يضع المؤلف جاريث جونز الفيلسوف ورجل الاقتصاد الأهم في القرن العشرين ، كارل ماركس كعلامة استثنائية في تاريخ بلدين ، هما ألمانيا وروسيا ، وهو يواصل تقديم سيرة مختلفة لماركس، المولود في ترير، عام ١٨١٨ ، وهي مدينة من ضواحي راينهالد ، في ألمانيا . و
يضع المؤلف جاريث جونز الفيلسوف ورجل الاقتصاد الأهم في القرن العشرين ، كارل ماركس كعلامة استثنائية في تاريخ بلدين ، هما ألمانيا وروسيا ، وهو يواصل تقديم سيرة مختلفة لماركس، المولود في ترير، عام ١٨١٨ ، وهي مدينة من ضواحي راينهالد ، في ألمانيا . ويمضي استاذ مادة تاريخ الأفكار History of ideas في جامعة الملكة ماري في لندن، الى التعامل مع الوجوديات المرافقة لنشوء الظاهرة الماركسية ، وكذلك التغيير الذي طرأ على عموم روسيا بعد عام ١٩٩١ ، ومحاولة قلب الأفكار والتوجهات ، قبل قلب النظم الحاكمة وتغيير فلسفة البلاد .
"لقد أزالوا تمثالا في هذا الشارع الروسي ، في محاولة لمحو تاريخ الحقبة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي السابق. هذا ما يشير الباحث في بلاغة حزينة ، لتغطية عالم الفيلسوف والمفكر كارل ماركس.
وعلى الرغم مما يتتبعه البروفيسور جونز لسيرة ماركس ، الا انه يشعر بالمرارة ، كون الفيلسوف والاقتصادي والمنظر الأهم ، في القرن العشرين ، قد آثر الصمت في فترات حياته الاخيرة ، وكان يعمد الى ايذاء صحته بعدة وسائل ، وهو ما يراه اخرون ، نمطا من الاستنزاف الكامل لبنى الأفكار وتعويضا عن المونولوج الداخلي ، الذي كان يرافقه ، بعد كل حوار يقيمه مع رفيقه المفكر إنجلز، منذ لقائهما الاول .
صاحب السيرة يسلط اضواء على جدلية الوجود التي يناقشها ماركس ، ويدعم جهوده في المرونة التي تعامل بها ماركس ، بعيدا عن النقض والإسقاط ، لما سبقه من فلسفات وافكار.
وهو يركز على الكاريزما التي امتلكها ماركس ، وطريقته في صف الجمل والمعاني ، والتي كان يصفها البعض على أنها تشبه لغة رسالات الأنبياء . ويشير البروفيسور جونز ايضا، الى ان ماركس كان على صلة وتواصل مع اغلب الفلاسفة الألمان الذي عاصروه ، وكان في أواخر عشرينياته يعرف نفسه لهم والعالم على انه شيوعي ، وكان في قمة السعادة للجدال مع القادمين لمناقشته أفكاره وطروحاته.