"كامل شياع صاحب مشروع ثقافي تقدمي، هو مشروع المثقفين الديمقراطيين، الطامحين الى اقامة عراق عصري" هكذا عرّف وزير الثقافة السابق مفيد الجزائري المفكر الراحل كامل شياع في كلمته التي قدمها في الحفل الاستذكاري الذي اقيم بمناسبة ذكرى رحيله، مطالبا بالاقتصا
"كامل شياع صاحب مشروع ثقافي تقدمي، هو مشروع المثقفين الديمقراطيين، الطامحين الى اقامة عراق عصري" هكذا عرّف وزير الثقافة السابق مفيد الجزائري المفكر الراحل كامل شياع في كلمته التي قدمها في الحفل الاستذكاري الذي اقيم بمناسبة ذكرى رحيله، مطالبا بالاقتصاص ممن هدروا دمه ظلما، مؤكدا "اننا سنبقى نصون هذه الذكرى بالعودة الى مشروعه الثقافي والعمل على احيائه".
فقد اقامت دار الثقافة والنشر الكردية في وزارة الثقافة، حفلا استذكاريا بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيله، صباح 1/9/2016 في قاعة منتدى بيتنا الثقافي. حاضر فيها كل من وزير الثقافة السابق مفيد الجزائري، والكاتب رضا الظاهر.
فيما استهل الجلسة وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي مدير عام دار الثقافة والنشر الكردية وكالة قائلا (ان كامل شياع مثقف استثنائي متمرد تغييري.. لأنه جاء في زمن التخاذل والطائفية الدينية والمناطقية لكنه لم ينتم الا للعراق، واختار ان يمتد فكره افقيا على مستوى الوطن بكل تضاريسه، بعيدا عن اي انتماء حزبي او مناطقي)، مضيفا ان اغتياله هو اغتيال المشروع الثقافي المعاصر.
اما مفيد الجزائري فقد تناول في ورقته حيثيات العمل المشترك بينه كوزير ثقافة وبين كامل شياع كمدير لدائرة العلاقات الثقافية العامة اولا ومن ثم مستشار ثقافي في الوزارة، بعد عام 2003. مشيرا الى الجهد المشترك، وما كشف عنه من رؤى متماثلة بينهما في شأن مستقبل وزارة الثقافة. كما تناول مشروع اطلاق النهضة الثقافية الضرورية من خلال مشاركة المثقفين انفسهم، ومنتجي الثقافة بنحو خاص. فكان تحقيق ذلك من خلال المؤتمر الاول الذي ساهم فيه مايزيد على خمسمائة من المثقفين العراقيين في الداخل والخارج الذي رسم السكة التي يتوجب السير عليها في مجال الثقافة.
اما رضا الظاهر، الذي آثر الحديث عن كامل شياع كصديق مقرب، فقد بدأت ورقته بأبيات شعرية ترثي الفقيد، ثم تناول احاديث الهم الثقافي، ومشاريع كانوا يحلمون في تحقيقها، قبل ان تغتاله رصاصة كاتم ظلامي.
كما تناول بعض ماكتبه كامل شياع في مقاله (عودة من المنفى) باعتباره نموذجا في الكتابة الابداعية من حيث المنهجية الفكرية والفنية، قائلا (عرف كامل قاتله عندما قال في مقاله هذا "اعلم انني قد اكون هدفا لقتلة لا اعرفهم ولا اظنهم يبغون ثأرا شخصيا مني، واعلم انني اخشى بغريزتي الانسانية لحظة الموت حين تأتي بالطريقة الشنيعة التي تأتي بها).
اما فلاح حسن شاكر مدير عام دائرة العلاقات الثقافية فقد قال في مداخلة (اذا اردنا التكلم عن رمزٍ للظلامية، فأن الرمزية في اغتيال المفكر كامل شياع، ذلك الرجل الوديع الراهب بما يحمل من اخلاقيات سامية ومشاريع تنويرية، لايمكن ان يمثل تهديدا لأي جهة، بل على العكس، فما وصلنا اليه اليوم، كان بسبب تصفية هذه الشخصيات وهذه العقول، فهو وطني بطروحاته وبأفكاره وبمشروعه الثقافي).
فيما كتب عنه صديقه الشاعر طارق حسين تحت عنوان "في ذكرى محاولة إغتياله فكريا لن يموت كامل شياع": (الذي أراد لك الموت، مات من قبلك، ولم يعد له أثر يذكر، أما أنت.. ستبقى حيا بيننا، وها نحن نحتفي بك، ونأسف لموته، قبل أن يدرك خطيئته الكبرى)
السيد وكيل وزير الثقافة والسياحة والآثار
مدير عام دار الثقافة والنشر الكردية المحترم
تحية
وإذ نشكر مبادرتكم لتنظيم حفل استذكاري بمناسبة الذكرى الثامنة لإغتيال المفكر ومستشار وزارة الثقافة كامل شياع. نرى ان دعوتكم بدت في غير محلها، إذ ما زال يحز في النفس ان وزارتكم الموقرة لم تنع مستشارها الثقافي غداة إغتياله وصمتت طيلة ثمان سنوات في مُطالبة ومتابعة وزارة الداخلية والجهات الأمنية بفتح تحقيق شفاف وجاد يكشف النقاب عن قتلة أحد أنزه وأنبل موظفيها سيرة ومن يقف وراء هذه الفعلة الخسيسة. وبقدر إستغرابنا من هذا الحفل وتوقيته والغاية منه، في وقت نشهد عزوفاً عاماً من قبل المثقفين الحقيقين في التعاطي مع وزارتكم، ويجري التطاول على رموز ثقافتنا العراقية بمختلف أشكالها وتجلياتها التعبيرية الحديثة وكان أخرها صمت وزارتكم المريب تجاه إزالة نصب الفنان الكبير جواد سليم من أمام صالة كولبنكيان للفنون. صحيح ان المفكر كامل شياع غدا شخصية عامة، إلا إننا نقول وبصراحة عالية لا نريد لذكرى إغتيال أبننا المفكر كامل شياع ان تجير لحساب برنامج وزارتكم مهما كانت المبررات والحجج، خصوصاً في هذا الوقت العصيب الذي يمر به بلدنا العراق. بل نريد أقوالاً مقرونة بافعال تتبناها الوزارة في تفعيل مقررات مؤتمر المثقفيين وتوصياته المركونة منذ زمن نوري الراوي، والسعي الجاد في مفاتحة الجهات المعنية كتابياً للوقوف على حقيقة إغتياله وهذا برأينا أفضل تكريم وإستذكار لأبن العراق البار كامل شياع.
مع المودة
فيصل عبدالله
شقيق المغدور كامل شياع










