اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أيّ مصلحة في دعوة الحوثيين؟

أيّ مصلحة في دعوة الحوثيين؟

نشر في: 31 أغسطس, 2016: 06:45 م

أبحث عن حكمة صغرى، وأبحث عن مصلحة دنيا، وأبحث عن فائدة متناهية الضآلة، توخّاها الذين وجّهوا دعوة رسمية إلى وفد من جماعة الحوثي اليمنية لزيارة بغداد وتنظيم لقاءات مع مسؤولين كبار.. أبحث ولا أجد.
لم نكن يوماً على عداوة مع اليمن، ولسنا الآن في خصومة أو منافسة أو مزاحمة أو صراع مع النظام اليمني الحالي. وهذا النظام الذي قام على أنقاض نظام علي عبد الله صالح إثر واحدة من ثورات الربيع العربي الناجحة، لم يبدر منه في أي يوم ما ينمّ عن تدخّل في شؤوننا الداخلية أو تأييد لفظي أو دعم مادي لقوى الإرهاب التي تكدّر علينا حياتنا، فما الحكمة وما المصلحة وما الفائدة في تصرّفنا هذا حيال هذا البلد الممتحن هوالآخر بإرهاب داعش والقاعدة وسواهما؟.. هل كثير في حقّ هذا التصرف أن ننعته بأنه غير ملائم وغير مناسب؟ بل إنه يبدو من زاوية معينة أخرق لأنه يجلب لنا عداوة دولة عربية من دون مبرّر أو مسوّغ ونحن في حال أقل ما تتطلبه ألا نستعدي حتى دولة بوركينا فاسو الكائنة في مجاهل أفريقيا وصحرائها الكبرى.
أقمنا الدنيا ولم نقعدها وأزبدنا وأرعدنا منذ ثلاثة أشهر ،لأن جهة فرنسية غير رسمية سهّلت لمعارضين لـ "نظامنا" عقد اجتماع لهم في العاصمة الفرنسية باريس، فما بالنا ننهى عن خلق ونأتي أسوأ منه؟ الحوثيون ليسوا طرفاً رئيساً في الصراع الدموي في اليمن حسب، بل هم زيادة على ذلك متحالفون مع "صدام الصغير"، وهذا هو اللقب الذي منحه اليمنيون للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي خلعته ثورة الربيع اليمني (2011 – 2012) منذ أن كان في الحكم، فصالح كان تلميذاً نجيباً لصدام حسين.
لو كانت دعوة الوفد الحوثي في إطار مبادرة متكاملة لـ"نظامنا" تهدف إلى السعى للتقريب بين طرفي الصراع في اليمن، بالتوازي مع دعوة مماثلة تُوجّه الى وفد حكومي يمني، لكنّا صفّقنا لذلك مثلما صفق الجميع في المشارق والمغارب لمبادرة طيبة لجيراننا الكويتيين الذين ضيّفوا على مدى أسابيع مباحثات مباشرة بين وفدين يمنيين، حكومي وحوثي، مع أن الكويت جزء من "التحالف العربي" الذي يخوض الحرب إلى جانب الحكومة اليمنية ضد تحالف الحوثيين – صالح.
مبادرة من النوع الكويتي هي التي يمكن أن يكون لها مردود إيجابي، إن لجهة المساعي الرامية لوقف الحرب في اليمن أو لجهة تأمين مصالح الدولة وشعبها، أما "مبادرتنا" فلا حكمة ولو صغرى، ولا مصلحة ولو دنيا، ولا فائدة ضئيلة مرتجاة منها لنا أو لليمن.إنها فقط تستعدي الكثير من اليمنيين علينا وتضرّ بمصالح دولتنا وشعبنا، وإنها فقط في مصلحة وفائدة من يقول إن "نظامنا" تحرّكه العصا الإيرانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. سعيد فرحان

    إن نظامنا تحرّكه العصا الإيرانية. ويقال والله اعلم ان لمسؤلينا ذيول تبان قليلا عندما يكونون ركعاً لتقبيل يد الولي الفقيه .

  2. ام رشا

    استاذ عدنان هم جاءوا يطلبون من الحكومة العتيدة مساعدات مالية او تزويدهم بمقاتلين او الاثنين معا على ان يسلموا الحكومه العراقيه مجموعة من الضباط العراقيين اصحاب رتب عالية وممن شاركوا بالحرب العراقية الايرانية لجؤا الى اليمن بعد الغزو والجماعه ماصدگوا يل

  3. أبو أثير

    دعوة الحوثيين لزيارة العراق وألألتقاء بوزير الخارجية والمسؤلين السياسيين جاءت بأمر وتوجيه من الجارة المسلمة أيران ... ويعتبر هذا التوجيه من الجارة أيران كغيره من ألأوامر التي تأتي من طهران يجب تنفيذه بأدق تفاصيله ...وهذه ليست المرة ألأولى التي توجه الخارج

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram