القص مجال أدبي فني قد يكون شبه مغيب في وقتنا الحاضر، وخصوصاً بعد توجه أغلب الادباء لكتابة الرواية. وحتى القاصين،انتقلوا للروي، باعتباره أدب المستقبل، لم نجد مادة تعنى بأدب القص، وفنونه وتقنياته، لتسهل مهمة بعض القاصين المبتدئين وتكون لهم مرجعاً متجدد
القص مجال أدبي فني قد يكون شبه مغيب في وقتنا الحاضر، وخصوصاً بعد توجه أغلب الادباء لكتابة الرواية. وحتى القاصين،انتقلوا للروي، باعتباره أدب المستقبل، لم نجد مادة تعنى بأدب القص، وفنونه وتقنياته، لتسهل مهمة بعض القاصين المبتدئين وتكون لهم مرجعاً متجدداً، ويضع خلاله المحترفون ملخص معرفتهم القصصية وتجاربهم ليفيدوا من خلالها الاجيال الادبية القادمة.
من خلال مجلة " فضاءات " الفصلية والمعنية بشؤون القصص وفنونها وأدبها، نجد أن هنالك تجربة تعليمية، وتثقيفية مهتمة بهذا المجال، تتضمن تجارب كبار الكتاب، كما تشجع الموهوبين .
يعرض لنا عدد كانون الثاني 2016 مقالاً للقاص سعد محمد رحيم عن اللغة والسرد، ذاكراً أنه سيتحدث عن هذا الموضوع من وحي تجربته في كتابة القصة والرواية، وقرر مبكراً أن عليه عدم الاكتفاء بقراءة الروايات والقصص القصيرة فقط.
بل يجب ان يتجول في حقول معرفية مختلفة والإطلاع على أبرز الاعمال في الانسانيات والتاريخ، كما ان عليه أن ينشغل بالنقد الادبي وقراءاته لاسيما ما يخص السرديات، ذاكراً أنه اكتشف منذ البدء أن على الكاتب القصصي والروائي أن يعزز موهبته من ناحيتين : الأولى هي الانغماس بتيار الحياة المندفع الغامض والثري، والنظر العميق لكل شيء من موقع السارد مدعوماً برؤية ناضجة وفلسفة خاصة.
كذلك قدم القاص جاسم عاصي قصة بعنوان " البحث عن فيدور "، و قصة " لامناص " للقاص هيثم بهنام بردى، وقصة " ورود خبز اللقلق " للكاتبة لمياء الآلوسي، وقصة " صرخة الأشياء المهملة " لكاظم الواسطي.كما جاءت في المجلة دراسات نقدية مثل رواية " دهاليز الموتى " بين رؤيا العودة ورهانات الواقع للدكتور سمير الخليل، ذاكراً أن الرواية متألفة من 16 مقطعا ينشغل فيها الرواة بتتبع سيرة الأب حمدان المتماهي مع شخصية المعلم حمدان التاريخية الذي عبر نهر الكارون هربا من الخليفة العباسي بسبب اعتراضه مع ابناء مدينة بغداد المدورة.
وهنا تقوم الرواية على مقابلة الضدين بين التخيل والتاريخ، وهذه الرواية مضافة لرواية الوجع العراقي المستديم، منذ أن بدئ بتهديم الحياة لعراقية، فجر ذلك اليوم التموزي القائظ، وصوت أجش لضابط نصف مجنون ونصف عاقل يدعو البسطاء للخروج لنصرته بعد أن نفدت ذخيرته، فخرجوا لا يلوون على شيء لتكون بداية النهاية لهذا البلد الباهي الجميل.
يختتم العدد بحوار مع الكاتب ناطق خلوصي، والذي حاوره حيدر عبد المحسن، الذي ذكر في مقدمته عن خلوصي أنه كاتب روائي أمضى قرابة نصف القرن في الانقطاع الغامض الغريب، وهذا قد يولد رهبة لدى المحاور.وتحدث خلوصي أثناء الحوار عن وظيفة السرد قائلاً أن السرد الأدبي لا ينفرد بوظيفة خاصة فوظيفته هي جزء من وظيفة الادب والفن بشكل عام وهي وظيفة مازالت موضع اختلاف في تحديدها، وأن التطهير بمفهومه الفلسفي يرتبط بالتراجيديا في المسرح بشكل خاص، أما التغيير فهو عملية كبيرة معقدة ويصعب على السرد القصصي والأدب بشكل عام انجازها لاسيما حين لا يعير المجتمع اهتماماً كبيراً للأدب.