أستمع إلى ما يقوله رئيس الوزراء حيدر العبادي عن الفقرة التي أضافها أعضاء "كرام" في مجلس النواب تبيح أطلاق سراح عصابات الخطف،، وأقرأ في "صوت من المنفى" مذكرات المفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد، الذي تعرض بسبب كتاباته التنويرية الى محكمة تفتيش هددت حياته ودفعته للهروب الى المنفى، لم يكن نصر أبو زيد خارجاً على الإسلام، كما اتهمه قناصة التفكير، لكنه رفض أن يستبدل الولاء الوطني بالولاء العقائدي أو المذهبي.
حديث العبادي عن إصرار ممثلي الشعب على مساعدة عصابات الجريمة المنظمة، لكي تنال حريتها جعلني، أشعر بانقباض خانق. على الرغم من معرفتي، أنها حقيقة نعيشها منذ سنوات، حيث اتحدت السياسة بعصابات الجريمة المنظمة .
هل يمكن لمثل هكذا مجلس أن يكون ممثلا لشعب قدم مئات الآلاف من الضحايا، من اجل أن يعيش بأمان واستقرار .
وكنتُ أنوي أن أكتب عن مذكرات أبو زيد، لكن خفتُ أن يقول لي قارئ كريم، أن الاوضاع لاتتحمل غير الحديث عن ما يجري للوطن، الذي اكتشفنا أنه في الخانة مماقبل الأخيرة في تفكير العديد من ساستنا، فهو يأتي بعد العشيرة والمذهب والطائفة، منذ عام 2005 ونحن منقسمون على كل شيء، لكننا نذهب –بحزم- كل أربع سنوات الى صناديق الاقتراع، لكي ننتخب "جماعتنا"، لأنهم بارعون في تثبيت دول الطوائف.
ثار غضب معظم ساستنا من لافتات رُفعت في التظاهرات تطالب بإرساء أسس دولة مدنية، وتتهم الاحزاب الحاكمة بأنها تقف وراء خراب العراق وهذا ليس سرّاً، وإنما الخراب والقتل على الهوية وسرقة أموال الدولة ونشر الطائفية وتشجيع المحاصصة، قاعدة معمول بها منذ أكثر من عشر سنوات، وانتخاب جماعتنا مبدأ يراد له ان يترسخ، وإلا ما معنى ان يخرج علينا القيادي في المجلس الأعلى السيد صدر الدين القبانجي، ليطالبنا بأن نذهب الى الانتخابات من أجل نصرة الدين، مؤكدا ان الذهاب الى الانتخابات والتصويت لـ "جماعتنا" يقرّبنا من الله تعالى، وبعسكه فنحن حتما من الخاسرين.
والآن ياسيدي دعني أسألك سؤالا: ماذا يحدث لو أنني لم أذهب لأنتخب هذه الوجوه ؟ لماذا تريدني ان اقع في غرام ساسة بضاعتهم قديمة وبالية، ولا تناسب مطالب العراقيين بالعدالة الاجتماعية وبالإصلاح السياسي، هل المواطن المسكين الذي لايريد ان ينتخب هذه الوجوه المستهلكة سيكون بعيدا عن رحمة الله وعنايته ومغفرته؟
ماذا يحدث ياسيدي الخطيب، لو أننا اختلفنا مع هذه القوى السياسية؟ هل نختلف مع الله؟ هكذا أفهم أنا المواطن الذي تريدون أن تلعبوا على مشاعره الدينية وتمنعوه من التفكير، إنها ياسيدي محاولة لاستخدام الدين لمنع الناس من نصرة وطنهم.
ياسيدي الخطيب.. وماذا عن نصرة الوطن؟!
[post-views]
نشر في: 31 أغسطس, 2016: 04:12 م
جميع التعليقات 1
بغداد
استاذ علي حسين بارك الله بك على هذا المقال لقد أصبت الحقيقة وأخرست هذا خطيب المجلس الأدنى التابع لحكومة فيشي الفاشية جمهورية محاكم التفتيش التي هدمت العراق وحضارته وبنت له السجون السرية والعلنية واخترعت له افضع وأشرس وسائل للقمع والأبادة والتعذيب هؤلاء ال