ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في بابل الباحث الدكتور كاظم جاسم منصور في محاضرة بعنوان (التداولية في النقد الأدبي العربي) وذلك في يوم الخميس الثامن من آب، وقد قدمه لرواد الاتحاد بنبذة عن سيرته العلمية الشاعر والأكاديمي سعد المرشدي. قدم الباحث أولاً أشهر

ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في بابل الباحث الدكتور كاظم جاسم منصور في محاضرة بعنوان (التداولية في النقد الأدبي العربي) وذلك في يوم الخميس الثامن من آب، وقد قدمه لرواد الاتحاد بنبذة عن سيرته العلمية الشاعر والأكاديمي سعد المرشدي. قدم الباحث أولاً أشهر تعريف شائع للتداولية، وهو اللغة في حالة الاستعمال، وقال إن من مرجعيات التداولية هي اللسانيات اللغوية والفلسفة البراجماتية، وأشار إلى مجالاتها المتعددة في الخطاب الديني والسياسي والاجتماعي والأدبي الذي هو اختصاص الباحث، وأشار إلى أن التداولية صالحة لتحليل الشعر والقصة والرواية والمسرح، ولكنه استدرك أن المنهج التداولي منهج صعب وملتبس ويحتاج إلى خبرة واسعة من الناقد، وذلك لحداثة هذا المنهج الذي انتشر في سبعينات القرن الماضي، ولأن الدراسات البنيوية قليلة جداً في العراق، فلم يجد حتى العام 2010 سوى مقالات قليلة للدكتور سمير الخليل والدكتور خالد سهر والدكتور مجيد الماشطة، أما المغرب العربي فقد أنتج دراسات قليلة في هذا الموضوع. وأشار أيضاً إلى مباحث تداولية مهمة في دراسات أكاديمية وذكر أن الدكتور خالد سهر كتب أول مبحث في العراق في أطروحته (قصص الحيوان جنساً أدبياً) وكذلك أول أطروحة عن التداولية في اللغة بعنوان "الخطاب القرآني دراسة تداولية" للدكتور مؤيد آل صوينت.
وقال إن التداولية تجاوزت المناهج النقدية السابقة التي توقفت عند النص المكتوب بوصفه علاقات لغوية ودلالة وركزت على ما أهملته المناهج السابقة وهو التواصل، لذلك تبنى التداولية على أفعال الكلام وهي : القول والانجاز والتأثير، وتعنى التداولية بتحليل التعبير الإشاري (أسماء الإشارة) والضمائر وظروف الزمان والمكان من خلال السياق، وتتساءل: من الكاتب؟ من المخاطب؟ ما المقصود من الكلام؟ وكيف نتجنب الغموض والابهام؟ كما أن التداولية تعنى بمتضمنات القول، اي كيف نقول شيئاً ونحن نعني شيئاً آخر بحيث يفهمه المتلقي من خلال السياق.
وقد أثارت المحاضرة الكثير من الأسئلة والتعقيبات، وكان أول المعقبين، المترجم باقر جاسم محمد الذي أشار إلى أهمية الموضوع الجديد في النقد العراقي، وإلى قدرة الباحث في تناوله، غير أن  المحاضرة خلت من التطبيقات النقدية التداولية مما أفقدها جزءاً من معرفيتها؛ لأن ما قدمه الباحث معلومات نظرية موجودة في الكثير من الكتب، أما الجانب التطبيقي فهو جهده الخاص الذي يجب أن يظهره في المحاضرة، وقال أيضاً إنه كتب مقدمة الكتاب الذي أصدره الباحث عن التداولية بعنوان (التداولية في الفكر النقدي العربي) وأنه كان متابعاً له مذ كان أطروحة دكتوراة في طور التسجيل. وأثار الشاعر عبد الأمير خليل مراد قضية التأثير الذي تعنى التداولية به وقدم مثلاً بألف ليلة وليلة، وتأثيرها الشديد في المحيط الاجتماعي، ولم ينس أن يشير إلى تعكز النقد الأدبي العراقي والعربي على المناهج المستوردة. أما الباحث علاء الشمري فقد انتقد المحاضرة من مفهوم التداولية نفسه، فقال أن المحاضرة لم تعنَ بالسياق الذي تعنى به التداولية! فالحضور من مستويات معرفية مختلفة، وهذا الحضور لا يعنى بالتعريفات والقضايا التأريخية والنظرية للنقد التداولي، ولو أن المحاضر قدم تطبيقات نقدية من شعر أو قصة، لكان في السياق الصحيح لعمله واستطاع أن ينجز العمل وأن يتأثر الآخرون به! أما الدكتور أحمد المعموري فقد اشار إلى أهمية أطروحة الباحث في الجامعة؛ لأنها كانت رائدة في وقتها. واشترك في التعقيبات أيضاً الناقد أنور غني، والناقد عبد علي حسن، والشاعر حسين عوفي. ثم رد الباحث شاكراً جميع المعقبين، واعتذر عن تقديم تطبيقات نقدية لأن الوقت المخصص لا يتسع لذلك، ولا يمكن إجراء تطبيقات نقدية بلا خلفية نظرية للموضوع، وفعلاً فقد قدم مثالاً بسيطاً وهو جملة (أغلق الباب) وقدم لها تحليلاً تداولياً وقد استغرق الكثير من الوقت.