الزمان : العام 1980المكان : مستشفى سانت-آن النفسي في باريس قبل أسابيع ،جيء الى المصحة برجل أثار الجدل كثيراً في المحاكم ، فقد صحا ذات يوم ليجد نفسه يخنق زوجته حتى الموت ، لم يكن هناك شهود على الواقعة ، قال في مركز الشرطة انه لا يعرف لماذا
الزمان : العام 1980
المكان : مستشفى سانت-آن النفسي في باريس
قبل أسابيع ،جيء الى المصحة برجل أثار الجدل كثيراً في المحاكم ، فقد صحا ذات يوم ليجد نفسه يخنق زوجته حتى الموت ، لم يكن هناك شهود على الواقعة ، قال في مركز الشرطة انه لا يعرف لماذا قام بهذا الفعل ، لكنه اكتشف ان حياتهما لايمكن ان تستمر فهي مثل "فائض القيمة" الذي تحدث عنه ماركس . ضابط الشرطة وهو يستمع اليه ، أيقن أن الرجل مجنون حتماً ، فهو يهذي بمصطلحات غير مفهومة ، ولهذا طالب بعرضه على لجنة طبية قررت ان تودعه مصحة نفسية ، كان الأطباء ينظرون اليه باعتباره عبقرياً بعد ان تعرفوا على سيرته الذاتية ، فيما المرضى يسخرون من ترديده لكلمات مثل البنيوية والماركسية والتحليل النفسي. كان هذا المريض هو لوي ألتوسير ، صاحب أشهر قراءة حديثة لكتاب ماركس "رأس المال " .
في العام 1950 يسأل الطالب ميشيل فوكو أستاذه لوي التوسير عن كتاب رأس المال ، وهل يرى انه مايزال يصلح لهذا العصر ، بعد ان خرجت البشرية من حرب مدمرة ؟ هذا السؤال ظل يدور بذهن الأستاذ لخمسة عشر عاماً كاملة ، تفرع خلالها لمراجعة كتاب رأس المال ودراسته دراسة دقيقة ليصدر عام 1965 مؤلفاً يحدث ضجة كبيرة "قراءة رأس المال"، اتُهم من خلاله بأنه يريد تحريف أفكار ماركس. وتصدى له غارودي الذي قال ان التوسير يريد ان يحصل على الشهرة من خلال مشاكسة ماركس ، فيما كتب سارتر في "الأزمنة الحديثة" ان صاحب هذه القراءة يريد ان يغازل البنيوية على حساب أفكار ماركس الأساسية. ويضيف سارتر ان التوسير يخلط بين التحليل النفسي والتحليل الثقافي للظواهر ، لم يرُد التوسير على الحملة ولا على قرار طرده من الحزب الشيوعي ، فهو كان مهتماً بالدرجة الأولى بتخليص ماركس من الاشتراكيين الذين لا يرون فيه سوى وجه المنظّر السياسي ، منبهاً الى ان السير في هذا الطريق سيؤدي الى ضياع ماركس الحقيقي .. ولهذا يكتب في قراءة رأس المال :"ان العودة الى ماركس فيلسوف التقنية والاقتصاد والاجتماع ، أمر في غاية الإنصاف، لأنه يعيد الاعتبار الحقيقي لهذا المفكر الإنساني الكبير ."
************
العام 1867
في واحدة من ضواحي لندن ، كان أنجلز ينتظر بفارغ الصبر ان يطلع على مسودات الجزء الاول من كتاب رأس المال ، إلا أن صديقه كارل ماركس يناوله بدلا من ذلك رواية بلزاك الشهيرة "التحفة المجهولة" ، ويطلب منه ان يقرأها : "هذه القصة تحفة مفعمة بالسخرية المبهجة أشد البهجة" . الدهشة تسيطر على أنجلز الذي اعتقد ان صديقه الحميم يسخر منه ، فما علاقة بلزاك برأس المال . كانت الرواية تتحدث عن الرسام الشهير "فرينهوفر" الذي يمضي عشر سنوات وهو يعمل على لوحة أراد لها ان تحدث ثورة في الفن ، وحين يسمح أخيراً لأحد زملائه ان يرى اللوحة ، يتعجب هذا الزميل الشاب على الوقت الذي ضيعه فرينهوفر من أجل لوحة هي عبارة عن خليط من الأشكال والألوان العشوائية.
- لاشيء في لوحتي ، صرخ فرينهوفر وهو ينقل ناظريه بين اللوحة وزميله.
- ماذا فعلت؟ قال له الشاب .
- قال بقوة وهو يصرخ : ألا ترى شيئاً فيها ، أيها المهرج أيها الوغد ، من الذين جاءوا بك الى هنا ، هل تريد ان تهزأ بي، قل لي أجبني ، انني صديقك هل أفسدت لوحتي؟
حدّق فرينهوفر في لوحته للحظة ثم راح يترنح:
- لاشيء لاشيء، وقد عملت عشر سنوات. ووقع على الكرسي مجهشاً بالبكاء .
وبحسب ما يكتب أنجلز فيما بعد حول كتاب رأس المال فإن قصة بلزاك تركت أثراً كبيراً على صديقه ماركس ، وكان يتذكرها كلما سأله أحد أن يطلعه على المسودات الأولى لكتابه رأس المال فيرد:
- لا، لا يزال عليّ أن أضع بعض اللمسات الأخيرة ، البارحة خيِّل لي أنني انتهيت منها ، لكن صباح هذا اليوم اكتشفت خطئي.
منذ عام 1846 كان الكتاب قد تأخر أصلاً ، كتب ماركس الى الناشر : "لن أدفعه الى المطبعة قبل أن أضع اللمسات الأخيرة" . وبعد اثنتي عشرة سنة لم يكن الكتاب قد قارب الاكتمال ، وراح يفسِّر للمقرّبين منه سبب هذا التأخير قائلا : "الأمر بسيط لأن المرء ما إن يشرع في تنظيم الموضوعات التي كرّس لها سنوات من البحث والدراسة حتى تأخذه هذه الموضوعات بالكشف عن أوجه جديدة تقتضي مزيداً من التأمل والبحث والدراسة ".
كان كارل ماركس ينظر الى نفسه على أنه شاعر وأديب قبل ان يكون فيلسوفاً، وقد كتب لأنجلز في عام 1856 : "والآن ففيما يتعلق بكتابي الجديد – يقصد رأس المال – سوف أفضي إليك بالحقيقة الواضحة ، مهما تكن العيوب القائمة في الكتاب ، فإن ميزته ستكمن في أنه عمل فني بامتياز ، لقد تطلعت الى الشعراء والروائيين أكثر مما تطلعت الى الفلاسفة والمحللين الاقتصاديين باحثاً لديهم عن تبصرات في دوافع البشر ومصالحهم المادية" . وقد ظل ماركس على اعتقاده بأن لدى الأدباء الكبار تبصرات بالواقع الاجتماعي تتعالى على تحيزاتهم الشخصية ، ويكتب أنجلز في رثاء ماركس :"لم يكن يطمح أن يكتب بحثاً فلسفياً او اقتصادياً تقليدياً ، كان طموحه أكثر جرأة ، أن ينافس كبار الأدباء" . ويصف التوسير كتاب رأس المال بأنه واحد من الأعمال الأدبية الفريدة ويضع ماركس الى جانب بتهوفن وتولستوي وديستويفسكي وغويا وأبسن ونيتشه ممن صنعوا لهذا العالم قدراً كبيراً من الرأسمال الروحي الذي مانزال نعتاش عليه.
************
العام 1980
استيقظ فجأة من نومه ، جلس على طرف السرير ينظر باتجاه زوجته هيلين التي كانت مستلقية الى جواره ، أخذ يحدق في رقبتها الرقيقة ، لطالما طلبت منه ان يدلكها بهدوء ، مد أصابعه المرتجفة ، أخذ يدلك مقدمة العنق ، تململت في نومها ، لكنها لم تفتح عينيها ، أخذ يحرك أصابعه ناحيتي اليمين واليسار ، ثم بدأ يضغط بقوة ، ارتعش جسدها دون ان يخرج منها صوت ، فتحت عينيها مستغربة ، لكنه ظل مستمراً في التدليك والضغط بقوة على مقدمة الرقبة ، حاولت ان تبعد يديه لكنها عجزت عن الحركة ، فقد كان يضع ركبتيه فوق جسدها ويضغط بقوة اكبر ، لحظات وبدا له الوجه هادئاً وعديم الحركة ، فيما العينان مفتوحتان تحدقان في السقف كمن يبحث عن شيء ، ابتعد عنها قليلاً وأخرج علبة سكائره ليدخن ، ثم نهض ليذهب باتجاه الباب وهو في حالة خوف رهيب ، هل حقاً ماتت هيلين؟ أخذ يسأل نفسه وهو يركض سريعاً باتجاه مدخل العمارة ، استمر بالركض حتى وصل الى البناية المقابلة حيث يسكن الطبيب إيتان ، كان يستشيره كثيراً عندما يصاب بعارض صحي ، مما جعل العلاقة بينهما أشبه بعلاقة الأصدقاء ، صعد الدرجات مسرعاً وهو يصرخ : هيلين تموت.
طرقات شديدة على باب الطبيب الذي ينهض متعباً ، حاول أن لايوقظ زوجته ، لكن أصوات الطرقات تزداد عنفاً ، يذهب مسرعاً باتجاه الباب ظناً منه ان أحداً ما يعاني من حالة صحية حرجة ، يفتح الباب ، فإذا به يفاجأ بصديقه الفيلسوف الذي تتسابق الجامعات على استضافته يصرخ في وجهه : "لقد قتلت زوجتي!" . ذهل الطبيب ، وتصور أن الأمر مجرد خدعة فلسفية يريد جاره ان يمتحنه بها ، لكن أمام صرخات التوسير بدأ سكان العمارة يتوافدون وقد هالهم منظر الفيلسوف وهو يرتدي بيجامة النوم ويصرخ "أخيراً قتلتها". الكثير منهم اعتقدوا ان الرجل يعاني من اضطرابات نفسيه ، فهو دائم الصمت ، لايختلط كثيراً مع الجيران ، في أوقات كثيرة يلاحظونه يعبر الشارع وهو ساهم ، فقد سبق له ان عانى من هول الأسر والسجن إبان الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي لفرنسا ، كانت ثلاث سنوات مريرة وقاسية على نفسيته وجسده وصحته أيضا ، اخذ يصرخ بشدة : لقد خنقت هيلين ، لم يصدق الطبيب وأخذ يحاول تهدئته : "ما تقوله ياصديقي أمر مستحيل"، وأمام إصراره وصراخه يذهبان معاً الى الشقة ، وحين وقفا عند السرير كانت هيلين ماتزال نائمة ، عيناها تحدقان في السقف ، أخذ إيتان يفحص نبضها ثم التفت الى التوسير ليبلغه : "لقد تأخرنا".
- لكن يمكنك إنقاذها، حاول ارجوك ، قال توسير.
- لقد فات الأوان ، قال إيتان ، ثم تناول سماعة الهاتف ليبلغ الشرطة وإدارة الصحة بالأمر.
لم يعد يتذكر بعدها ماذا حصل ، كل شيء يبدو في ذهنه مشوّشاً. يتذكر أن الطبيب إيتان قام بإعطائه حقنة ، فيما دخل الى الشقة عدد من الأشخاص ، كان منظر الكتب التي توزعت على المكتب قرب صورة صغيرة الحجم لكارل ماركس هو آخر ما يتذكره قبل ان يغرق في الظلام ، ليستيقظ في مستشفى للأمراض النفسية.
************
عام 1849 يصل ماركس الى لندن ، كان يبلغ من العمر واحداً وثلاثين عاماً ، متزوج من جيني فون ، ابنة موظف ، بقيت معه لنحو أربعين عاماً شريكته الوفيّة تقاسمه فترات الفقر والحرمان وسوء الحظ . لم يعش من أولادهما الستة غير ثلاثة، ومن هؤلاء الثلاثة انتحر اثنان. ومما لاشك فيه ان ثلاث سنوات من الشدائد المتناهية قد لوّنت آراء ماركس، وتعد مسؤولة عن الحدّة والثورية في كتابته. ولم ينقذ أسرة ماركس من الموت الحقيقي جوعاً سوى المساعدات المالية، في كثير من المرات من صديقه فريدريك انجلز. وكان دخل ماركس الوحيد مما يكسبه جنيهاً واحداً في الأسبوع يتسلمه من صحيفة نيويورك تريبيون، وبعض الأجر المتقطع من كتابة بعض الموضوعات القصيرة.
وبرغم البؤس والدائنين الملحّين، والمرض والحاجة، التي أحاطت به ، لكنه كان كعادته ، كان يذهب الى مكتبة المتحف البريطاني لفترات تصل الى ست عشرة ساعة في اليوم، يجمع الكميات الهائلة من المواد لمؤلفهِ الذي سيكون عنوانه "رأس المال". الذي استغرق إعداده أكثر من ثماني عشرة سنة. أما انجلز الذي كان يعيل عائلة ماركس في تلك الأثناء ، فقد يئس من إكمال الكتاب وقال: "اليوم الذي تذهب فيه النسخة الخطّية الى المطبعة، سأسكر حتى الصباح " ، ، واعترف ماركس بانه ذلك الكتاب اللعين كان اشبه بـ "كابوس حقيقي" .
في أواخر عام 1866، أرسلت النسخة الخطية للجزء الأول الى هامبورغ.. وفي أوائل السنة التالية خرج الكتاب المطبوع من المطبعة باللغة الألمانية. ولم تكن هناك ترجمة انكليزية له إلا بعد نحو عشرين عاماً. وأول ترجمة الى لغة اخرى على ضوء أحداث المستقبل – كانت باللغة الروسية في عام 1872.
كان الكتاب يروي التاريخ الاقتصادي للعالم وتاريخ البشرية، وتبعاً لماركس ، هو أولاً قصة استغلال طبقة لأخرى. ففي عصور ما قبل التاريخ، كان هناك مجتمع قبائلي او مجتمع لا طبقي، اما في العصور التاريخية فيقول ماركس: " تكونت الطبقات وصارت جموع السكان البشرية، أولاً عبيداً ثم خدماً للحالة الاقطاعية ، ثم عبيداً بالأجر لايمتلكون شيئاً في العصر الرأسمالي".
اعتقد ماركس ان النتيجة النهائية لنضال الرأسمالي وشغبه هي زيادة الارباح والاحتكار، لأن "احد الرأسماليين يقتل الكثيرين دائما".. تختفي الطبقة المتوسطة عندما يلتهما كبار الرأسماليين ويُقتل الكثيرون دائما". تختفي الطبقة المتوسطة عندما يلتهم كبار الرأسماليين صغارهم، واخيرا تبقى حفنة من كبار الرأسماليين تواجه جموع العصاميين ، وعندما يأتي ذلك الوقت، يجد العصاميون فرصتهم، وتصف احدى فقرات كتاب "رأس المال" الأكثر حيوية والجديرة بالتذاكر، الخطوات المؤدية الى حل المشككلة التي تواجه العمال .. انها الثورة البروليتارية .
لم ينشر في حياة ماركس سوى الجزء الاول من "راس المال " فبعد موته في عام 1883 أخذ أنجلز النسخ الخطية للجزءين الثاني والثالث.
فظهر الجزء الثاني في عام 1885 والثالث في عام 1894 قبل موت انجلز بعام واحد، ويضمان تنقيحات واستعمالات للنظريات الأساسية الخاصة "بتداول رأس المال" و"عملية الانتاج الرأسمالي ككل" .
************
ما إن ذاع خبر القتل وطيلة سنوات، أصبح ألتوسير عنوان حملة صحافية مكثفة، تجمع بين اتهامات ، وتأويلات ، وصف البعض ألتوسير، بأنه مجرم ينتمي لأسوأ الأنواع، معبرين عن امتعاضهم من قتله زوجته اليهودية. ولدواعي ماركسيته، اعتُبر مسؤولاً عن جرائم الغولاغ وضحايا الثورة الثقافية الصينية. أما مناصرو الحركة النسائية، فقد استنكروا هذه اللامبالاة بالضحية. وجهت أيضا إلى ألتوسير تهمة معاداة السامية، وصاحب نزعة ستالينية.
أُودع ألتوسير مصحة “سانت ـ أن ، مستفيداً من القانون الفرنسي الذي ينص على ان لا جريمة ولا جنحة، إذا كان المتهم يعاني مرض نفسي ، وقت ارتكابه الفعل .
في المصح يبدأ بكتابة رسائل الى هيلين ، جُمعت بعد ذلك في كتاب الرسائل تكشف العلاقة بين التوسير وزوجته والهواجس التي تلاحقه.
الثلاثاء، نيسان 1981 منتصف الليل:
عزيزتي هيلين
" سكّين يخترق فؤادي ، مضطرب، لأني أخبرتك بكل ذلك، أردت، أن أخفي عنك تأثيرات الأمر، لكن بدا لي بأنه من الأفضل إحاطتك علماً، بما يسكنني كهاجس: هكذا، أنا، خلال الفترة الحالية. لكن، أحكيه إليك بكيفية، عوض أن تسمح بأخذ مسافة، فقد عبرت بالأحرى عن نفسها بقدر وقوعي في شباك قوة أعتى مني. حقاً، خلف بعض التمظهرات التي أكشف عنها وأعرضها وأتماهى معها، تكمن حالياً قوة تهزمني كثيراً"
كان كتاب "قراءة رأس المال" في البداية قد بني على ندوة حول مخطوطات كارل ماركس أُقيمت في باريس أوائل عام 1965 -نشرت المخطوطات بالعربية 1977- وشارك فيها، إلى جانب ألتوسير وفوكو ، عدد من تلامذة ألتوسير. وهذه الندوة ، كما الكتاب بعد شهور، أثارت صخباً شديداً في الأوساط الماركسية التقليدية، لأن ألتوسير، الساعي يومها الى قراءة كتاب ماركس " راس المال " على ضوء أبعاده الفلسفية والاقتصادية، وربما الاجتماعية ايضاً، كان مهتماً بتخليص ماركس مما سماه بـ التبسيط الذي مارسته الانظمة الشيوعية على افكار ماركس . وعلى ضوء هذا الاهتمام، لم يكن غريباً، ان يحاول ألتوسير ان يجمع بين راسين في الحلال كما كتب غارودي في نقده لكتاب قراءة راس المال ويقصد الجمع بين ماركس وفرويد ، وهي المحاولة التي قال عنها التوسير في مقدمة كتابه انها ، إعادة إحياء ماركس المفكر ، وفرويد صاحب المنهج
كان التوسير يسعى الى تخليص فكر ماركس من كل نزعة مؤدلجة وإعادته الى مركزيته التاريخية . فـكتاب "رأس المال" بالنسبة إليه، ليس كتاباً يبني فكراً ونظاماً بديلين للرأسمالية بل هو كتاب يدرس الرأسمالية نفسها، على ضوء معطيات تاريخها وارتباطها بالمجتمعات التي نمت داخلها .
عندما زاره ميشيل فوكو في مصحته العقلية بسانت آن في ضواحي باريس سأله : هل ما زلت ماركسياً ؟ أجابه ألتوسير: ومن نكون نحن بغير صاحب اللحية الكثّة ؟ لكن ماركس هو الذي ينبذنا دوماً.