TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماركة الإصلاحيين

ماركة الإصلاحيين

نشر في: 23 سبتمبر, 2016: 09:01 م

التصويت على سحب الثقة عن وزير المالية هوشيار زيباري أعاد الهيبة الى البرلمان . ثورة الاصلاح انطلقت باستجواب المسؤولين  المتورطين بالفساد ، وابعادهم من مناصبهم . الشعب العراقي على موعد مع الازدهار والتقدم بملاحقة رموز الفساد ، وتقديمهم الى القضاء . قل جاء الحق وزهق الباطل ، بجهود نواب جبهة الاصلاح ، لدورهم في تفعيل صلاحيات مجلس النواب الرقابية . انطلاقاً من هذه "الشعارات  الثورية" سيستعيد العراق مكانته الدولية بين الامم المتحضرة ، يغادر تصدر قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم ، هذه الشعارات وغيرها ، تبنتها جبهة الاصلاح في محاولة لاستقطاب اهتمام الشارع العراقي ، لغرض تحقيق مكاسب سياسية تصب في صالح أطراف ، استعدت مبكرا لخوض الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة .
العراقيون المنشغلون بهمومهم جراء انعدام الخدمات ، وتراجع الاداء الحكومي طيلة السنوات الماضية ، لا تعنيهم اقالة الوزير الفلاني من منصبه بقدر اهتمامهم باتخاذ اجراءات عملية ، تتعلق بالحفاظ على امنهم وممتلكاتهم ، اما قضايا تحقيق التنمية والقضاء على البطالة ، وايجاد فرص العمل للعاطلين ، واحترام حقوق الانسان ، وترسيخ الديمقراطية ، فتأتي  بالمرتبة الثانية  في سُلّم الاولويات ، على الرغم من اهميتها في ارساء اسس دولة المواطنة .
منذ تشكيل جبهة الاصلاح  لم يصدر من اعضائها موقف داعم لحركة الاحتجاج الشعبية المطالبة بحقيق اصلاح حقيقي ، في مقدمته الغاء المحاصصة الحزبية والطائفية ، بوصفها كانت ومازالت السبب الرئيس في دخول البلاد بنفق مظلم!  المتظاهرون وصلوا الى قناعة اكيدة  بان الخروج من النفق المظلم ، يتطلب ازاحة الطبقة السياسية الحالية ، لأنها اصبحت بنظر الشارع من ادوات الخراب الشامل .
الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية رفعت شعار الاصلاح ، تزامنا مع استمرار التظاهرات الاحتجاجية ، فكان الاصلاح ماركة مسجلة للكثير من القوى شاركت في الحكومات المتعاقبة، تقاسمت المغانم ، فرضت نفوذها على السلطة التشريعية ، فصلت القوانين على مقاساتها ، لتضمن تحقيق مكاسبها حتى حلول موعد يوم القيامة .
جبهة الاصلاح كغيرها من الكتل النيابية غير معنية بإصلاح النظام السياسي ، معظم اعضائها من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي ، ليس من مصلحتها فتح ملفات اخرى تدين مسؤولين سابقين متورطين بارتكاب جرائم فساد وتبديد المال العام . الجبهة اعلنت عزمها استجواب وزراء اخرين في الحكومة الحالية ، وتدور في الغرف المغلقة احاديث تشير الى تعطيل التصويت على الوزارات الشاغرة ، فيما تحرك اعضاء بارزون يحملون ماركة الاصلاح للحصول على مناصب وزارية ، احدهم ارتدى البزة العسكرية ، ورافق رئيس الوقف السني في زيارة الى قضاء الشرقاط ليقدم نفسه خير مرشح لوزارة الدفاع ، وآخر تنقل بين الفضائيات ليقدم نظريته لتجاوز ازمة العراق المالية  ليكون بديلا لهوشيار زيباري .  
ما يدور في مجلس النواب  هذه الايام يقترب من قصة "ام مخيلف" التي كانت تشكو من هجمات ليلية تشنها الواوية ، تستهدف دجاجاتها حصراً ، أخبرت اهالي السلف بالمشكلة ، وبعد مراقبة ورصد حركة بنات آوى تبين ان الواوي "مخيلف"  كان يسرق الدجاج ، ويتجه الى سوق الولاية لبيعه ثم ينفق ثمنه على قضاء سهرة في "حي الطرب " ، صار معلوم مولانا ؟؟؟  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram