التصويت على سحب الثقة عن وزير المالية هوشيار زيباري أعاد الهيبة الى البرلمان . ثورة الاصلاح انطلقت باستجواب المسؤولين المتورطين بالفساد ، وابعادهم من مناصبهم . الشعب العراقي على موعد مع الازدهار والتقدم بملاحقة رموز الفساد ، وتقديمهم الى القضاء . قل جاء الحق وزهق الباطل ، بجهود نواب جبهة الاصلاح ، لدورهم في تفعيل صلاحيات مجلس النواب الرقابية . انطلاقاً من هذه "الشعارات الثورية" سيستعيد العراق مكانته الدولية بين الامم المتحضرة ، يغادر تصدر قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم ، هذه الشعارات وغيرها ، تبنتها جبهة الاصلاح في محاولة لاستقطاب اهتمام الشارع العراقي ، لغرض تحقيق مكاسب سياسية تصب في صالح أطراف ، استعدت مبكرا لخوض الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة .
العراقيون المنشغلون بهمومهم جراء انعدام الخدمات ، وتراجع الاداء الحكومي طيلة السنوات الماضية ، لا تعنيهم اقالة الوزير الفلاني من منصبه بقدر اهتمامهم باتخاذ اجراءات عملية ، تتعلق بالحفاظ على امنهم وممتلكاتهم ، اما قضايا تحقيق التنمية والقضاء على البطالة ، وايجاد فرص العمل للعاطلين ، واحترام حقوق الانسان ، وترسيخ الديمقراطية ، فتأتي بالمرتبة الثانية في سُلّم الاولويات ، على الرغم من اهميتها في ارساء اسس دولة المواطنة .
منذ تشكيل جبهة الاصلاح لم يصدر من اعضائها موقف داعم لحركة الاحتجاج الشعبية المطالبة بحقيق اصلاح حقيقي ، في مقدمته الغاء المحاصصة الحزبية والطائفية ، بوصفها كانت ومازالت السبب الرئيس في دخول البلاد بنفق مظلم! المتظاهرون وصلوا الى قناعة اكيدة بان الخروج من النفق المظلم ، يتطلب ازاحة الطبقة السياسية الحالية ، لأنها اصبحت بنظر الشارع من ادوات الخراب الشامل .
الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية رفعت شعار الاصلاح ، تزامنا مع استمرار التظاهرات الاحتجاجية ، فكان الاصلاح ماركة مسجلة للكثير من القوى شاركت في الحكومات المتعاقبة، تقاسمت المغانم ، فرضت نفوذها على السلطة التشريعية ، فصلت القوانين على مقاساتها ، لتضمن تحقيق مكاسبها حتى حلول موعد يوم القيامة .
جبهة الاصلاح كغيرها من الكتل النيابية غير معنية بإصلاح النظام السياسي ، معظم اعضائها من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي ، ليس من مصلحتها فتح ملفات اخرى تدين مسؤولين سابقين متورطين بارتكاب جرائم فساد وتبديد المال العام . الجبهة اعلنت عزمها استجواب وزراء اخرين في الحكومة الحالية ، وتدور في الغرف المغلقة احاديث تشير الى تعطيل التصويت على الوزارات الشاغرة ، فيما تحرك اعضاء بارزون يحملون ماركة الاصلاح للحصول على مناصب وزارية ، احدهم ارتدى البزة العسكرية ، ورافق رئيس الوقف السني في زيارة الى قضاء الشرقاط ليقدم نفسه خير مرشح لوزارة الدفاع ، وآخر تنقل بين الفضائيات ليقدم نظريته لتجاوز ازمة العراق المالية ليكون بديلا لهوشيار زيباري .
ما يدور في مجلس النواب هذه الايام يقترب من قصة "ام مخيلف" التي كانت تشكو من هجمات ليلية تشنها الواوية ، تستهدف دجاجاتها حصراً ، أخبرت اهالي السلف بالمشكلة ، وبعد مراقبة ورصد حركة بنات آوى تبين ان الواوي "مخيلف" كان يسرق الدجاج ، ويتجه الى سوق الولاية لبيعه ثم ينفق ثمنه على قضاء سهرة في "حي الطرب " ، صار معلوم مولانا ؟؟؟
ماركة الإصلاحيين
[post-views]
نشر في: 23 سبتمبر, 2016: 09:01 م