أهدر منتخبنا الوطني فرصة ثمينة عندما منح نقاطاً سهلة بمتناول اليد الى نظيره السعودي في اللقاء الذي جمعهما الثلاثاء الماضي وسط حالة من الاستغراب لكل مَن تابع اللقاء وكيفية تحوّل مسار المباراة من السيطرة العراقية في الأداء والنتيجة الى تفوّق سعودي سريع ومباغت عبر ركلتي جزاء نجح الفريق الشقيق في خطفهما من طاقم التحكيم القطري.
بغضّ النظر عن صحة ركلتي الجزاء وقرارت الحكم القطري خميس المرّي لابد من الإشارة الى أن التعامل مع طاقم التحكيم يحتاج الى خبرة من نوع خاص ينبغي أن يمتلكها اللاعبون والمدرب وهذا ما كان ينقص منتخبنا الوطني، ففي الوقت الذي كان يجب فيه الاستمرار في إحكام السيطرة على كافة مجريات اللقاء بما فيها التعامل مع طاقم التحيكم بذكاء وفطنة، إلا ان المنتخب الوطني سلّم المباراة الى المنتخب السعودي (المتواضع) على طبق من ذهب لم يتوانَ الأخير عن قبول الهدية العراقية الكريمة، مستثمراً الاخطاء الفردية الساذجة التي أدّت الى ضياع نقاط أغلى من الذهب كنّا بأمسّ الحاجة لها لتعويض مافات وانصاف الجماهير العراقية الوفية والمضي قدماً في مشوار التصفيات الطويل والشاق.
وقع منتخبنا الوطني ضحية إهدار الفرص وفشل في الحفاظ على هدف التقدّم الذي كان ترجمة للأداء الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني في شوط المباراة الأول بفضل التغيير الذي اجراه الملاك الفني بقيادة شنيشل على مستوى التشكيلة والواجبات بعد نكسة بيرث الاسترالية حيث بدا الطابع الهجومي أكثر تأثيراً وفاعلية لاسيما أن المنتخب السعودي ظهر في أسوأ حالاته وكان من السهل جداً الخروج بحصيلة تهديفية كبيرة على فريق بهذا المستوى المتواضع من الأداء.
من المؤسف أن يستمر مسلسل إهدار الفرص والإساءة الى الكرة العراقية في وقت أصبحت منتخباتنا الكروية ممراً سهلاً للخصوم بدلاً من تكثيف الجهود والعمل بمثابرة واخلاص على تشخيص مواطن الخلل وتصحيح ما يمكن تصحيحه من أخطاء مختلفة ومتنوعة الاسباب والمسببات انعكست بشكل سلبي ومخزي على الواقع الرياضي في العراق وكرة القدم على وجه الخصوص.
نعم ربما كان المدرب راضي شنيشل محقاً عندما ذكر أن الفرصة مازالت سانحة في المجموعة وأن المنتخب العراقي قدَّم أداءً وصفه بالجيد لم تقدمه المنتخبات العراقية منذ مدة طويلة، لكن تبقى العبرة بالخواتيم فلن يمنحنا أحد نقاط الفوز أو بطاقة التأهل على ما قدمناه من أداء! انما يكمن الحل في هز شباك الخصوم وتجاوز أزمة العقم التهديفي خصوصاً انه من المنطقي ان يكون التقدم بهدف وحيد أمر غير مطمئن ولا بديل عن تعزيز هذا التقدم وتجنب الاستسلام للمحاولات السعودية الفقيرة التي حصلوا من خلالها على ركلتي جزاء بأخطاء كارثية لسببين : اولهما ان الفريق السعودي عرف كيف ينتزع هاتين الركلتين الصحيحتين من طاقم تحكيم ( قليل الخبرة ) لمباريات بهذا المستوى والسبب الثاني : المهارة في دفع لاعبينا الى ارتكاب أخطاء دفاعية تنمّ عن سوء فاضح في التكنيك وفشل في التعامل مع المواجهات الفردية.
ما زالت هناك 24 نقطة في متناول اليد ولا مستحيل في كرة القدم شرط أن نكون أهلا للمسؤولية وان تكون مصلحة الوطن من أولويات التصدّي للمواجهات الحاسمة المتبقية بجدية واقتدار وأن تعي كل الاطراف ماعليها من دور مهما كان بسيطاً طالما أنه يُسهم في تسهيل مهمة المنتخب الوطني للظفر باحدى بطاقتي التأهل الى مونديال روسيا 2018.
خيبة أمــل
[post-views]
نشر في: 7 سبتمبر, 2016: 09:01 م