مئات العراقيين اثبتوا بالتجربة خلال سفرهم الى خارج العراق لقضاء عطلة عيد الاضحى في تركيا او جورجيا او ايران ، اكذوبة شركة طيران تابعة للقطاع الخاص ، اعلاناتها تنتشر في ساحات وشوارع العاصمة، تروج لمزاعمها بأن خدماتها من نوع السوبر باسعار تنافسية ، رفعت شعار "اترك لنا القيادة وتمتع بالرحلة" ، لكن واقع الحال يكشف عن صورة بشعة تتجسد بعدم احترام مواعيد الرحلات ، والتعامل مع المسافرين باسلوب يذكرهم بسائقي حافلات "التاتا" المنقرضة من شوارع العاصمة.
وجود اكثر من شركة طيران ، يديرها القطاع الخاص ، ظاهرة لم يعرفها العراق من قبل ، هناك من استغل هذا الفراغ ، وبنفوذه استطاع ان يؤسس شركة خاصة للطيران ، ولا اعتراض على هذا النوع من النشاط الاقتصادي حين يكون خاضعا لضوابط واجراءات تحددها الجهات الرسمية المعنية بموجب معايير دولية ثابتة ، تلزم الشركة بأن تكون صادقة في مواعيد رحلاتها ، فضلا عن تقديم افضل الخدمات للمسافرين ،مع منحهم حق مقاضاة الشركة جراء الانتظار الطويل وما يرافقه من معاناة مريرة ، لا تتمناها للعدو ، بحسب القول الشعبي الشائع.
المسافرون خرجوا بانطباع موحد ، بأن الشركة تستحق اسم "كلاو بغداد" في اشارة الى سوء الخدمات ، فوجبة الطعام لاتصل الى مستوى "لفة الفلافل" ، تجعل المسافر يتمتع بالرحلة على مضض، لعله ينسى ملل الانتظار ،والخلاص من ساعات قلق دفع ثمنها من حرق الاعصاب مع احتمال إلغاء الرحلة ، ثم مراجعة الشركة لاسترجاع ثمن التذكرة من مقرها الرئيسي ، وهنا تبدأ مرحلة الدخول في دوامة جديدة .
يقال ان "كلاو بغداد" ، طبقا لمصادر في وزارة النقل ،استطاعت بنفوذ مؤسسي الشركة الحصول على تسهيلات من ادارة مطار بغداد ، تتعلق بتوفير الخدمات بأسعار قليلة ،هذا الامتياز غير متوفر لشركات اخرى ، لكنه لم يحفزها للارتقاء بعملها ، لكي تكتسب ثقة المسافرين ، وتلغي ما ترسخ في اذهانهم من انطباعات سيئة حول قدرة القطاع الخاص العراقي على تأسيس شركات طيران، تضاهي نظيراتها العربيات .
احد الاشخاص وصف سفره على طائرة شركة "كلاو بغداد" مغامرة اجبارية ، تجعل المسافر خلال زمن الرحلة ، واضعا يده على قلبه من احتمال التعرض لكارثة ، والاحتمال وارد انطلاقا من شيوع الخراب في كل مفاصل الحياة العراقية ، استنادا الى حقيقة رغبة المتنفذين في ان يكونوا رجال اعمال من الصنف الاول ، زرعوا بذور الخراب في الساحة السياسية ، فجنوا ثماره بتوطيد وجودهم في المشهد العراقي ، حتى امتدت تطلعاتهم الى النشاط الاقتصادي .
في احدى الاسواق الشعبية في العاصمة تصر بائعة السمك على بيع بضاعتها بأعداد زوجية، حين سألها احدهم عن السر رفضت الكشف عنه ، لكنه ابدى رغبته في شراء سمكة واحدة فقط ، رفضت البائعة طلبه ،فرد عليها بسؤال " تبيعين سمج لو نعل"؟ السؤال ذاته موجه الى اصحاب شركة "كلاو بغداد" .
"كلاو" بغداد
[post-views]
نشر في: 19 سبتمبر, 2016: 09:01 م