TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الدوري يحزُّ الرقاب !

الدوري يحزُّ الرقاب !

نشر في: 24 سبتمبر, 2016: 03:50 م

خرج اتحاد كرة القدم من حسابات الجولة الثانية لدوري الكرة الممتاز بثلاث أزمات تُنذّر بمخاطر وخيمة على مصير المسابقة في مرحلتها الأولى ما لم يتم تدارك أسباب الانفلات الواضح على المدرجات، وفشل بعض الحكام والمشرفين في مهامهم وتهوّر مؤسف لملاكات تدريبية ولاعبين لم يستوعبوا بعد أهمية المساهمة في حفظ أمن المباريات.
فمنذ انتهاء مواجهات أربيل مع الحدود وكربلاء مع زاخو والبحري مع الميناء، لا حديث للشارع الرياضي سوى كيفية إعادة الطمأنينة في الملاعب لاسيما أنه ليس الموسم الأول الذي يشكو سوء تنظيم الدوري في جانبه الأمني تحديداً، فما نقلته مقاطع الفيديو القصيرة عبر مواقع السوشيال ميديا من مطاردات أنفار من الجمهور المتعصّب وركلات ولكمات وتهديد بالخطف وإشارات حزّ الرقاب وفوضى عامرة بكل أساليب الوحشية والعدوانية لا تمت بصلة الى أجواء الرياضة ومبادئها السامية يضع الجميع ضمن دائرة الاتهام بلا استثناء.
سؤال لم يطرحه أي عضو اتحاد على نفسه قبل الآخرين: لماذا وجِد الاتحاد، وماهية واجباته في ضمان مسابقة تُعد شريان الحياة للكرة العراقية؟ أمر طبيعي أن أي عضو الآن سينتفض ويؤكد حرصه على إتمام المسابقة بدلالة استمراريتها! المشكلة إن أعضاء الاتحاد يجتزئون قضية الدوري برمّتها ولا يرون في النجاح غير سحب القرعة وتمشية أدواره المتوالية عبر تسمية اللجان وفق جداول تشوبها المجاملة وتهميش الأكفأ على مستوى مشرفي المباريات ومراقبي الحكام وحتى تعيين بعض طواقم حملة الصفّارة، فضلاً عن ارتباك تنسيق الاتحاد مع مسؤولي حفظ أمن الملاعب والأندية المضيفة، فكيف نسعى لانجاح الدوري ومنظومته تُدار بهكذا منهج أصبح مثاراً للتشكّي في كل موسم؟
ما مصلحة اعضاء الاتحاد والمقرّبين منهم في مقرّهم باستمرار وجودهم في لجان الاتحاد المفصليّة والمؤثرة مثلما يترأسونها الى جانب اعضاء من خارج تركيبة مجلس إدارة الاتحاد تكرر اعتمادهم في كل موسم وكأن الهيئة العامة وعدد كبير من خارجها لاسيما اللاعبون الدوليون السابقون والحكام المعتزلون ليس بينهم الكُفء والخبير وصاحب الكاريزما المقبولة بحياديته وعلميته وجرأته ؟
ستكون لجنة الانضباط اليوم على المحك وهي تناقش أربع مشكلات جرت في ملاعب ( أربيل وكربلاء والزبير والشعب ) ثلاث منها يخص آفة الشغب وواحدة حالة ضرب متعمد من لاعب الشرطة أمجد وليد لزميله لاعب الطلبة إيهاب كاظم، وينتاب غالبية المراقبين شعور بالخيبة من إمكانية إصدار اللجنة قرارات رادعة بالفعل مثلما صرّح أمين سرها رعد سليم للمدى تأسيساً على تجارب سابقة شهدت الخروق ذاتها والخروج عن الروح الرياضية وتهديد حياة الرياضيين لم يتخذ اتحاد الكرة أي إجراء يُنهي شغب الملاعب ولن يجرؤ على حرمان مشاركة أيّ نادٍ في الموسم التالي منعاً لارتكاب جريمة يذهب ضحيتها مدرب أو لاعب أو إداري بسبب ضعف الاشخاص المنسبين لضبط المباراة وكذلك تهاون الاتحاد مع إدارات الأندية الضعيفة وغير القادرة على الحد من تهوّر جمهورها واضراره بسمعة المحافظة الى الدرجة التي تندّر البعض عبر شاشة التلفاز بأن المدرب الفلاني كان محظوظاً بأنه تلقى ركلة وليس طعنة سكين!
رئيس اتحاد الكرة عبدالخالق مسعود يتحمّل وزر الأخطاء التي أُرتكبت منذ توليه المنصب حتى الآن ومُتهم بتنصله من وعده لمنح لجان الاتحاد الصلاحيات المطلقة في إقرار المسائل المهمة التي تحفظ هيبة اللعبة وسلامة المنضوين لها ، وواحدة من أخطائه عدم تجميد عمله " نائباً لرئيس نادي أربيل " لمدة أربعة أعوام مثلما أكد على ذلك في مؤتمره الانتخابي ليتمتع بالحرية الكاملة بعيداً عن الضغوط النفسية والاجتماعية التي يواجهها لكونه يقطن في إقليم كردستان ويشغل منصباً مهماً في إدارة الرياضة بمحافظة أربيل من خلال فاعليته في النادي العريق، لأن كل ما يجري من أخطاء في المباريات التي تضيفها محافظته يُحمَّل نتائجها المتعلقة بسوء إدارة الحكم أو حدوث خرق جماهيري في ملعب النادي أو عدم تناسب قرارات الانضباط مع بعض الاحداث التي شهدها ملعب فرانسو حريري سابقاً في نسخة مكررة من مشهد الاربعاء الماضي.
ولما مضى، فإن أول قرار يجب أن يتخذه رئيس الاتحاد هو خروجه ببيان رسمي يُعلن فيه تجميد عمله في نادي أربيل حتى انتهاء التزامه بمنصبه الحالي الذي يفرض عليه ان يكون مستقلاً من أية مسؤوليات ربما تخلّ عدالته وحياديته في أزمات من هذا النوع ، والرجل معروف عنه شجاعته وصراحته ووضوحه وتفهمه موجبات القرار.
والأمر الثاني، طالما أن الدوري في مهد منافساته، وواجه تحدٍ جديدٍ في واجبات اللجان لبسط الاستقرار وردع المسيئين من دون تمييزهم على اساس محافظاتي، فالاتحاد مطالب بعقد اجتماع يعيد تشكيل لجانه بانتقائية دقيقة تُسلّم رئاساتها لاشخاص لا يعملون في الاتحاد بصفة اعضاء أو موظفين، وتُعتَمَد الخبرة والشهادة الدولية في المجال المطلوب كمشرف مباراة أو مراقب حكم وغيرهما لنضمن دور رقابي شفاف وحر ونزيه في اتخاذ القرار شريطة أن لا يكون قد تسنّم أية مهمة في لجنة سابقة.
أما موضوعة أمن الملاعب ، يبدو أن القضية أكبر من قدرات اتحاد الكرة، وعليه لابد من تدخّل وزارة الشباب والرياضة المعنية بملاعب الأندية للتنسيق مع وزارة الداخلية لمسك هذا المفصل الحيوي الذي يرتبط بسعي الأولى لرفع الحظر الدولي في وقت لم يزل دورها خجولاً أمام المشاغبين الذين لا يتورعون من إحراق جهود الوزارة لعامين باشعال نار الشغب ببضع دقائق !  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram