أهذي بغداد الحلم التي راودتنا صورها البهية في اليقظة والمنام بعد حفنة اْعوام على سقوط النظام ؟
هل كانت أبواب السماء مفتوحة على مصاريعها لتستجيب لدعاء ذاك الكويتي المتضرر من غزو العراق لبلده ، إذ رفع يديه الضارعتين نحو السماء : اللهم اهدمها حجراً على حجر.
………….
هاجس القلق والخوف من السلّابة والقتلة الذي رافقك ينحسر رويدا رويدا ومفارز الشرطة العراقية تتوزع على طول الطريق بصرة - بغداد يخفف السائق من سرعته ويبادر بالسلام ، يرد الشرطي السلام وحين ينقل بصره بين ركاب السيارة ، ولا يجد ما يُريب ، يشير للسائق بمواصلة الرحلة .
يغادرك هاجس الخوف والقلق ، فهل يغادرك هاجس الفجيعة؟ وطريق بصرة- بغداد كصحراء التيه ، قاحلة جرداء ، كما لو ضربها زلزال او حلَّ بسكانها وباء… لا أبنية عالية شاخصة. لا فنادق او عمارات مزدانة شرفاتها بالزهر، والأوجع من هذا كله ، لا بساتين ولا غابات نخيل .. آين آختفت تلك المتاهات الخضراء التي كانت العيون تعب من فيض جمالها ولا ترتوي ؟ بيوت شبه مهدمة ، برك ماء آسنة . باعة يافعون لسجاير ومحارم ورق وقناني عصير ، في عيونهم نظرة مستجدية ، لتشتري ولو قنينة ماء .
في العاصمة ، الوجع أشــد وأمضى ، وسائط النقل العام شبه متوقفة ، حافلات نقل الركاب ضامر عددها شحيح مرورها ، بينما تتفاقم أعداد سيارات التاكسي ، وتتصاعد أجور إستئجارها .
معظم — ربما كل — الهواتف الأرضية ، صارت فعل ماضٍ، حلّت محلها الهواتف النقالة واجور خدماتها تتقافز قفز الأرانب!
البريد ؟ ههه ، صار مجرد ذكرى ، إرسال او تلقي رسالة بريدية غدا أشبه بنكتة قديمة لا تُضحك أحداً . … بعدما اشتكي العراقيون من قلة الصحف وإحتكارها من قبل نفر في السلطة ، صاروا يشتكون من كثرتها وتدني قدراتها الإخبارية والثقافية حتى بلغ عدد الصحف ، رقماً لا يدانيه إلا عدد الكيانات والكتل .
….. هل من مزيد ؟ لا ، فالعيد شاخص على الأبواب ، ينتظر إذناً بالدخول ، فافتحوا له واستقبلوه بما يليق من الحفاوة والترحاب ، فليس بعد تلك الشدائد إلا بشائر الفرج …. صدقوني .
عيدكم مبارك
ابتسم، فالعيد علي الأبواب
[post-views]
نشر في: 4 سبتمبر, 2016: 09:01 م