TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا لايهتف فائق الشيخ علي في التحرير ؟

لماذا لايهتف فائق الشيخ علي في التحرير ؟

نشر في: 23 سبتمبر, 2016: 06:28 م

ali.H@almadapaper.net

عاش المصريّون خلال السنوات الاخيرة  مع ظاهرة  توفيق عكاشة ، النائب الذي يظهر على شاشة التلفزيون 24 ساعة في اليوم  ، يحلو له أن يقول كل ما يخطر ولا يخطر على البال ، ولأسباب تتعلق بشخصيتي " الفضولية " فقد كنت أستمتع بمتابعة  عكاشة وهو يتوعد  ويهدد ، ولأنّ الله لطيف بعبادة فقد تخلّص المصريون من توفيق عكاشة ، وكانت نهايته السياسية  بواسطة " قندرة " ذكّرتنا بحذاء خروشوف الشهير الذي رفعه تحت قبة الأُمم المتحدة قبل نصف قرن  ، في برلماننا العراقي نشاهد كل يوم نموذجاً لايختلف بالسلوك والكوميديا عن عكاشة المصري ، نواب يظهرون على شاشات الفضائيات ليسكبوا أطنانا من السذاجة والسخف ، البعض يمارس الدجل السياسي  باسم الدين ، والبعض الاخر  باسم الدولة المدنيّة . الجميع يتحدث  بكلام يصيب الأُذن بالحساسيّة قبل العين  ، ولكن ماذا نفعل نحن الذين نعمل في مهمة البحث عن الخبر الجديد والرأي المختلف ، ولهذا تابعت خلال الاسابيع الماضية عدداً من البرامج الحواريّة التي كان بطلها الناشط الحقوقي سابقاً والمحامي عن جبهة الإصلاح النيابية حالياً وأعني به السيد فائق الشيخ علي الذي جلس على كرسي البرلمان بأصوات متظاهري التحرير ، لكنه تخلى عنهم وذهب ليجلس الى جانب حنان الفتلاوي ، ونراه في الفضائيات بدلاً من ان يدعم الاحتجاجات ، يكتب قصائد عن البرلمان  الحال، الذي هو أعظم برلمان في تاريخ الدولة العراقية ، هذه الجملة قالها في أربعة حوارات تلفزيونية متتالية ، وهو يعزو قوة البرلمان الى وجوده الشخصي فيها حتى انه يكشف  لمقدّم أحد البرامج سراً خطيراً وراء " جبروت"  البرلمان،  وهو وجود النائب فائق الشيخ علي تحت قبته :" البرلمان السابق كان ضعيفاً لأنني لم أكن موجوداً " !
بعدها يرفع فائق الشيخ علي إصبعه في الهواء  في أداء تمثيلي مبهر، معبّراً عن غضبه من مقدّم البرنامج لأنه لم " ينغزه " جيداً حتى يعطي  لسليل المجتمع المدني ،فرصة لان يصول ويجول في الاستوديو .
لعلّ الكثير مما يفعلة الشيخ علي هذه الايام يقع تحت بند " الدعاية " المفضوحة  ، فنراه يمدح نفسه ويشتم خصومه  ويذهب إلى درجات قصوى في الصراخ  من دون التوقف عند أي رادع ، خصوصا عند الحديث عن " عظمة البرلمان "
يا سيادة النائب منذ سنوات وأنت تصرخ في الفضائيات من أجل عراق مدني ديمقراطي شعاره الرفاهية للجميع  ، لكننا هذه الايام نشاهدك خطيباً تدافع عن قرار حنان الفتلاوي بتحويل البرلمان إلى سوق للمزايدات وتقاذف الأحذية وقناني المياه  ، ياسيدي الناس لم تعد تُطيق هرطقات سياسية  فارغة  ، ونواباً " منغوزين " ،  وحكومات عاجزة عن حماية شارع  بمساحة شارع الكرادة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. بغداد

    أستاذ علي حسين شكرا لك على ماكتبه اليوم في مقالك بخصوص هذا الكلاون البرلماني الممثل الكوميدي فائق الشيخ علي هذا يصلح ان يكون اكبر ممثل كوميدي بعد قاسم الملاك من منا ينسى هذا القرقوز وهو يعطي الوعود الغليظة الأيمان بأنه سوف يكون محامي العصر والزمان في

  2. خليلو...

    كلهم يا أخي طالب صيد وليس فيهم ولن يكون بينهم واحد مثل عمرو بن عبيد ابدا لاننا في زمن المتاجرين بكل شيئ ولعنة الله والناس عليهم كلهم الى يوم الدين . لقد أعاد التاريخ نفسه ولكن بشكل آخر فبدل زمن الأنبياء الكذابين حل زمن السياسين الكذابين الذين يلهون مثل

  3. خليلو...

    عمرو بن عبيد رأس من رؤوس المعتزلة أهل العقل في زمانهم ، الرجل عرف عنه عزوفه عن الوقوف أمام باب الخليفة وولاته طالبا عطاياه حتى قيل في اهل كدية زمانه ممن يشبهون خلفهم من ساسة زماننا : كلكم طالب صيد غير عمرو بن عبيد . أيمكن أن نعثر على واحد مثله بين من

  4. ماركس

    هي العملية السياسية للعراق الجديد الديمقراطي الليبرالي الاسلامي عبارة عن دكاكين دكان اسلاموي ودكان مدينوي دكان دعوجي ودكان حزب اسلاموي وبالنهاية على كولة المصريين كلو زي بعضو فاللعبة انه يحطلك قوائم ملونة الوان مزيفة والمواطن يروح ينتخب اللون اللي يعج

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram