانة النيابية تلقت أوامر من قادة سياسيين فقدوا مناصبهم في الدولة في اول "حزمة إصلاحية" لاستعادة امجادهم او لتحقيق حضورهم في المشهد، اعدوا برنامجا للمرحلة بجعل البرلمان ميدان صراع ، فأمروا نوابهم بحمل بوكسات الحديد وارتداء احزمة من الجلد الطبيعي تستخدم وقت الحاجة ، اما الاوامر الموجهة للعنصر النسوي فاقتصرت على الدخول في دورة سريعة لإجادة فن الكفش والتخرمش ، ولا ضير من تعلم مبادئ الكاراتيه والفنون القتالية الاخرى في لحظة الشروع بالصولة ضد كتلة نيابية اخترقت الدستور والنظام الداخلي للبرلمان.
"كتلة الزورخانة النيابية" مسلسل جديد سيعيد إحياء الدراما العراقية ، بثت حلقته الاولى شاشات الفضائيات العربية ، اللهم شرهم على الحبل .
كتلة "الزورخانة" النيابية
[post-views]
نشر في: 29 أغسطس, 2016: 09:01 م