TOP

جريدة المدى > اقتصاد > الشركات العالمية تواجه رغبة العراق بزيادة إنتاجه النفطي بنفقات أقل وشروط معدلة

الشركات العالمية تواجه رغبة العراق بزيادة إنتاجه النفطي بنفقات أقل وشروط معدلة

نشر في: 24 سبتمبر, 2016: 12:01 ص

الشركات النفطية الغربية العاملة في العراق منذ سنوات كانت تجني الأرباح من حقول النفط العراقية، وبلغت احتياطاتها المالية ارقاماً لا تُصدق، لكن بعد الحرب انتهى كل شيء. المعركة ضد تنظيم داعش وهبوط أسعار النفط واضطرار الحكومة الى خفض استثمارها في قطاع الط

الشركات النفطية الغربية العاملة في العراق منذ سنوات كانت تجني الأرباح من حقول النفط العراقية، وبلغت احتياطاتها المالية ارقاماً لا تُصدق، لكن بعد الحرب انتهى كل شيء.
المعركة ضد تنظيم داعش وهبوط أسعار النفط واضطرار الحكومة الى خفض استثمارها في قطاع الطاقة، عوامل جعلت تلك الشركات تعاني من تغطية نفقاتها.
لا شك أن شركات النفط العاملة في العراق مصابة بالغيبوبة، فضلاً عن تلكؤ مشاريع عملاقة. الشركات العاملة في العراق لسنوات، مثل “بريتيش بتروليوم و داتش شل و لوك اويل” ساهمت في انتاج النفط العراقي واستخراجه، لكن تلك الشركات اليوم تعاني التقشف، وهذا ما اشار اليه مدير عام شركة آييل فلوريس العاملة في الرميلة “ نحن نمر اليوم في مرحلة صعبة”.
البيئة وأحوال الطقس، عاملان يعرقلان احياناً عمل شركات التنقيب ولاسيما في حقل نفط الرميلة، أحد اكبر حقول العراق. ففي احد الايام، تعرض عمال شركة “ بريتش بتروليوم” الى رياح عاتية ساخنة جعلتهم يرفعون بحذر معدات موجودة تحت الارض بمستوى 4000 قدم تحت الارض.
الرميلة اليوم، لديها اثنان من منصات التنقيب عن النفط الجديد، وتقول الشركة المتعاقدة على تنقيب بئر الرميلة، انها تمتلك طموحات لزيادة الانتاج وهذا سيزيد من انتاج العراق للنفط من خلال التركيز على الآبار الموجودة، لكن على كل حال يبقى الناتج المتوقع من تصدير النفط هو 1.4 مليون برميل يومياً من بئر الرميلة.
مشاكل تواجهها الشركات العملاقة خلال عملها، ففي جنوب العراق ايضاً سقطت قذيفة طائشة على حقل مجنون النفطي، اوقف هذا الحادث العرضي البئر الذي ينتج يومياً 200 الف برميل.
شركة شل من جانبها لديها خطط لمضاعفة الانتاج، لكنها تركز هذا العام على الحفاظ على الانتاج وفقاً لاحمد عطا الله المدير العام لشركتها.
وقالت شركة لوك اويل الروسية في وقت سابق من هذا العام إنها بحاجة الى استثمار اكثر للحفاظ على الانتاج دون تغيير في حقل نفط غرب القرنة العملاق.
ريتشارد مالينسون، محلل جيوسياسي في استشارات الطاقة وجوانبها المتعددة، يقول إن العراق اثبت خيبة أمل بالنسبة للشركات التي كانت تعلق آمالا عريضة معه، فهم لم يتخيلوا أن الوضع سيصل الى هذا الحدّ.
وتخوض الشركات النفطية مفاوضات صعبة مع الحكومة العراقية بشأن حصتها، اذ تحاول الشركات ضخ المزيد من النفط وسط حالة من عدم اليقين بشأن شروط العقد الذي ترغب الحكومة العراقية بتعديله وجعله اكثر مقبولية عقب انخفاض اسعار النفط.  عبد الجبار اللعيبي، وزير النفط العراقي حينما التقى مع مسؤولي شركات النفط، شجعها على زيادة الانتاج رغم العقبات التي يعرفها الوزير، مضيفاً أن “ الوزارة لديها خطة طموحاً للمضي قدماً في تحقيق انجازات كبيرة بالمستقبل”. فيما تبقى الشركات حريصة على التفاوض مع الوزارة.
بافل زاندوڤ، رئيس مجلس إدارة شركة لوك اويل يقول “ لسنا على استعداد للشروع في المرحلة التالية من التطوير، فحتى مفاوضاتنا مع الجانب العراقي لم تؤد الى تغييرات في الاقتصاديات على مدى العقد القادم”.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية ارتفع انتاج النفط العراقي، لكن الحرب التي مزقته جعلت انتاجه اليومي يتقرب من نسبة 40٪ عن مستويات عام 2014. اذ كان ضعف هذا المستوى في وقت الغزو الامريكي في عام 2003، فيما توقعت وكالة الطاقة الدولية في عام 2012، أن انتاج العراق في عام 2020 سيصل الى 6.1 مليون برميل يومياً وراء كل من روسيا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
ويُعتقد ان العراق يمتلك احتياطيا يصل الى 140 مليار برميل من النفط الخام، مما يجعله خامس اكبر بلد يمتلك نفط في العالم. بينما لا تزال اجزاء كبيرة في العراق غير مكتشفة والخزانات النفطية يمكن الاستفادة منها لأنها ممتلئة. وبينما تسعى شركات النفط في البحث عن النفط تحت المحيطات وتكسير الصخر الزيتي في تكساس، ماتزال موارد العراق واضحة ورخيصة لاستخراجها الى حد ما.الوضع صار اكثر صعوبة منذ عام 2014، حينما استولى مسلحو داعش على مساحات شاسعة من شمال وغرب العراق، وتحطمت اسعار النفط كثيراً. لتضطر الحكومة الى دفع ديونها المترتبة عليها من شركات النفط، كما أن الاخيرة - الشركات - وبعد الأزمة المالية قبلت ان تستخرج برميل النفط الواحد بتكلفة 2 دولار.
نيل بروس، المدير التنفيذي لشركة آڤالين كروب الكندية، يقول إن “ الشركات النفطية لديها مستحقات مالية من الحكومة العراقية لكنها لا تمتلك المال لدفعه لهم، والشركات الآن بلا اموال”.
وعلى الرغم من أن الانتاج ارتفع هذا العام ليصل الى 4.4 مليون برميل يومياً، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، لكن الحاجة مازالت موجودة لانفاق المزيد لتحقيق قفزة في الانتاج.
ولدى العراق حقول قديمة بحاجة الى الاستثمار الدائم، فحقل الرميلة المكتشف عام 1953 ينتج يومياً 200 الف برميل من النفط يفقد بين الحين والآخر نفطاً خاماً بسبب عدم استقراره.
توني هايوارد، الرئيس التنفيذي لشركة “BP” يقول “ بدء انخفاض الأموال في العراق، امر لا مفر منه”. ويدير هايوارد اليوم مجلس شركة جينيل للطاقة التي تنتج نفطاً في العراق.

المصدر: وول ستريت جورنال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب "الربا"

أزمة جفاف الأهوار.. الأمم المتحدة تؤكد دعمها و«الموارد» تتحدث عن برامج لاستدامة تدفق المياه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أسعار النفط تقفز فوق 75 دولاراً للبرميل
اقتصاد

أسعار النفط تقفز فوق 75 دولاراً للبرميل

متابعة/ المدىسجلت أسعار النفط، اليوم الخميس- وهو أول أيام التداول في 2025- ارتفاعاً حيث يراقب المستثمرون العائدون من العطلات التعافي في اقتصاد الصين والطلب على الوقود بعد تعهد الرئيس شي جين بينغ بتعزيز النمو.وارتفعت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram