لطالما أُعتبر الطفلُ الضحيّةَ الأولى لانفصالِ والديه وهو في حال تقبّل واقعة الطلاق بشكلٍ أو بآخر، إلّا أنه وبكل تأكيد سيتلقّى خبر زواج أمّه من رجلٍ آخر غير أبيه بغضبٍ وتعجّب! وهو في حال لم يتهيّأ نفسيّاً وتربويّاً لتقبّل هذا الخبر، سيتّجه صراحة
لطالما أُعتبر الطفلُ الضحيّةَ الأولى لانفصالِ والديه وهو في حال تقبّل واقعة الطلاق بشكلٍ أو بآخر، إلّا أنه وبكل تأكيد سيتلقّى خبر زواج أمّه من رجلٍ آخر غير أبيه بغضبٍ وتعجّب! وهو في حال لم يتهيّأ نفسيّاً وتربويّاً لتقبّل هذا الخبر، سيتّجه صراحةّ الى كره أمّه وربّما الحقد عليها ورفض التعامل معها على أساس أنها أمّه.
وهو في حال اضطر الى رؤيتها في المناسبات أو العيش معها على حدٍّ سواء، سيبني عالماً خاصّاً به بعيداً عنها، ويعتبر أنّها لا تمت له بصلة سوى أنه مجبرٌ على العيش في الإطار العائلي الذي فُرض عليه. من هنا، يتوجّب على الأم التنبّه الى هذا الموضوع الحسّاس الذي يحتاج الى أشهرٍ من المناقشة مع الولد قبل بلورته. وفي هذا الإطار، هنالك بعض الارشادات والنصائح للأمهات اللائي يرغبن بارتباطهن برجلٍ جديد وكيف التقرب الى الاولاد وتقبّل الخبر الجريء من دون التأثير سلباً عليهم .
• سأكون سعيداً مع زوج أُمي
يرفض الطفل غالباً حدث ارتباط أمّه برجلٍ غريب، لأنه قبل كلّ شيء يخاف من هذه العلاقة التي برأيه ستؤثّر على شخص أمّه وتعود عليها بالأذى، لذلك يتوجّب على الأم خلق جوّ إيجابي يطمئن الطفل على مستقبلها كخطوةٍ أولى. وهذا ما قد يستدعي التعبير عن هذه السعادة له وتبيان أنها لا تزال امرأة قويّة قادرة على التحدّي والمواجهة. وليس من الخطأ أن تتخذ الأم ولدها صديقاً لها تخبره عن تفاصيل حياتها الخاصّة الجديدة، لكن يجب أن لا ينسفَ الواقعُ الجديدُ صورةَ والده الحقيقيّ ودورَه، ما يعني ضرورة حفاظ الأمّ على احترامها لزوجها السابق وتقديرها له مهما كانت ظروف الانفصال صعبة.
• هو ليس غريباً
الفارق بين رجلٍ غريب ورجلٍ صديق للطفل كبير. وهو من البديهي أن يرفض فكرة ارتباط أمه برجلٍ لا يعرف عنه شيئاً على الأقلّ عليه أن يكون قريباً منه وصديقاً مقرّباً له لفترة تضمن الوثوق به واعتباره محطّ اعجاب لا، بل قدوة، كما يجب على الطفل ان لا يشعر ان مكيدةً ما تُحاك من أجل تقبّله للواقع الجديد، ومن المهمّ لتجنّب الوقوع في هذا الفخ غير الإراديّ ان يعلم تدريجيّاً فحوى العلاقة التي تربط أمّه به على أن يتمّ اعلان الحقيقة في الوقت المناسب .
• لا أحـدٌ يحلُّ مكانَ أحدٍ
من المحبّذ ان يلعب الأب الحقيقي للطفل دور المحفّز على تقبّل أبنائه خبر زواج أمّهم من رجلٍ آخر. هذا في حال كان الثنائي السابق يتمتعان بأقصى درجات الانسجام على الرغم من انفصالهما. أمّا في حال اتسمت علاقتهما بالتوتّر والمشاحنات، فعلى الطفل أن يُدرك أن الرجل الجديد لن يحلَّ محلَّ أباه، وأن كلاً منهما لديه دوره الخاص في حياته الذي لا يلغي دور الآخر، لأن ما من طفلٍ يتقبّل طرفاً ثالثاً يلغي صورة والده الحقيقيّ .