اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نريد حقنا من الرصيف!!

نريد حقنا من الرصيف!!

نشر في: 20 سبتمبر, 2016: 09:01 م

كثيراً ما تستفزنا، نحن القادمين من مدن القحط  والقيظ والاهمال، صورة النعيم والتنظيم والجمال حال دخولنا مطارات بعض المدن التي نهرب اليها، ومن نافذة السيارة التي تقلنا للفندق، نكتشف الصورة الأولى للمدينة، ومن خلال بوسترات موضوعة على منضدة الغرفة، تتبدى لنا الصورة تلو الأخرى، وهكذا تبدأ المدينة بحل أزرار قميصها لنا صورة إثر أخرى، وساعة يروضنا المكان، وتهدأ فورة الكشف والتطلع نذهب مقارنين حال مدننا بأحوال المدن هذه، وبشيء من كياسة نشعر أنْ ليس في الأمر عبقرية ما، فالمدن هذه ليست أكثر من شوارع نظيفة وأرصفة ظليلة، باشجار عالية وأناس طيبين وجملة أشياء بسيطة تكمل المشهد هذا، مثل موقف جميل للباص ومحطة مترو تحت الأرض بمواعيد منضبطة.
  هكذا، لا أكثر، أقول هذه لأتذكر أن محافظ البصرة السابق د. خلف عبدالصمد(حزب الدعوة) قال مرة، وقد توقف في ساحة أم البروم، بأنه سيعمل على جعل الساحة هذه (المركز) منطلقاً لمترو الأنفاق، ومن هذه النقطة سيكون بمستطاع البصري الانتقال لكل مناطق المدينة، وسيقول البصري لصاحبة موعدنا قرب محطة المترو، وستهتز الارض تحت أقدامنا، ساعة ينطلق المترو، وسيكون المكان البائس هذا النقطة الدالة على المدينة، سأزيح الخرائب هذه، وأعمل على ما كان يحلم به البصريون، ليس في الأمر معجزة، هنالك شركات عالمية ستعمل على إنجاز ذلك في سنوات قليلة ووووو.
كنت فرحاً مثل كل البصريين البسطاء بمشروعه (الحلم) هذا، وكنت على يقين بذلك، لأنه سبق وأن تحدث عن ميزانية انفجارية، ثم تحدث عن توأمة مع مدينة هيوستن، التي عاد منها تواً، كيف لا وهو البصري، الدكتور، المقيم طويلا في هولندا، والعضو البارز في حزب الدعوة والمحافظ اليوم؟
  قبل اليوم هذا، وقف المحافظ الاسبق، د. شلتاغ عبود(حزب الدعوة) حال تسنمه منصب محافظ البصرة على نهر العشار وبكى حال النهر، وكنت أعتقد بأنه سيعمل شيئاً ذا بال، إذ من غير المعقول أن محافظاً يملك القرار والمال والسلطة سيقف عاجزا باكيا، شاكياً حال نهر صغير لا يتجاوز طوله الـ 3 كم، لكن حفنة من أطيان النهر لم تتحرك، جرذاً صغيراً لم ينهزم من النهر، وسيظل كما هو حتى يرث الله الأرض ومَن عليها، فمحافظنا د. ماجد النصراوي وحكومته الحالية ومنذ سنوات أربع تتحدث عن مشروع للماء العذب في البصرة، وهي أعجز من ان تعمل مقهى يليق بالأدباء، أقول ذلك وأنا أحاول أشق طريقي الى الطبيب، عاجزاً عن الوصول الى المختبر والصيدلية، ذلك لأن الارصفة في العشار كله، لم تعد ملكاً لنا، إنما هي ملك للتجار في شارع الكويت والصيادلة والمغايز وسوق حنا الشيخ وعبدالله بن علي. ومحافظ غير قادر على أخذ حقي من الرصيف، واسترداد خطوتي من بضائع التجار والمرابين المكدسة عليه أعجز وأضعف من انشاء مشروع للماء العذب!
  مَن سار في شارع ولي عصر بطهران او زار مشهد ونيسابور ومدنا أخرى أو دخل السوق الكبير بطهران ستحجب أشجار العفص والحور العالية جداً الشمس عنه، وسيجد بين الرصيف والشارع  الفسحة الظليلة الباردة، وسيجد المصطبة لجلوسه إن تعب، كما وسيجد القطار الخشبي الذي يعمل ببطارية الشحن لينقله من الجهة  هذا الى الجهة تلك، وسيسير القطار بهدوء ويتوقف بهدوء عند المطعم النظيف وقرب المقهى الشعبي وبائع القماش وهكذا.
  يا محافظ البصرة ويا دوائر البلدية ليس في الشارع النظيف والرصيف الآمن وزراعة الجزرات بالاشجار العالية لتحجب الشمس عنا وأشياء كهذا عبقرية ما، أبداً، هي من أتفه وأبخس الأعمال، لا نريد محطة مترو كما وعدنا خلف، ولا نريد دموع د. شلتاغ على نهر العشار، ولا مشروعاً للماء العذب كما وعدتنا، نريد حقنا من الأرصفة لا غير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram