TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "كش"

"كش"

نشر في: 3 سبتمبر, 2016: 09:01 م

مع بدء العد التنازلي لحلول موعد إجراء الانتخابات المحلية المقبلة ، سيدخل اللاعبون السياسيون   في جولات صراع، تصل الى ما يعرف بمعركة كسر العظم . مجلس النواب سيتحول الى رقعة شطرنج ، و"كش  وزير" شعار جديد رفعته الكتل النيابية ، لترتيب اوضاعها للمرحلة المقبلة.
خلال الدورات التشريعية السابقة، تراجع الدور الرقابي للبرلمان ، في وقت احتل فيه العراق المرتبة الاولى في قائمة  دول العالم الأكثر فساداً ، فيما عجزت الحكومة بجميع اجهزتها الرقابية والقضائية عن ملاحقة المتورطين بهدر المال العام ، على الرغم من ان الكتل النيابية المتنفذة ، وكبار المسؤولين ، اكدوا امتلاكهم وثائق تدين المتهمين بملفات فساد. رئيس الحكومة السابقة وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ، كان صاحب اول تلويح بفضح مرتكبي جرائم الفساد في اشارة واضحة لتهديد خصومه ، لكنه احتفظ بالملفات الى يوم آخر ، وعلى ذات المنهج سار آخرون على خطى المالكي في عرض ما بحوزتهم من ملفات عبر شاشات الفضائيات ، فخالفوا  القول الشائع  "بدل الكش اكسر رجلها" .
 معركة كسر العظم ، إحدى أدواتها رفع شعار "كش وزير"، وهي تتطلب حصول اللاعبين الكبار على المزيد من  التأييد سواء داخل البرلمان او الشارع لامتلاك قوة حصانية كافية لخوض الماراثون المقبل .المراهنة على الشارع ، مع استمرار التظاهرات الاحتجاجية في بغداد ومحافظات اخرى، اصبحت ورقة خاسرة نتيجة سوء الأداء الحكومي خلال السنوات الماضية ، وابتعاد المرجعية الدينية في النجف عن الخوض في الشأن السياسي، لوصولها الى قناعة تامة ، بأن الطبقة السياسية الحالية ليست مؤهلة  لقيادة البلاد والعباد.
"تعال وغير الحال "، دعوة مفوضية الانتخابات الموجهة للناخبين لتجديد بياناتهم ، لم تحقق بعد استجابة واسعة . الشعور بالإحباط من الأداء السياسي، مصحوباً بخيبة أمل جراء المشاركة في  "الثورة البنفسجية" ، رسخ القناعة لدى العراقيين بأن فرصة التغيير المحتمل باتت مستحيلة ، مادامت اللعبة السياسية لا تخرج عن اطار "كش وزير" والتهديد بفضح ملفات الفساد.
في قرى  جنوب العراق ، قبل دخول السلطات الأمنية الى تلك الأماكن ، ممثلة بشرطي يعتلي صهوة حصان من خيل الشرطة ، كان أبناء القرى يعتمدون على رجل هو "كبير السلف" ، يتولى تسوية خلافاتهم وتنظيم حياتهم . المرحوم "زاير عبد السادة" عرف بحكمته وقراراته الجريئة في  حل المشاكل بأقل الخسائر ، حفاظاً على العلاقات الاجتماعية بين أبناء السلف ،بقدرته على القراءة والكتابة ، واقامة مجلس عزاء في صريفته ايام عاشوراء ، امتلك  قدرة التاثير والزام الجميع بتنفيذ قراراته. في احد الايام شكا له رجال السلف بأن احد الشباب الذي كان يدعي الجنون ، رصدوه يتلصص على صرائفهم ليلاً اثناء نومهم . "السالفة ما ينلبس عليها عكال  يزاير" ، قالها احد الرجال مع تهديد بقتل الشاب . المرحوم زاير عبد السادة حاول التخفيف من غضب الرجال ، وفي جولة ليلية  قُبض على المتلصص متلبساً بالجرم المشهود ، في الصباح غادر الشاب السلف مع والدته  الى قرية اخرى ، بقرار كسر رجل الدجاجة ، وليس بكش  ملك او وزير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram