أخفق منتخبنا الوطني لكرة القدم في مصالحة الجماهير العراقية ومتابعيه في كل مكان بعدما أكد أنه ليس بمستوى الثقة التي طالبنا بأن تعود بأية طريقة بُعيد فقدانها أمام استراليا، ولم يخفق اللاعبون وحدهم، بل المدير الفني راضي شنيشل عندما تسلّم رسالة التحفيز التي اطلقناها أمس بأن مصيره سيكون بيد السعودية فاستجاب الرجل للرسالة وردّ بقليل من الحرص الذي عرفناه عنه وقال " لن يكون مصيري إلا بيد الأسود وأهمل ما يَضمر له الهولندي مارفيك والصقور الخُضر" فحدثت النكسة بعد أن خدع الأسود أنفسهم بأن نتيجة المباراة انتهت عند الدقيقة 80 وإذا بالصدمة الثانية التي حذّرنا منها تقع قبل انتهاء الوقت الأصلي بعشر دقائق بركلتين لم يبقَ عراقي واحد لم يصرخ ( آه من أوهام شاه علام) !
لا ندري أية كرة تلعبون؟ فمَن يضبط إيقاعه ويُنظم صفوفه جيداً ويدوّر الكرات بين الجانبين بفاعلية ويبسط سيطرته طوال الشوط الاول حريّاً به أن يمسك زمامها حتى النهاية لا أن يتنازل طواعية مانحاً التفوّق للسعوديين وليس هذا فحسب، بل مارسوا هواية التسلية في كيفية اختراق المدافعين احمد إبراهيم وسعد ناطق اللذين كانا في أسوأ يومهما!
ما بَعَثَ على التفاؤل قبل أن يُخيبَ أملنا هو جدارة مهند عبدالرحيم في التغلغل بجُرأة يُحسد عليها بين أفضل المدافعين الخليجيين هوساوي (أسامة وعمر)، وأتى أوكله في الدقيقة 18 حيث أثبت أنه أبن منطقة الجزاء وبدّد مخاوفنا التي استمرت حتى قبل انطلاق المباراة بأنه لا أمل لإحياء القوة الهجومية الضاربة التي عوّدنا عليها القائد يونس محمود في مناسبات كثيرة لاسيما أمام الشقيق السعودي الذي يعرف مدى تأثير السفاح حتى وإن صامَ عن التهديف فمجرّد تمركزه بالقرب من المدافعين يُشكل قلقاً واضحاً ويهزّ المعنويات، فكان مهند صريحاً بتهديداته وخفّة مراوغاته وانطلاقاته الواثقة بتهيئة الكرة لنفسه وهي تأخذ مسارها الى شباك صقور المملكة امام عجز وحسرة ياسر المسيليم !
شوط عراقي أطاح بمعنويات السعوديين وفي مقدمتهم مارفيك الذي أظهرته الكاميرا في قمة احباطه وهو يطأ رأسه أكثر من مرّة، لكنه لم يستسلم أبداً وهذه الحالة التي يتفوق بها المدرب الأجنبي على المدرب المحلي ويصنع الفارق دوماً، فماذا صنع شنيشل هو الآخر؟ لم ينتبه الى ارتباك سعد ناطق مع كل كرة عرضية أو احتكاك مباشر مع مهاجمي السعودية فضلاً عن اهمال التحرّك الخطير للثنائي المنسجم نواف العابد وحسن معاذ حيث كانا وراء تشغيل طاقة الحركة الجماعية بصورة مُذهلة اسفرت عن ارتباك خط دفاعنا ولم نستبعد حينها أن يراهن الجانب السعودي على الاستفادة من فوضى الالتحام داخل منطقة الجزاء فأسفر عن حصولهم على ركلتي جزاء لم تكن الثانية مستحقة وأخطأ الحكم الدولي القطري خميس المريّ في احتسابها.
وماذا بعد؟ مباراتان ورصيدنا خالٍ من النقاط ، مع تباين الأداء بين مباراتي استراليا والسعودية وضبابية في رؤية الملاك التدريبي لوقائع الشوطين في مباراة (شاه علام) ويتحمل مسؤوليتها وحده، كونه خشي من المغامرة في التبديل مطلع الشوط الثاني إيماناً منه على استقرار النتيجة لصالحنا في وقت كان التهديد السعودي جدياً ويرسم تكتيكاً واضحاً برغبته في العودة للتعادل ومن ثم الحسم، فأين معالجات شنيشل لدعم منطقة الوسط ولماذا غاب علي عدنان وظهر في وقت حرج مع زميله علي فائز الذي يمتاز بثقة كبيرة في تحرير زملائه من الضغط الهجومي؟
ما يستحق الإشادة هو الروح العالية التي ظهر بها لاعبو الفريقين الشقيقين طوال دقائق المباراة برغم الارهاصات التي سبقت استعداداتهما للتصفيات الحاسمة فكانا بمستوى الآمال بتشريف الكرة العربية في قمة كوالالمبور ونحيي إدارتهما لما بذلاه من جهود لأجل ترسيخ مبادئ اللعب النظيف بعيداً عن المؤثرات الخارجية التي حاول البعض كسر مصيدة التسلل لكلا المنطقتين لتسجيل هدفٍ مغرضٍ فخاب ظنّه !
آهٍ من أوهام شاه علام
[post-views]
نشر في: 6 سبتمبر, 2016: 04:32 م