برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، أقامت دائرة الفنون التشكيلية حفلا استذكاريا لشيخ النحاتين العراقيين محمد غني حكمت، يوم الأربعاء الفائت، بمناسبة إختيار بغداد ضمن المدن الإبداعية على قاعة عشتار بمقر الوزارة.وتضمن الحفل معرضا للصور ا

برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، أقامت دائرة الفنون التشكيلية حفلا استذكاريا لشيخ النحاتين العراقيين محمد غني حكمت، يوم الأربعاء الفائت، بمناسبة إختيار بغداد ضمن المدن الإبداعية على قاعة عشتار بمقر الوزارة.
وتضمن الحفل معرضا للصور الفوتوغرافية من مقتنيات قسم المعارض تجسد الفنان في مشغله وبعض التخطيطات لأعماله وبما يصل إلى 25 صورة، وقدم الفنان والناقد التشكيلي قاسم العزاوي نبذة عن سيرة وإبداع الفنان الراحل.
وقال العزاوي: يعد النحات محمد غني حكمت الذي كان يمثل نفسه بروح فنان جاء من العصر السومري أو البابلي أو الأشوري أو العباسي، ظاهرة نحتية مميزة امتدت من المحلية للعربية والعالمية وذلك من خلال أعماله المنتشرة في كل أرجاء العالم، وقد شكل مع أستاذه جواد سليم والفنان خالد الرحال هرماً فنياً على أساسه ترعرع الكثير من الفنانين.
وأضاف العزاوي: إن الفنان الراحل أحب فن الزخارف منذ نعومة أظفاره من والده الذي كان يعمل في تطريز العباءات وكان دائم المرافقة له، وتعلم من الحضرة الكاظمية مدينته التي ولد وترعرع فيها فن الزخارف والأبواب والقباب.
ودأب حكمت من خلال فنه على توظيف أدب الحكاية البغدادية بموجوداته النحتية المنتشرة في بغداد فداعب دجلة في حكايات ألف ليلة وليلة وكما جسد شخصية شهريار وشهرزاد وحكاياهم المأثورة.  
وقالت الفنانة التشكيلية نضال عفراوي: أنا واحدة من طلاب النحات محمد غني حكمت وكنت قريبة منه وهو فنان محترم ذو أخلاق عالية، وكان المرحوم يقضي كل أوقاته في النحت للنصب والتماثيل وعمل الماكيتات وأكثر أعماله كانت من البرونز، وقدم حكمت المرأة وخاصة العراقية كما لم يقدمها أحد من قبله بشخصيتها القوية الصابرة وشموخها العالي. وُلدَ محمد غني حكمت في بَغداد 1929، وتوفي في 12/9/2011 وَدرس النَحت على يَد الأُستاذ جواد سَليم في معهد الفنون الجميلة في العراق وَتخرج مِنه 1953 بعث إلى روما وحصل على دبلوم النحت وحصل على أكاديمية الفنون الجميلة من هناك عام 1955. حصل على دبلوم الميداليات من مدرسة الزكا في روما أيضا عام 1957، حصل على الاختصاص في صب البرونز فلورنسا عام 1961، وساهم في اغلب المعارض الوطنية داخل القطر وخارجه وحصل على جائزة أحسن نحات من مؤسسة كولبنكيان عام 1964، له مجموعة من التماثيل والنصب والجداريات في ساحات ومباني العاصمة بغداد منها تمثال شهرزاد وشهريار، علي بابا والأربعين حرامي، حمورابي، جدارية مدينة الطب ونصب السندباد البحري في مدخل فندق الرشيد والمتنبي وبساط الريح وأبو جعفر المنصور والجنية والصياد، إضافة إلى أعمال أخرى لا تحصى، منها 14 لوحة جدارية في إحدى كنائس بغداد تمثل درب الآلام للسيد المسيح.كما أنجز محمد غني حكمت في ثمانينات القرن الماضي إحدى بوابات منظمة اليونيسيف في باريس وثلاث بوابات خشبية لكنيسة (تيستا دي ليبرا) في روما ليكون بذلك أول نحات عربي مسلم ينحت أبواب كنائس في العالم، فضلا عن إنجازه جدارية الثورة العربية الكبرى في عمان وأعمال مختلفة في البحرين تتضمن خمسة أبواب لمسجد قديم وساعد حكمت في عمل نُصب الحرية الذي كان من تصميم أستاذه النحات العراقي المعروف جواد سليم.