اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريـبــورتـــاج: الورش الصناعية تنهش الأحياء السكنية .. من يوقفها؟

ريـبــورتـــاج: الورش الصناعية تنهش الأحياء السكنية .. من يوقفها؟

نشر في: 26 سبتمبر, 2016: 12:01 ص

لم يعد بمقدور الكثير من اصحاب البيوت في المناطق الشعبية الصبر على تحول مناطقهم وازقتهم الى معامل وورش صناعية. اذ اضطر البعض منهم الى عرض داره للبيع بعد ان عجزت كل المحاولات لثني جاره عن مزوالة عمله الصناعي في البيت خاصة محال الحدادة وتصليح السيارات،

لم يعد بمقدور الكثير من اصحاب البيوت في المناطق الشعبية الصبر على تحول مناطقهم وازقتهم الى معامل وورش صناعية. اذ اضطر البعض منهم الى عرض داره للبيع بعد ان عجزت كل المحاولات لثني جاره عن مزوالة عمله الصناعي في البيت خاصة محال الحدادة وتصليح السيارات، ومن بينهم المدرس المتقاعد (الاستاذ غانم حسين) الذي اضطر لعرض داره للبيع بعد تحول الزقاق الى معامل للحدادة والتنافس بين جاريه الأيمن والأيسر...

الصخب والضوضاء وطرق الحديد وصوت المولد حولت حياة الجيران الى كابوس بحسب (ام سلام) التي شكت تحول زقاقهم في منطقة النعيرية الى حي صناعي بعد فتح ورشة حدادة ثانية اضافة الى ورشة تصليح السيارات، مبدية تذمرها من الحال الذي وصلت اليه المنطقة بسبب الفوضى وانعدام القانون وغياب الشعور بالمسؤولية من قبل الكثير من اصحاب المهن الصناعية الذين حولوا بيوتهم الى معامل صغيرة. مستغربة سكوت الجهات المعنية عن هذه الظاهرة التي تحولت الى سرطان. على مقربة من مدرسة ابتدائية بدوام ثلاثي واخرى متوسطة بدوام ثنائي تم فتح عدة محال لتصليح السيارات. اذ يقول (التدريسي حسن مردوم) ان اصوات العمال تصل الى مسامع الطلبة في الدرس الأمر الذي يسبب تشويشاً كبيراً على الطلبة. موضحاً ان الامر لم يتوقف على الفوضى والأحاديث بل ببعض الألفاظ السوقية التي تخدش الحياء، منوهاً الى ضرورة توفير الحماية البيئية والاجتماعية للمدارس.
(المدرسة سرى كمال) ذكرت انها تضطر الى وضع سماعات الهاتف على اذنيها كي تتجنب الالفاظ الخادشة التي يتفوه بها بعض اصحاب الورش التي فتحت قرب المدرسة. لافتة الى ان هذه الظاهرة اخذت بالانتشار الواسع دون ان تتوقف عند حد او خصوصية لمدرسة او مستوصف صحي. مشيرة الى حجم الدمار والخراب الذي تركته هذه الورش على الأحياء السكنية والفوضى التي تسببت بها.  
هذه الورش لم تكتفِ بالخراب والتشويه العمراني والضوضاء بل تحولت المناطق التي تكثر فيها الى اماكن مفضلة للقوارض والحشرات التي وجدت ضالتها في البيوت بكل سهولة. (علي الشيباني) ،صاحب محل لبيع المواد الغذائية، شكا من تزايد المحال والورش الصناعية في منطقة الشعب، مبيناً انها لم تترك زقاقاً الا دخلته، داعياً الى ضرورة معالجة هذه الظاهرة من خلال تخصيص أسواق وأحياء خاصة بكل نوع صناعي ان كان نجارة او حدادة او صيانة وتصليح السيارات.
اسباب كثيرة دفعت العديد من اصحاب هذه الورش الى تحويل دورهم او جزء منها لممارسة مهنهم الصناعية ومن بين هؤلاء (ابو ضرغام) ،صاحب معمل حدادة في منطقة النعيرية، بيّن انه بسبب الطائفية واعمال العنف اضطر الى ترك الحي الصناعي وتحويل حديقة منزله الى معمل حدادة يقدم خدماته لأبناء المنطقة. وعن سبب عدم عودته الى الحي الصناعي خاصة بعد انتهاء موجة العنف الطائفي تذرع بوجود زبائن وارتفاع معدلات ايجار المحال والمخازن الكبيرة.
فيما علل (علي سامي) ،صاحب محل لتصليح السيارات، قرب منزله ان سبب فتح المحل في المنطقة السكنية ان زبائنه اغلبهم من سكنته. موضحاً ان الكثير منهم أصحاب عوائل ولايقوون على دفع اجور التصليح والصيانة في مناطق اخرى. منوهاً الى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي دفعت به الى فتح الورشة في منزله بسبب مزاجية صاحب الكراج في الحي الصناعي وزيادته المستمرة للإيجار.
بينما يشير (شاكر القريشي) ،صاحب ورشة، الى ان هذه الورش رغم ما تسببه من ضوضاء الا انها قدمت الكثير من الخدمات للمواطنين. لافتا الى تشغيل العديد من الشباب والخريجين ممن فقدوا فرصة التعيين او ممن لايملكون الاموال. مردفا: ان سبب كل ذلك يعود الى عدم وضوح رؤية الدولة في الجانب الاقتصادي.
امانة بغداد ،وحسب مكتبها الاعلامي، قالت انها تتابع هذه الظاهرة وتسعى في ذلك لتقويض اتساعها من خلال فرض الغرامات المالية على اصحابها، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث رغم عديد الشكاوى والمناشدات من قبل المواطنين بما تسببه وسببته تلك الورش من اضرار بيئية وصحية على حياتهم وحياة عوائلهم.
كذلك نلمس الخلاف بين امانة بغداد ومجلس محافظة بغداد بشأن المدن الصناعية وصلاحيات كل جهة منها ما تسبب بارباك كبير بهذا الشأن وبقية شؤون الخدمات ان كانت في مركز العاصمة او الاطراف وتضارب الصلاحيات بينهما الذي انعكس على الشؤون الحياتية للمواطنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram