اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > على رُفات ضحايا الكرادة.. معرض تشكيلي

على رُفات ضحايا الكرادة.. معرض تشكيلي

نشر في: 3 سبتمبر, 2016: 12:01 ص

بقايا هيكل بناية مجمع الليث في منطقة الكرادة المحترق، تحمل خلف تلك الجدران المُتآكلة السوداء وجوهاً شاخصة لشباب وفتيات بعمر الزهور، وصوت أطفال يصرخون راجين الخروج من بين تلك الجدران التي تحبس أرواحهم. عند دخولي هذا المكان تجرّدتُ من كوني صحفية جاءت ل

بقايا هيكل بناية مجمع الليث في منطقة الكرادة المحترق، تحمل خلف تلك الجدران المُتآكلة السوداء وجوهاً شاخصة لشباب وفتيات بعمر الزهور، وصوت أطفال يصرخون راجين الخروج من بين تلك الجدران التي تحبس أرواحهم. عند دخولي هذا المكان تجرّدتُ من كوني صحفية جاءت لتأدية مهمتها، وتساءلت كيف تجرأت الحضور إلى هنا والوقوف على رفات تلك الاجساد؟ وأيّة وقاحة يتمتع بها البشريون ليقيموا معرضاً تشكيلياً في هذا المكان؟ تُرانا تعودنا الصعود على جثث الضحايا لإبراز عضلاتنا؟ كما تعود ساستنا إعلان تعاطفهم مع عوائل الضحايا كذباً؟ تذكرت هنا أن " كلٌ يبكي على ليلاه " فأنا ابحث عن قصة صحفية وتقرير أبرز به قدراتي، والفنانون والشعراء والادباء والرسامون يبحثون عن موضوعة يبرزون بها قدراتهم في الرثاء والرقص حزناً، والسياسي يبحث عن طريقة للوصول بها إلى قلوب الناس من خلال وجعهم، والنشطاء المدنيون يبحثون عن موضوعة يبينون من خلالها أنهم متعاطفون، ومتسامحون، وحاضرون في كل مأتم وأزمة من خلال زهورهم وشموعهم المشتعلة رياءً، لكننا لم نتساءل أبداً عمّا يبحث عنه الأموات؟ وأيتامهم، وأمهاتهم الثكالى وأراملهم؟ عمّن يبحثون غير بقايا الذاكرة والتراب الذي غمرهم؟.
الآن سأتخلى عن إنسانيتي وأقدم تقريراً حول معرض الكرادة التشكيلي، والذي يحمل عنوان "karada exhibition  "  والذي قدمته مجموعة من الفنانين التشكليين العراقيين ومن بينهم أسماء كبيرة في مجال الفن التشكيلي، وذلك مساء يوم السبت الفائت في موقع انفجار الكرادة.
بعض الفنانين رمزوا فيما قدموه للحياة الذاهبة من خلال أشياء تمثل الحياة بالنسبة لهم، يقول الفنان التشكيلي محمد مسير "عملي يتضمن ثلاث أجزاء، الجزء الاول منه مرسوم وهو تركيب، والاجزاء الاخرى مضافة، وكل الاشياء المضافة مأخوذة من المكان لتتوافق مع الرؤيا لأن فكرة العمل جاءت من دخولي للمكان." مؤكداً " لقد أشرت للسلم لأن الناس في هذا القبو كان هدفهم هو السلم الذي يعدّ بمثابة قارب النجاة بالنسبة لهم، وهم لم يهرولوا نحوه بأرجلهم بل توجهوا إليه بأرواحهم ."
وأضاف مسير " أضفت الدراجة المحطمة، لاني أعدها رمزاً للحياة، ولكنها الان ساكنة محطمة وهذا يعني أن الموت مداهم هذا المكان بما فيه من اشخاص."
ويشير مسير أن "المعرض تضمن مشاركة مجموعة فنانين بصريين، بالاضافة الى عمل الرسم الذي نقوّم به الفكرة، ونحن نحاول أن ندين الارهاب بطريقة فنية." مؤكداً " أن إنطلاق الفكرة بدأت في بغداد وستستمر إلى دول مختلفة من العالم فنحن نحاول ان ننقل هذا المعرض لكل انحاء العالم  ليكون ظاهرة فنية ضد الارهاب."
بعض الفنانين وجدوا أن الكلمات والعروض غير كافية لمناقشة المأساة، ذلك أنها أكبر من أن نصفها بقصيدة أو لوحة، أو عرض تمثيلي، يذكر التشكيلي هادي ماهود قائلاً "حين طُرحت الفكرة كان لايوجد اي عمل يوازي حجم الكارثة التي حصلت لهذا وصفتها بجملة " لاتعليق " وكتبتها بأكثر من 23 لغة عالمية، وأضفت رمز التابوت الذي يحتوي أجساد  الموتى لتبقى أرواحهم تطوف المكان،اشتغلت بالعمل مُضيفاً بصمات لأيدي الراحلين على الجدران هذه تمثل رغبة بالتمسك بالحياة." 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram